
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَـــآله خيـــرُ آلٍ بَيتُهُـــم عَلَــمٌ
بِفَضــلِهِ وَالَّــذي يَشــناه كَالعَــدمِ
آلٌ مُشـــَرّفةٌ نِلنـــا بِهِــم شــَرَفاً
أَهــلُ السـِيادَةِ بِـالقُربى وَبِـالرحمِ
أَقـوالُهُم فـي فُنـونِ الفَضـلِ كافِيَـةٌ
كَمــا فِعــالُهُم تُشــفي مــن الأَلَـمِ
وَصـحبهِ خيـرُ صـَحبٍ فـي الأَنـامِ وَهُـم
أَهـلُ الثَنا وَالغنى في الحِلِّ وَالحَرَمِ
يَــدعونَ لِلخَيـرِ فـي سـِرٍّ وَفـي عَلَـنٍ
وَيَــأمُرونَ الـوَرى بِالعَـدلِ وَالكَـرَمِ
لا يَصــبِرونَ عَلـى ضـيمِ المُحـب لَهُـم
وَيَصــبِرونَ عَلــى الإيفــاءِ بِالـذِّمَمِ
فَلُـذ بِمَـن هـو أمـنُ الخـائِفينَ وَمَن
بِهِـم كُفيـتَ الـرَدى يـا صاحِبَ الجُرَمِ
يـا خائِفـاً فـي نَهـارِ الحَشـر زلَّتهُ
لا تَخـشَ مَـع حُبِّهـم مـن زَلَّـةِ القَـدَمِ
مـن رامَ يُثنـي ضـُلوعَ الحُبِّ منكَ فَقُل
دَع عَنكَ ذا كيف حالُ اللَحمِ في الوَضمِ
يـا عـاذِلاً فـي الهَوى كُن عادِلاً لفتى
يَـرى مقامَـكَ عنـدَ القَلـب مـن سـدمِ
أبشــِر بِــذُلِّكَ فــي دُنيـاكَ مُهتَضـَمٌ
أَعمــى وَتُحشــَرُ مَضـلولا وَأنـتَ عَمـي
مِثلــي لِمثلِـكَ فـي الـدُنيا يُعـزِّرُه
فــي نُصــحِهِ لِضــَعيفٍ مـن يَـدٍ وَفَـمِ
أتعبــتَ نفسـك يَكفـي أن لومـك لـي
مَيـــلٌ بِوَيــلٍ فَلا تَعــذِل وَلا تَلُــمِ
تُــب لِلإِلــه وَطــب نَفسـاً بِنـائِلِهِم
وَالمـح فَفي التوبَة البُرهانُ كَالعلَمِ
قـالَ العـذولُ ثَنيـتَ العَزمَ قلتُ نعم
ثَنيــت عزمــيَ عــن مَيلـي لِغَيرِهِـم
وَمــا قَنَعــتُ بِطيــفٍ عَـن زِيـارَتِهِم
وَلَــو قَنَعــتُ فَمــا شـَوقي بِمُنصـَرِمِ
شـَكَوتُ لَيلـي لِمَـن قَـد لامَنـي فَشـَكى
هُــزءاً وَزادَ عَلــى شـَكوايَ بِالنَـدَمِ
وَقـالَ تَشـكو بِهيـمَ اللَيـلِ قُلـتُ لَهُ
أشـكو البَهيـمَ الَّـذي يُعـزى لِبُغضِهِم
قـال اختَصـِر قُلتُ إن الشَّوقَ أقلَقَني
قالَ اِسترح قُلتُ ما السلوان من شيَمي
وَرُبَّمــا اِشــتَغَلت نَفـسُ المحـبّ إِذا
مــاتَت وَشــابَ غُــرابٌ يَـومَ بَينهِـم
لَــولا العِنايَــةُ بِالمُختـارِ سـابِقَةٌ
قِـدماً لمـا كـان مـن يَمشي على قدمِ
جَمـالُهُ قَـد بَـدا بِـالنورِ ثُـمَّ سـَبا
فَاِبـذل لَـهُ العيـن لا تَبخَـل وَلا تَنمِ
بَــرٌّ بِنـا بحـرُ فَضـلٍ يـا لـهُ عَجَـبٌ
فَـردٌ هـو البَرُّ وَهو البَحر في الكَرمِ
وَالعُسـرُ وَاليُسـرُ مَصـروفان مِـن يَده
ذا لِلمُحِـــبِّ وَذا لِلفــاجِر الخَصــمِ
يَقــولُ ســائِلُهُ عنــدَ العَطـاءِ لَـهُ
يـا قَـومِ هَذا السَخا أَم عارِضُ الديمِ
مـا قـالَ لا قـطّ لِلشاكي الضعيف وَلا
يَقــول لِلجـار وَالراجـي سـِوى نعـمِ
قَـد زادَهُ اللَـهُ تَعظيمـاً عَلـى شـَرَفٍ
فَصــارَ أَشــهَرَ مـن نـارٍ عَلـى عَلَـمِ
دَعــا بــهِ آدمٌ مِــن قبـل وهـو أَبٌ
منــهُ الشــَفيع لِخَلـقِ اللَـهِ كلهـم
لَـو كـانَ لِلبَحـر عَيـنٌ لاسـتَحى خَجلاً
مِمّـا جَـرى مـن يـدَيهِ حالَـة العَـدَمِ
تَكـادُ تَشـهَدُ فـي الـدُنيا لـهُ نُطَـفٌ
بِـالبَعثِ لِلخَلـقِ مـن صـُلب ومـن رَحِمِ
كَأَنَّمــا النَفــسُ بحـرٌ غيـرُ مُنتَقِـصٍ
وَالقَـدرُ كَالشَمسِ في العلياءِ لَم يُرَمِ
نَــزِّه لحاظَــكَ فــي عَليـاء حَضـرَتِهِ
وَعــن ســواها فَفيهــا سـيّدُ الأُمَـمِ
فَــردٌ هــو الكَـونُ فـي دارٍ مكرَّمـةٍ
هـي الوجـودُ لِبـاغي الجـودِ وَالكَرَمِ
أسـنى مُلـوك الـوَرى فـي بابِ حضرَتِهِ
يَغُــضُّ طَرفــاً وَيَحكـي أَصـغَر الخَـدمِ
مِــن فيــه دُرٌّ وَفيــهِ لِلـوَرى حكـمٌ
يـا قَلـبُ جَـرِّد إلَيـهِ العَزمَ وَاِغتَنِمِ
مـن لَـو أَتـاهُ كَسـيرٌ عـادَ منجبِـراً
وَكــانَ فــي نَفعِـهِ كَـالبُرءِ لِلسـقَمِ
لَـو لَـم يَكُـن جـودُهُ بَحراً لما شَملت
نَـداهُ لِلخَلـقِ فـي الوجـدان وَالعَدمِ
مُحَمَّــدٌ نَجــلُ عَبـدِ اللَـهِ وارِث شـي
بـة بـن عمـرو أبـو الأيتام وَالحُرمِ
فَــتى قَريــش إمـامُ العُـرب قاطِبَـةً
أَزكـى النَبِيّيـن خيـرُ الرُسـلِ كُلّهـم
صــلّى الالــهُ عَلَيــهِ مــع مَلائِكَــةٍ
مُسـَلِّماً مَـع أَهـلِ الـدينِ فـي الأُمَـمِ
شعبان بن محمد بن داود الموصلي، المعروف بالآثاري: أديب، له شعر كثير، فيه هجو ومجون. ولد بالموصل وتنقل في البلدان، وتلقب بالآثاري لاقامته في اماكن الآثار النبوية، مدة واستقر في القاهرة، وبها وفاته. له أكثر من ثلاثين كتاباً في الأدب والنحو، منها (لسان العرب في علوم الأدب) و (ألفية) في النحو، سماها (كفاية الغلام) و (أرجوزة) في النحو أيضاً، سماها (الحلاوة السكرية - خ) و (شرح ألفية ابن مالك) ثلاثة أجزاء، لم يتمه، وديوان شعر. (عن الأعلام للزركلي) (1)(1) وترجم له ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة وفيات سنة 828 قال:انظر بقية كلام الحافظ ابن حجر وفيه بعدما ذكر أخبار تناقضه في هجاء من يمدحهم: (ومدحني بقصيدة تائية مطولة ولا أشك أنه هجاني كغيري، وقال وخلف تركة جيدة قيل بلغت ما قيمته خمسة آلاف دينار مع أنه كان مقتراً على نفسه فاستولى عليها شخص ادعى أنه أخوه وأعانه على ذلك بعض أهل الدولة وتقاسما المال)قال السخاوي: ورأيت من أرخ مولده سنة تسع وخمسين (759) وسمى ألفيته في النحو "كفاية الغلام في إعراب الكلام" قرظها له البلقيني وعمل أرجوزة في النحو أيضاً سماها الحلاوة السكرية وأخرى سماها عنان العربية وأخرى في العروض سماها الوجه الجميل في علم الخليل وأخرى في علم الكتابة ولسان العرب في علوم الأدب وديوان في النبويات سماه المنهل العذب وكتاباً سماه الرد على من تجاوز الحد وشرح الألفية في ثلاث مجلدات؛ ولكنه لم يكمل. قال ابن قاضي شهبة: وكان ممن يتقي لسانه ويخاف شره؛ وهو عند ابن فهد في ذيله لتاريخ مكة، وقال المقريزي في عقوده انه لم يكن مرضي الطريقة ولا رضي الاخلاق يرميه معارفه بقبائح عفا الله عنه وإيانا.