
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حُسـنُ البَراعَـة حمـدُ اللَـهِ فـي الكَلم
وَمَــدحُ أَحمــدَ خَيــر العُـرب وَالعَجَـمِ
سـامٍ عَلـى الجِنـسِ حـامٍ تَـمَّ فـي شـَرَفٍ
مِـن عَهـدِ سـامٍ وَحـامٍ ثُـمَّ فـي القِـدَمِ
هــوَ الكَريـمُ الَّـذي إِن عـادَ ذا أَلـمٍ
عــادَ الشــَفاء لــهُ مـن ذلِـك الأَلَـمِ
مـا اِسـتَوفَت السـحبُ ما في جودِ راحتِهِ
وَلا وَفــت مِثلهــا بِالعَهــدِ وَالــذِّمَمِ
وَأَعجــبَ الخَلــقَ أن الجــذعَ أَنَّ لَــهُ
وَذاكَ مـن بَعـض مـا أُوتـي مِـن الحِكَـمِ
إِن جـارَ وَقتُـكَ كـن جـارَ النَبِـيِّ فَكَـم
عَــن جــارِه كَـفَّ كَـفَّ الخَـوفُ وَالنَـدَمُ
مُــدِّ الأَكــفَّ عَلـى بـابِ الكَريـمِ فَفـي
مـدِّ الغَنِـيِّ الغِنـى عَـن صاعِ ذي العَدَمِ
أخفـى يَعـوقُ اسـمُه قِـدماً وَحيـن بَـدا
فَلَـن يَعـوق الـرَدى عَـن عابِـد الصـنَمِ
عَلا بِفَضــل عَلــى ظَهــر البُـراقِ وَمـن
عَلـى البُـراق إِلـى الغاياتِ في العِظَمِ
وَاِنشـَقَّ بَـدرُ السـما لمـا سـما كَرَمـاً
وَكَــم رَفيــع لــهُ مـن أَصـغر الخَـدَمِ
مُحمَّـــدٌ أحمَـــدُ المَحمـــودُ مَبعَثُــهُ
بِخَيــر ذِكــرٍ بَــدا مِــن حامِـد بِفَـمِ
إِن قــالَ فَهــوَ يَقــولُ الحَـقَّ مُتَّصـِلاً
بِـالوَحي قُـل عَنـهُ مَهمـا قُلـتَ مِن نِعَمِ
اللَــــه كَمَّلَــــهُ حُســـناً وَمَلَّكَـــهُ
ملكــاً كَـبيراً بِـهِ يَسـمو عَلـى الأُمَـمِ
كَــم سـائِلٍ كـانَ مَحرومـاً وَحيـنَ أَتـى
لبــابِهِ صــارَ مَرحومــاً وَلــم يُضــَمِ
اللَــهُ أَكبَــرُ مــا أَحلــى شــَمائِلَهُ
وَقَــد تقــدَّسَ عــن قَلــبٍ وَعــن ثَلَـمِ
يَمِّمـهُ مـا دُمـتَ فـي قَيـدِ الحَياةِ وَقُم
يــا مُطلَـقَ الـدَمعِ طَلِّـق لَـذَّةَ الحُلُـمِ
بـادِر إِلـى البَـدرِ كَـي تَحظـى بِدارَته
وَانـزِل بـدارٍ بِهـا مـا شـِئتَ مـن كَرَمِ
واصــِل وَصــَلِّ عَلـى خيـر الأَنـامِ وَقِـف
سـَلِّم عَلـى المُصـطَفى تَسـلم مِـن الأَلَـمِ
عَلِّــم رِكابَــكَ تَقريبــاً إِلــى عَلَــمٍ
هــادي البَرِيَّــةِ مِــن تَحريـفِ دينِهِـم
فَهـوَ الَّـذي فـاقَ فـي خَلـق وَفـي خُلـق
عَلــى الأَنــامِ وَفــي حُكـمٍ وَفـي حَكَـمِ
يَهـدي الأَنـامَ كَمـا يُهـدي الأَمـانَ لِمَن
قَــد حَـلَّ فـي بـابِه قُـم حُـلّ وَاغتَنِـمِ
فَصــِّل مَــدائِح فَضــلٍ فيــهِ جُملَتُهــا
تُكفــى الدَســائِسَ مِـن تَصـحيفِ قَـولِهِم
جَـبرٌ لِكَسـر الـوَرى كَـم جـاءَ مِـن خبرٍ
فــي فَضــلِهِ وَهـو خيـرُ الرُسـل كُلِّهِـم
يُعطــي الجَزيـلَ يُغطـي بِالجَميـلِ وَمـا
شــَحَّت أَيـاديهِ بَـل سـَحَّت عَلـى الـدِيَمِ
يـا لاحِـقَ الخَيـرِ جـدِّ السيرَ وَادنُ إِلى
جُــلِّ المُنـى فَهـوَ فـي تَصـريفِ مُحـترمِ
بَــدرٌ رَفيـعٌ شـَفيعٌ فـي العُصـاةِ كَمـا
أَغنــى العُفـاةَ نَـدى كَفَّيـهِ عَـن نَـدَمِ
فَكَــم وَفــى وَعَفــا عَمَّـن جَنـى وَجَفـا
وَمُــذ أَجــارَ أَجــادَ الفِعـلَ بِـالهِمَمِ
مَـن ذا يُضـارِعُ مـن سـَنَّ الهُـدى وَسـَعى
فـي سـَدِّ بـاب الـرَدى عـن كُـلِّ مُهتَضـَمِ
عِلــمٌ وَحِلــمٌ فَبــادِر بِالمسـيرِ إِلـى
نِعــمَ المَصـيرِ بِخَيـر الخَيـلِ وَالنعَـمِ
مَـن زارَ صـارَ يُنـاجي مـن حِمـى وَحَـوى
عــزّاً وَفـاحَ بِمـا قَـد فـاهَ مِـن كَلـمِ
يــا نــاظِراً ناضــِراً يَزهـو بِرَوضـَتِهِ
تشــابَهَ الحُســنُ وَالإِحســانُ فـي حَـرمِ
فَلُــذ بمحــترمٍ كَــم حــازَ مِـن كَـرَمٍ
مُــرَدِّدُ الطــرفِ فيــهِ بـاتَ فـي نِعَـمِ
لا تَنــسَ ســَل حضــرَةً يَحلــو مُكَرَّرُهـا
مـن بَعـدِ قطـعٍ وَيَكفـي فـي رَجا الكَرَمِ
وَقـى وَقـالَ ابشـِروا فَالنـارُ لَيسَ لَها
فــي أمتّــي طَمـعٌ تيهـوا عَلـى الأُمَـمِ
فَمــن أَدارَ فَمــاً فــي مَــدحِه فَلَقَـد
أَفــادَ جــوهَره اللَفظــيُّ فـي القِيَـمِ
مـــن حَـــجَّ أَو زارَ لا أَوزارَ تركَبُــهُ
وَبــاتَ فــي جَنَّــةٍ فـي أَشـرَفِ الخِيَـمِ
زَيَّنـــتُ بِالحَمـــدِ أَقــوالي مُنظَمّــةً
فـي المَدحِ إِذ كانَ أَقوى لي عَلى الخِدمِ
تَلفيــقُ عُـذري عَـنِ التَوفيـقِ أَقعَـدَني
سـِر بـي فَقَـد ضـاقَ بـي سربي من الأَلَمِ
إِن فـاضَ ريـحٌ لِرفـو العَيـب قُـم لِتَرى
أَوفــى ضــَريحٍ لَــدَيهِ مَنبَــعُ الكَـرَمِ
فَراســِخٌ عَــذُبَت أَمّــا الغَــرامُ بِهـا
فَراســــِخٌ وَفَمـــي راوٍ لكُـــلِّ فَـــمِ
كَـــم نـــاقِصٍ عَمَّــهُ نَــوالُهُ فَــإِذا
نَـوى لَـهُ العَبـدُ سـَعياً فـاضَ عَـن أمَمِ
بَحـــرٌ إِذا زادَ عَــمَّ البَحــرُ أُمَّتَــهُ
بِســـتره وَالوَفـــا جَـــبرٌ لِكَســرِهِم
كـــافٍ مُكـــافٍ لِراجيـــه وَمـــادِحه
وَكَــم بِــهِ صــَحَّ طَـرفٌ قَـد وَهـى وَعَـمِ
كَـم جـادَ ثُـمَّ أَجـادَ الفَضـلَ مِـن يَـدِه
وَمَنطِـــقٍ بِصـــحاح الـــدُرِّ مُنتَظِـــمِ
فَلُــذ بِواســِطَة العِقـدِ النَفيـسِ فَكَـم
حَمــداً لَــهُ جَــلّ عَــن حَـدٍّ لَـهُ بِفَـمِ
وَظـــاهِرُ النيــلِ وافٍ وافِــرٌ كَرَمــاً
وَطــاهِرُ الــذَيلِ وَالأَفعــالِ وَالشــِيَمِ
مــا حَــلَّ أَرض عُفــاةٍ وَهــيَ جادِبَــةٌ
إِلا وَحَلَّــت أَيــادي الوابِــلِ الــرَذِمِ
عَــوّد إِلــى بقعَـةٍ عَـزَّ البَقيـعُ بِهـا
وَالقَلــبَ عَــوِّدهُ بِــالتَردادِ وَاِسـتَلمِ
يُقــري وَيُقريـك مـا تَرجـوهُ مـن كَـرَمٍ
دينـــاً وَدُنيـــا بِلا مَـــنٍ وَلا ســَأَمِ
فــي مَنِّــهِ طَيِّبَــةٌ مــن طيبـهِ ظَهَـرت
فــي طَيبَــةٍ قُـم فَهَـذي طيبَـةُ الحـرمِ
حَشــى الحشـا رَبُّـهُ غَيبـاً زَكـى فَحَشـا
يَكـــونُ يَومــاً عَلــى غيــبٍ بِمُتَّهَــمِ
زوا زَوايــا المُصــَلّى فَضــلُ حُجرَتِــهِ
عَلــى ســِواها بِتَرفيــلٍ مِــن الكَـرَمِ
إن عــادَ عــاداكَ بعــد الصـَفا كَـدرٌ
فَـاِنهَض لَـهُ كَـم غَريـبٍ فـي حمـاهُ حُمي
وَكَـــم بِـــهِ صـــَحَّ مُعتَــلٌّ وَلاحَ لَــهُ
نــورٌ وَنــارٌ مــن التَوفيـقِ وَالهِمَـمِ
بَــدرُ التَمــامِ الَّـذي أَحيـا بِطَلعَتِـهِ
لَيــلَ التَمـامِ مُضـافَ اليَـوم بِالخـدمِ
تَكفـــي بَراعَتُـــهُ تَشـــفي بَلاغَتُـــهُ
مَســامِعاً حلَّهــا التَشــويشُ بِالصــَمَمِ
قَـد رادَفَ السـَهمُ كَـفَّ الشـَهم فـي حِكَمٍ
وَزاوَجَ الفَضــلُ مِنـهُ الفَضـلَ فـي كَلِـمِ
بـــادِر بِقَلــبٍ إِلــى بــابٍ تُــؤَمِّلُهُ
لَـم يَسـتَحِل عَنـكَ فيمـا رُمـتَ مِـن نِعَمَ
مُعــطٍ أَبــا عَــدَمٍ مُــدنٍ أَبــا ضـَرَمٍ
مُــرضٍ أَبــا نَــدَمٍ مُــدعٍ أَبــا طُعُـمِ
مُــدنٍ إِلــى فيــض فَضـل ضـيفَ راحَتِـهِ
فـإِن سـَرى أَو رَسـا لَـم يَخـش مـن نَدَمِ
فـي الحَشـرِ يَشـفَعُ فـي العاصي وَيَعرِضُهُ
وَقَــد حَمــاهُ عَلــى حَــوضٍ لَــه شـَبِمِ
عَلَيــكَ بِالســَمعِ مــن أَخبـارِهِ تَرِبَـت
يَــداكَ هَــذا حَــديثُ المُفـرد العَلَـمِ
مَـن يَفتَـحِ العَيـنَ فـي علـم يَصـيرُ بِهِ
بَيـنَ الـوَرى عَلَمـاً يَجعَلـهُ فـي الأمَـمِ
مَعنــى فَضــيلَتِهِ فــي الحِجـر مُشـتَهرٌ
وَالعَقــلُ يَشــهَد أَنَّ القَـدرَ فـي عِظَـمِ
مِـــن وَصـــفِهِ لأَبــي تَمّــامَ مرتبــةٌ
فيهـا أَبـو الطَيِّـبِ المَشـهورُ لَـم يَقُمِ
خَيــرُ الكَلامِ كَلامُ الخَيــر فَــاِرمِ بِـهِ
عَكــسَ الجَميــل مَـع التَبـديلِ تَسـتَقِمِ
مـن يَفعَـل الخَيـرَ فـي قَـولٍ يَفـوهُ بِهِ
وَيُحســِنُ القَــولَ فـي خَيـرٍ فَلَـم يُضـَمِ
قَــد يَجمــعُ المـالَ شـَخصٌ غيـر آكلـهِ
وَيَأكُــلُ المـالَ غَيـر الجـامِعِ النَهِـمِ
فَـوَفِّ افـدِ امـدَح احمَـد جُـدَّ مُـدَّ أَعِـد
شــَنِّف أَجِــد خُـصَّ عمِّـم طِـب أَقِـل أَقـمِ
بـادِر وَزُر وَاِبتَهِـج وَانـزِل وَصـَلِّ وَصـُم
وَلُـذ وَخُـذ وَخُذ وَاغتَنِم وَاشكُر وَقُل وَقُم
واصــِلهُ يَعطِـف وَسـَل يَشـفَع وزُرهُ يَجُـد
وَاطلُــب يَــزدكَ وَمـل يَصـفَح وَدُم يَـدُمِ
عَفــــوٌ بِلا عَتَـــبٍ صـــَفوٌ بِلا كَـــدَرٍ
فَضــــلٌ بِلا مِنَـــنٍ عَـــدلٌ بِلا شـــَمَمِ
تَقَســَّم المَــدحُ لِلمُــدّاحِ فيــهِ عَلـى
قطـــعٍ وَوَصـــلٍ وَتَجريـــدٍ وَمُنعَجِـــمِ
دَواء دائِي ورودي دَار ذي أَدبٍ
وَدَع زروداً وذَر زَوراء ذي إِرَمِ
مؤيــــدٌ ظــــاهِرٌ لاحَـــت ســـَريرَتُهُ
عَــن كُــلِّ فَــنٍّ غَريـبٍ مـن بَـديع فَـمِ
بَحــــرٌ بِســـاحِلِهِ فيـــضٌ لِســـائِله
فَسـَل تَنَـل خيـرَ خَمـسٍ تمـسِ غيـر ظَمـي
مُحمَّــــدٌ مُكمــــلٌ بِخَيــــر مُتَّصـــَفٍ
مُجَمّــــلٌ مُخــــبرٌ بِغيــــر مُتَّهَـــمِ
بعِلمـــه نَقتَفـــي تَيســـير منهجِــهِ
بِحِلمِـــهِ نَكتَفـــي تَعســـير مُغتَنــمِ
عَـــدُوُّهُ مُهمـــلٌ عـــارٍ وَصــارَ لــهُ
عـــارٌ وَمـــا لاحَ إِلا وَهــو كَالعَــدَمِ
زَيـــــنٌ تَقِـــــيٌّ بَيّـــــنٌ شــــَفِقٌ
بِضــَيفِ بَيــتِ غنــيٍّ بــتّ فــي شــِيَمِ
أَتَـــمُّ ظِـــلٍّ نَعيـــمٌ ضــِمنَ حُجرَتِــهِ
فَلُــذ وَزُر ثُــمَّ زِد تَربَــح تُعَـن وَنَـمِ
نَجيــبُ أَصــلٍ شــَفيقٌ حــلَّ فــي حَـرمٍ
فــي دارِ ذي هِمَــمٍ فـي حـالِ ذي كَـرَمِ
كَنـــزٌ جَلا ضــُرَّ غِــشٍّ ذاكَ لــي ســَندٌ
فَثِـــق تُصــِب حَــظَّ خَــطٍّ عِــزَّةً وَهــمِ
مُـــوَزَّعُ الفَضـــل وَالأَكــوانُ شــاهِدةٌ
بِالاتِّفـــاقِ لِمَعنـــىً خُـــصَّ بِــالحِكَمِ
حَـــطَّ الإِلـــهُ بِـــهِ عَـــن آدَمٍ زَلَلاً
وَعــاشَ بِـالبرد إِبراهيـمُ فـي الضـَّرَمِ
مِــن أَجلِــه عــامَ نـوحٌ فـي سـَفينَتِه
وَعــادَ يــونسُ مــن أَحشــاءِ مُلتَقِــمِ
دَنــا بِــه يوســفٌ مــن بَعـد غُربَتِـهِ
وَفـازَ موسـى بـهِ فـي اليَـمِّ مـن عَـدَمِ
رَقــى بِـه الـروحُ عيسـى حَيـثُ لاذَ بـهِ
وَطــابَ أَيّــوبُ مــن ضــُرٍّ وَمِــن سـَقَمِ
ســَمَوتَ يــا خَيـر خَلـقِ اللَـهِ قاطِبَـة
بــدءاً وَختمـاً بِمـا أوتيـت مـن كَـرَمِ
وَحَيـثُ قيـلَ لِموسـى اخلـع وَقـف أَدَبـاً
ســُئِلتَ شــَرِّف وَدُس بِالنَعــلِ وَالقَــدَمِ
لَــولاكَ مــا كــانَ مَخلـوقٌ يَلـوحُ وَلا
بَعـــث وَلا جَنــة يــا شــافِع الأُمــمِ
أَنــتَ المُــرادُ فَمـا سـعدى وَجيرَتُهـا
وَمــا ســُعادُ وَمــا عُــربٌ بِـذي سـَلَمِ
لَــكَ الفخــارُ الَّـذي مـا نـالَهُ أَحـدٌ
يـا مَـن مَعـاليهِ لَـم تُـدرَك وَلـم تُرَمِ
لاذَ البَعيـــرُ بِـــهِ وَالــذِئبُ صــَدَّقَهُ
وَكَلَّمَتـــهُ ذِراعُ الســُمِّ فــي الدَســَمِ
هُــوَ الَّـذي شـاعَ تَسـبيحُ الطعـامِ لَـهُ
مـع الحَصـى وَانشـِقاقُ البَدر في الظُلَمِ
صــَلّى وَصــامَ وَطـافَ البَيـتَ ثُـمَّ طَـوى
وَقــامَ لِلَّــهِ بِــالتَقوى وَلــم يَنَــمِ
اللَّــــهُ شــــَرَّفَهُ اللَــــهُ عَظَّمَـــهُ
اللَــهُ كَرَّمَــهُ فــي الحِــلِّ وَالحَــرَمِ
عَلَيـــهِ ســـَلَّمتِ الأَحجـــارُ ناطِقَـــةً
وَالطَــرفُ رُدَّ بــهِ وَالطـرف عَنـهُ عَمـي
وَســـَلَّم الضـــَبُّ وَالثعبـــانُ كَلمَــهُ
وَالجِـنُّ بِالشـرح حَتّـى الميتُ في الرَجَمِ
وَالأَنبِيـــاء جَميعـــاً مــع جَلالَتِهِــم
وَفَضــلهم فـاقَهُم كَـالبُرء فـي السـَقَمِ
كُــلٌّ بِالاســمِ يُنــادى وَالحَــبيبُ لَـهُ
عِــزٌّ بِيــا أَيُّهــا بِــالرَفعِ وَالعِظَـمِ
رَدَّ الشــِفاءَ عَلــى المَرضــى بِـدَعوَتِهِ
ظَلّــوا بِخَيـرٍ وَلَـم يَشـكوا مِـنَ الأَلَـمِ
مَشـى أَديـمَ الثَـرى صـارَ التُـرابُ بِـه
مُطَهِّــراً لِلــوَرى مِــن وَطــأةِ القَـدَمِ
تَشــريعُهُ تَــمَّ فــي حِــلٍّ وَفــي حَـرَمٍ
كَجــودِه عَــمَّ فــي عُــربٍ وَفــي عَجَـمِ
بُرهــانُ ديــنٍ قَــويمٍ جــامِعُ الحِكَـمِ
وَنـــورُ رَبٍّ قَـــديمٍ دافِـــعُ النِقَــمِ
مُحمَّـــدٌ فــي نَعيــمٍ كامِــل النِعَــمِ
مُؤَيَّـــدٌ مــن كَريــمٍ شــامِل الكَــرَمِ
تَصــريعُ أَعــدائِهِ فـي البُعـدِ وَالأُمـمِ
حَتـمٌ عَلـى مـن هـداهُ اللَـهُ فـي الأُمَمِ
إِن كـانَ مَـدحٌ فَقُـل فـي الظاهِر الشِيَمِ
أَكُــلُّ لفــظٍ يَفـوقُ الـدُرَّ فـي القِيَـمِ
مَـن رامَ أَن يغنَـم العليـاءَ مـن عَلَـمٍ
وَأَن يَفـــوزَ فَبِالمَســعى إِلــى عَلَــمِ
يـا أَيُّهـا العاشـِقُ الساعي عَلى القَدَمِ
مُقَصــِّراً كَيــفَ لا تَســعى عَلـى القِمَـمِ
شــَرط المَحَبَّــةِ أَن تَســعى إِلـى حَـرَمٍ
فــي ضـِمن طَيبَتِـهِ مـا شـِئتَ مـن كَـرَمِ
تَرصـيعُ فَضـل المَديـحِ الظـاهِرِ الحِكَـمِ
تَنويـعُ فَضـل المَليـحِ الطـاهِر الحَكَـمِ
بَــدرٌ عَلــى عَلَــمِ بَحــرٌ عَلــى كَـرَمٍ
فَخــرٌ عَلــى هِمَــمٍ شــُكرٌ عَلــى نِعَـمِ
فـي السـجع ذو كَلـمٍ كَـالبُرءِ فـي سَقمٍ
أَو بَحـــر ذي كـــرم أَو دُرِّ ذي حِكَــمِ
بــاهي السـريرةِ وضـّاح البَصـيرَة بَـس
سـامُ المُنيـرة يَجلـو الـدرَّ في الكَلِمِ
رَقــى عَلــى نَســَقٍ بِالحُسـن فـي فَلـقٍ
وَســارَ فــي أُفــقٍ وَعــادَ فــي غَسـَمِ
نِعــمَ المُلَمَّـعُ فـي القيـاه مـن نعـمٍ
نَعَــم بــهِ وَبِمــا يُبــديهِ مِـن نَعَـمِ
تَوشــيعُ أَفضــالِهِ فـي الكَـونِ مُشـتَهِرٌ
بِطاعَــةِ الفِئَتَيــنِ العُــربِ وَالعَجَــمِ
وَالرفـعُ وَالنَصـبُ وَالتَمييـزُ خُـصَّ بِمَـن
تَرشــيحُ أَخبــارِهِ مـن مُبتَـدا القِـدَمِ
ســـَمِّط بِمُكتَمـــلٍ بِـــالخَيرِ مُشــتَمِلٍ
فــي البَــذلِ مُحتَمِــلٍ لِلخَلــقِ كُلِّهـم
مِفتـــاحُ مَرحمـــةٍ كَشـــّافُ مؤلمـــةٍ
تبيـــان تجـــزِئةٍ مِصــباحُ ذي ظُلَــمِ
ذو نــــائِلٍ عَمِـــمٍ لِســـائِلٍ عَـــدِم
كَوابِــــلٍ رَذِمٍ فـــي ماحـــلٍ غَمِـــمِ
وَفِعلُــهُ فــاقَ أَفعــالَ الـوَرى كرمـاً
وَقَـــولُهُ راجِـــحٌ عَـــن وَزن قَــولِهِم
شـــَطِّر بِمُقتَـــدرٍ كَالســـَيفِ مُشــتَهرٍ
بِالصــِدقِ فــي كَلـمٍ وَالحَـقِّ فـي حِكَـمِ
مُستَفضـــَلٍ فاضـــِلٍ مُستَحســـنٍ حَســـَنٍ
مُســـتَكملٍ كامـــلٍ مُســـتَعظمٍ حَكَـــمِ
قَـــد جُـــلَّ خــالِقُه عَمَّــن يُمــاثِلُهُ
وَعَـــزَّ بــاعِثُه عَــن مــدرَكِ الفَهِــمِ
مَحمــودُ قَــولٍ نَــبيٍّ قَـد حَمـى وَكَفـى
مَشــكورُ فِعــلٍ شـَفيعٌ فـي ذَوي الجُـرَمِ
وَأَكــرَمُ الرُسـل بَـدرٌ قَـد رَقـى وَسـَما
وَأَشــرَفُ الأَنبِيــا مــن قَبــلِ خَلقِهِـم
إِن ضــاقَ صــَدرُكَ مـن ذَنـبٍ وَلُـذتَ بِـهِ
نِلـتَ الرِضـى وَالمُنـى من بارِىء النَسَمِ
مـن زَمـزَم اشـرَب وَطُـف وَاطـرب بكعبتهِ
قَــد زَمـزَمَ السـَعدُ لِلمَوصـولِ بِـالحَرَمِ
مِــن أَيــنَ لِلنّـاسِ بَيـتٌ يُسـتَطافُ بِـهِ
أَو يُســتَجادُ بِــهِ مِــن زلَّــةِ القَـدَمِ
لـــم لا يُشـــَبَّبُ بِالآمـــالِ ذو فَــرَحٍ
هُنِّيــت يــا قَلـب هـذا مَنـزِلُ الكَـرَمِ
وَالقُــربُ قَــد لاحَ وَالابعــادُ مُنقَطِــعٌ
وَالطَــردُ وَالعَكــسُ زالا عَنـكَ فَـاِغتَنِمِ
لكســـوةِ البَيـــتِ تَطريــزٌ بِمُحتَــرمٍ
فــي ســِلكِ مُحتَــرَمٍ فــي ظِـلِّ مَحتَـرَمِ
لــزومُ غَيــر حِمــى المُغنـي لِسـائِلِهِ
مـا لَيـسَ يَلـزَمُ فَـالزَم مـورِدَ الحَكَـمِ
كَــم أُبــدِعَت لِحَـبيب الحَـقِّ مـن كَلِـمٍ
كَــم نُــوِّعَت لِطَـبيب الخَلـقِ مـن حِكَـمِ
كَـم رَدَّ يَومـاً عَلـى صـَدرِ الـوَغى عَجُزاً
كَــم شــَدَّ عَزمــاً بِســَيفٍ بـاترٍ وَكَـم
فَمـــي يُخَبِّـــرُ وَالأَكـــوانُ شـــاهِدَةٌ
بِفَضــلِهِ فَلِــيَ البُشــرى بِصــِدقِ فَمـي
حُمــي مــن النـارِ عَبـدٌ فـي شـَفاعَتِهِ
كَمــا عَلــى ضـِدِّه جَمـرُ الجَحيـمِ حُمـي
تهــدّمَت فــي الــوَرى أَعــداءُ مِلَّتِـهِ
فَلَيــسَ يُنظَــرُ مِنهُــم غَيــرُ مُنهَــدِمِ
جَـرى دَمـي بِـاِمتِزاجِ الحُـبّ فـي شـَغَفي
بِمَــدحِهِ فَالهَنــا عِنــدي بِمَـزج دَمـي
فــي حُبِّــهِ رُمِـيَ القَلـبُ المَشـوقُ بِـهِ
يـا نَفـسُ جُـدّي وَمِـن فيـضِ الجَوادِ رُمي
بَحــرٌ وَمــادامَ لِلغَيـثِ البَقـا أَبـداً
البَحــرُ بـاقٍ وَقطـرُ الغَيـثِ لَـم يَـدُمِ
وَكَــم بِــه حـازَتِ الراجـونَ مـن نِعَـم
وَكَــم بــهِ أَضـحتِ النـاجونَ فـي نِعَـمِ
عَــزَّت مَعــانيهِ إِدراكــاً عَلــى فَهِـمٍ
مِـــن الأَنـــامِ وَجَلَّــت رِفعَــةً فَهِــمِ
وَلُــذ بِمَــن نــالَ مِـن مَـولاه تسـميةً
مـا نالَهـا مـن نَبِـيٍّ فـي الأَنـامِ سُمي
مُحمَّــدُ المُصــطَفى شــانيهِ فــي لَهَـبٍ
عَمــى مُعانِــدُهُ وَالقَلــبُ منــهُ عَمِـي
هُـوَ الشـَفوق الَّـذي قـالَ النَزيـلُ بِـهِ
نَعَــم كَريــمٌ وَلَــم يَمنَعـكَ مِـن نَعَـمِ
لا خَــوفَ يُــدرِكُ عَبــداً بـاتَ مُحتَمِيـاً
بِحـــاكِمٍ عـــادِلٍ أَو شـــافِعٍ حَكَـــمِ
يـا أَوحَـدَ الخَلـقِ يـا مَـن في فَرائِدِهِ
قَــد حَصـحَصَ الحَـقُّ إِجمـالاً عَلـى الأمَـمِ
أَنــتَ الَّــذي طَلَّــقَ الــدُنيا بِعِفَّتِـهِ
وَمــا لَــدَيهِ التِفــاتٌ قَــطُّ لِلعَــدَمِ
يـا مَـن هُـوَ الفاعِـلُ المَرفـوعُ مَرتَبَةً
أَنــتَ المُرَجّـى لِرَفـعِ الكـربِ وَالنِقَـمِ
وَإِن أَتــى الخَــوفُ كنّـا فـي شـَفاعَتِهِ
وَمــن غَـوى فَهـوَ هـاديهِ إِلـى اللَقَـمِ
حَمــى مـن النـارِ يَـومَ الحَشـرِ أُمَّتَـهُ
بُشــرى لَنـا قَـد أَمِنّـا حـادِثَ الضـَرَمِ
يـا نَفـسُ مَـدحُك مَـن عَـمَّ الـوَرى كَرَما
بِالفَضــلِ حَقَّــقَ مــا أَمَّلـتِ مِـن كَـرَمِ
أَنــا المُقِــرُّ بِتَقصــيري وَبــي أَلَـمٌ
يــا نَفــسُ مِنـكِ وَأَرجـو فَضـلَ مُحتَـرَمِ
تَجريـــدُهُ كــانَ عَــن دنيــا لآخــرةٍ
وَفيــهِ حُكــمٌ أفـادَ العَـدلَ مـن حَكَـمِ
مـــن كَفِّـــهِ وَمُحَيّـــاهُ وَمــن فَمِــهِ
بَحـــرٌ وَبَـــدرٌ وَدُرٌّ زَكـــي القِيَـــمِ
يـا قَلـب مـاذا التَمادي في هَواك وَيا
نَفــس ارجعـي فَـالتَواني جـالِبُ الأَضـَمِ
مـا الـذَنبُ عِنـدي لِنَفسـي في تَشاغُلِها
أَنـتَ الَّـذي ملـتَ نَحـو اللَهـوِ فَاِستَقِمِ
لا روحَ فــي الحُــبِّ تُهــديها وَلا مُقَـلٌ
فَليُســعِفِ الــدَمعُ إِن لَـم تَتَّعِـظ بِفَـمِ
عَمِّــم خَطايــا وَخَصــِّص بِالمَديــحِ لَـهُ
تَفُــز وَتَــأمَن بـهِ يـا خـائِفَ النَـدَمِ
مَـن لَـو حَكـى القَمَـرانِ وَالكَـواكِبُ ما
فــي وَجهِــهِ غُلّبــوا عَجــزاً لِضـَعفِهِم
تَجاهَــل العــارِفُ الــداري بِــدارتهِ
فَقالَ ذا الشَمسُ أَم ذا البَدرُ في العِظَمِ
فَقُلــتُ نــورُ الهـدى تَبَّـت يَـدا بَشـَرٍ
عَنـهُ تَنـاأى وَعَـن مَـرأى الحَـبيبِ عَمي
وَجَّهـــتُ وَجهــي لِفَــردٍ ظــاهِرٍ عَلَــمٍ
مُمَيَّـــزٍ ســـالِم الأَفعـــالِ وَالكَلــمِ
يــا مَــن تَعَجَّــبَ مـن أَنـوارِ طَلعَتِـهِ
مـا أَحسـَن البَـدرَ فـي داجٍ مـن الظُلَمِ
قـالوا حَـوى الحِجـرَ فـي أُسلوب حكمَتِهِ
فَقُلــتُ مَربــاهُ عِنـد البَيـتِ وَالحَـرَمِ
وَســـائِلٍ عَــن بَهيــم حيــثُ لاذَ بِــهِ
فَقُلـتُ أحيـاهُ فـي الـدُنيا عَلـى قَـدَمِ
كَــم آيَــةٍ فيــهِ تَصــريحاً وَتَوريَــةٍ
مــن الإلــهِ مــع التَجريــدِ وَالهِمَـمِ
فـي السـَيرِ وَالخَيـرِ هـادٍ مـن جَلالَتِـهِ
لِمَــن يَضــِلُّ عَـنِ الإِرشـادِ فـي اللقَـمِ
يـا بـاذِلَ العَيـنِ في وَصل الحَبيبِ لَقَد
أَحسـَنتَ فـي الحُـبِّ لَـم تَبخَـل وَلَم تَنَمِ
قُطـــوفُ رَوضـــَتِهِ الزَهــراء دانِيَــةٌ
تُرَشــِّحُ الفَضــلَ لِلجــاني مِـن الحَـرَمِ
وَكَــم بِــهِ صــارَ لِلجـاني عَلـى كِبَـرٍ
عَفــوٌ وَصــَفحٌ عَــن الــزَلاتِ وَالجُــرُمِ
نــورٌ مـبينٌ كَسـا شـَمسَ الضـُحى شـَرَفاً
بِـهِ الغَزالَـةُ تَعلـو البَـدرَ في الغَسَمِ
كَــذا الغَزالَــةُ مُــذ لاذَت بـهِ أَمِنَـت
مـن صـائِدٍ دار حَـول الـوَحشِ في الرَنَمِ
تَهَيّــأت ســُنَّةُ العُشــّاقِ حَيــثُ قَضـَوا
فَرضـاً مـن الحُـبِّ بَعـدَ النَـدبِ وَالنَدَمِ
وَفـي القِيامَـةِ قُـل تُحمـى العُصـاةُ بِهِ
إِن هـاجَت النـارُ مِـن وَبـلٍ وَمـن ضـَرَمِ
فـي القَلـبِ وَالطَـرفِ مِـن أَحبـابِه قَمرٌ
قَــد حَــلَّ فـي بُـرج حُـبٍّ غَيـرَ مُنقَسـِمِ
ســَما عَلــى الأَرضِ وَالأَفلاكِ فــي شــَرَفٍ
كَالبَـدرِ يَجلـو صَدى التَوهيم في الظُلمِ
فَمَــدحُه كَيــفَ لا يَعلــو وَفيــهِ أَتـى
مَــدحُ الإِلــهِ لَــهُ فـي نـون وَالقَلَـمِ
وَفــاقَ فــي الخَلــقِ حَتّـى أَنَّ خـالِقَهُ
أَثنــى عَلَيــهِ مِــن الإِعـزازِ بِـالعِظَمِ
إِنَّ الضــَعيفَ المُعَمّــى عَــن زِيــارَتِهِ
لِمَـورِدِ البَحـرِ يُعطـى النَهـر وَهوَ ظَمي
كَســـاجِدٍ يَخـــدم البــاري بِــدَمعَتِهِ
مُلازِمُ الخَمــسِ يُعطــى وَهــو فـي عَـدَمِ
تَوَســــُّلي لإِلهــــي ســــِتَّةٌ فبِــــهِ
تَوَصــُّلي لِلَّــذي أَرجــو مــن النِعَــمِ
عَــدُّ اســمِهِ أَربَــعٌ إِن فـاتَ واحِـدُها
يَبقــى بِـهِ أَحَـدُ الأَعـدادِ فـي الكَلـمِ
مُحَمَّـــدٌ هـــو نــورُ اللَــهِ أَرســَلَهُ
بِــالحَقِّ فــي هَيكَــل الإِنســانِ لِلأُمَـمِ
يــا داخِلاً بــابَهُ نعـم المجـاز إِلـى
بَحـرِ الغِنـى وَالمُنـى وَاسأَل عَن الهِمَمِ
ســَهلٌ شــَديدٌ عَلــى ســِلمٍ وَفـي حَـرَبٍ
مِـن مثلـه وَحَـوى التَكميـل فـي الشِيَمِ
وَالبَـدرُ فـي حالَـةِ التَتميـم شـُقَّ لَـهُ
فَخــراً وَمُعجــزَةً فــي حالِــك الظلَـمِ
مــن كـانَ مُختَرعـاً جِنـسَ البَـديع لـه
فَـــذا مُحِـــبّ رَعــا مَحبــوبَهُ بِفَــمِ
بَــرٌّ بِنــا بَحــرُ فَضـلٍ يـا لَـهُ عَجَـبٌ
فَـردٌ هـو البَـرُّ وَهـو البَحـرُ كَـالعَلَمِ
بِمَـــذهَبٍ مِـــن كَلامِ اللَـــهِ خــالِقِهِ
أَقــامَ لِلشــَرعِ رُكنــاً غَيــرَ مُنهَـدِمِ
لَـو لَـم يَكُـن جـودُهُ بَحـراً لَمـا شَمَلَت
يَــداهُ لِلخَلـقِ فـي الوجـدانِ وَالعَـدَمِ
مِــن حُســنِ تَعليلِهِــم أَوصـافَ سـَيِّدِهِم
قـالوا حكاهـا الحَيـا فَاِعتاد بِالكَرَمِ
يَســتَتبعُ الفَضــلَ مِــن لَفـظٍ بِراحَتِـهِ
لِلطــالِبينَ فَيُغنــي مــن يَــدٍ وَفَــمِ
فَـتى قُرَيـشٍ إِمـامُ العُـربِ حَيـثُ رَفـوا
أَزكــى النَبِيّيــن خيـرُ الرسـل كُلِّهـم
لَهــم أَيــادٍ وَلكِــن فضــلُ خــاتِمِهِم
قَــد فــاقَهُم وَهــو عُنــوانٌ لِخَتمِهِـم
صـــَلّى وَســـَلَّم رَبّـــي مَــع مَلائِكــة
عَلَيــهِ مَـع أُمَّـةِ التَنزيـلِ فـي الأُمَـمِ
فــازَ القَريـبُ بِـهِ فَـوزاً وَنـالَ هـدى
وَحــازَ بِــالقُربِ تَرتيبـاً مـع الخَـدَمِ
فــي رُؤيَــةٍ وَســَماعٍ وَالمَقــال وَفـي
ذاتٍ وَفـي السـَعي مـن فَـرقٍ إِلـى قَـدَمِ
بَينــي وَبَيــن الهَــوى فيـهِ مُراجعـةٌ
قُلـتُ اصـطَبِر قـالَ سـَمعي عَنـكَ في صَممِ
أَنــتَ الَّــذي قَصـُرَت فـي الحُـبِّ هِمَّتُـهُ
نَعَــم وَأَنـتَ الَّـذي قَـد مِلـتَ فاِسـتَقِمِ
يَسـتَطرِدُ الـدَمعُ نـومَ العَيـن فـي سَبَقٍ
مِــن الغَــرامِ نَحيـل الشـَوقِ وَالنعَـمِ
فـي المَـدح بـالغ فَلَـم تَبلُغ سِوى قِصَرٍ
عَـن مَـدح مـن هُـوَ خَيـرُ الخَلـقِ كلّهـم
وَلِلمَلائِك مــــن تَبليــــغ حَضــــرَتِهِ
أَزكـى السـَلام الرضـى مـن بارئِ النسَمِ
لَــو رامَ أَن يغـرقَ الـدنيا وَسـاكِنَها
نَــدي يَــدَيهِ لأنجــى شــاكيَ العَــدَمِ
غـالي الصـِفاتِ كَـأَنَّ البَحـرَ فـي يَـدِهِ
يَجـري وَلَـو لَـم يَمـسَّ المـاءَ مـن كَرَمِ
تَكــادُ تَشــهَدُ فـي الـدُنيا لَـهُ نُطَـفٌ
بِــالبَعثِ لِلخَلـقِ مـن صـُلبٍ وَمـن رَحِـمِ
كَـم أَوغَلَـت مَـع بَنـاتِ النَعـشِ هارِبَـةً
مِنـهُ العـدى في الهَوى خَوفاً من النِقَمِ
وَكَــم حَمــى مــن حَـبيبٍ فـي مُقابَلَـةٍ
وَكَــم رَمــى مــن عَـدُوٍّ طـارَ كَـالرَخَمِ
وَكــانَ يُنكِــرُ قَـولَ الـوَحشِ عَـن بُعـدٍ
فَصــارَ يُعــرَفُ فِعـلَ الطَيـرِ مـن أمَـمِ
مـا أَحسـَنَ الصـدق وَالإِحسـان فـي بشـرٍ
وَأَوحَــشَ الكَـذبَ وَالاضـرارَ فـي الشـِيَمِ
زَيــن الصــِبا وَجَميـلُ القَـولِ داوَلَـهُ
شـَينُ المَشـيبِ وَقُبـح الفِعـل وا نَـدَمي
بُعــدُ الحَـبيبِ وَفَـوتُ الوَصـلِ أَوجَـدَني
قُــربَ العَــدُوِّ وَنيـلَ القَطـعِ وَالعَـدَمِ
فَاِرحَـل وَجُـد وَافتَـرِق وَاصـرِف وَصَلِّ وَقُم
وَانـزِل وَخُـذ وَاجتَمِـع وَاجمَـع وَصُم وَثمِ
قَــد أَرسـَلَ اللَـهُ ذاتَ المُصـطَفى مَثَلاً
فَصــارَ أَشــهرَ مــن نــارٍ عَلـى عَلَـمِ
إِن قــامَ أَقعــد مــن يَرجـو مُطابقَـةً
أَو قــال أســكتَ عَجـزاً عَنـهُ كُـلَّ فَـمِ
لا يظهـــرونَ أَعـــاديهِ عَلـــى فَــرَجٍ
بَــل يظهـرونَ عَلـى الخُسـرانِ وَالنَـدَمِ
كَـــم مَيِّــتٍ هالِــكٍ أَحيَتــه دَعــوَتُهُ
وَكَــم قَتيــلٍ بِـه قَـد عـاشَ فـي نِعَـمِ
لا تَمــدَحِ السـُحبَ وَامـدَح مَـن أَنـامِلُهُ
تغنـي عَـن الغـامِرَينِ البَحـرِ وَالـدِيَمِ
قَلَّــت مَــدائِحُ خَلــقِ اللَــهِ قاطِبَــةً
إِلا مَـــدائِحُهُ جَلَّـــت مِـــن العِظَـــمِ
كَلامُــهُ جــامِعُ الخَيــراتِ كَيــفَ وَقَـد
أُوتـي جَوامِـع فَضـل اللَـهِ فـي الكلِـمِ
يُرعــى النَظيــرُ بِشـَمس كـانَ أَو قَمَـرٍ
مِــن نــورِهِ مَــع نَجــمٍ فـي سـُجودِهِم
مَلابِــسُ الجــودِ بِالتَفصـيلِ منـهُ لِمَـن
عَــرا مــن الضـعفِ وَالأَيتـامِ وَالحُـرَمِ
إِيجــابُ دَعــوَتِهِ لِلخَيــرِ يُجبِــرُ مِـن
كَســرٍ وَســَلبٍ وَلــم يجبُـر عَلـى نَـدَمِ
مــا رُمــتُ نَفــيَ مَنـامي فـي مَحَبَّتِـهِ
إِلا وَفُـــزتُ بِإيجـــابٍ مِـــن النِعَــمِ
مــا كُنـتُ أَقنَـع بِالتَسـليمِ مِـن بُعُـدٍ
وَلَــو قَنعــتُ فَمــا شــَوقي بِمُنصــَرمِ
لا خَيــرَ يَشــمَلُ مــن أنســا مَـدائِحُهُ
إِن لَـم يَكُـن جـاءَ فـي الإيضاحِ وَاللقَمِ
خَيـــرُ البَرِيَّـــةِ مَعنـــاهُ وَصــورَتُهُ
عَيــنُ المُســاواةِ فـي عِـزٍّ وَفـي عِظَـمِ
تَعديـــدُ أَفعــالِهِ بِــالجودِ زَيَّنَهــا
تَنزيــهُ أَقــوالِهِ عــن لا وَلــن وَلَـمِ
لَــهُ يَــدٌ حَــرَسَ اللَـهُ الوُجـودَ بِهـا
بَيضــاءَ مــن غَيـرِ سـوءٍ غُـرَّةَ الـدُّهُمِ
يُصــَرِّفُ القَــولَ بِـالمَعروفِ مِنـهُ كَمـا
يُؤَلِّــفُ اللَفــظَ وَالمَعنـى مِـنَ الحِكَـمِ
لَفـظُ الكِتـابِ وَلَفـظُ الشـارِع اِئتَلَفـا
كَالشـَمسِ وَالبَـدرِ فـي صـُبحٍ وَفـي ظُلَـمِ
تَــأليفُ مَعنــى بِمَعنــى مِنــهُ مُتَّضـحٌ
كَـالبَحرِ في العُربِ أَو كَالدُرِّ في العَجَمِ
يَــدعو إِلـى الخَيـرِ بِـالتكرارِ أُمَّتَـهُ
وَيَــأمُرُ الأَهــلَ بِــالمَعروفِ وَالهِمَــمِ
الفـائِضُ الكـرم ابـن الفـائِض الكَـرَمِ
ابـن الفائِض الكرم ابن الفائِضِ الكرمِ
مُحمَّــدٌ نَجــلُ عبــد اللّـه صـَفوَةُ شـَي
بَــةَ بــن عمـرو كـرامٌ فـي اطِّرادِهِـم
فَلا اعتِــراض عَلـى المُـدّاح إِن عَجَـزوا
إِنّــي وَأَعجَــزُ لَــم أَبلُــغ لِوَصــفِهِم
قَــد ألحــق الجُـزء بـالكليِّ منحَصـِراً
إِذ دينُــهُ ناسـِخُ الأديـانِ فـي القِـدَمِ
تَســهيمه فــي الأَعــادي صـائِبٌ أَبَـداً
كَــأَنَّ كُلاً عَلــى الأَرصــادِ حيــنَ رُمـي
فَلا إِذا نَثَــــروا أَمـــراً بِمُنتَـــثر
وَلا إِذا نَظمــــوا شــــَملا بِمُنتَظِـــمِ
مُوَشـــّحونَ بِطَعـــنٍ أَينَمـــا ظَعَنــوا
وَحَيـثُ كـانوا فَهُـم فـي الناسِ كَالعَدَمِ
الجـودُ وَالحُسـن وَالخَيـراتُ قَـد جُمِعَـت
فيــهِ مَــع اللُطـفِ وَالإِحسـانِ وَالهِمَـمِ
وقَــد تَقســم فيــهِ الفَضــلُ أَجمَعــهُ
ذاتــا وَمَعنــى وَأَفعــالاً مَـع الكَلـمِ
قـالوا هُـو البَـدرُ وَالتَفريـقُ بَينَهُما
البَــدرُ يَكســف وَالمَحبــوب لَـم يُضـمِ
أَفنـى العـدى فَلِقسـمِ الفيءِ ما جَمَعوا
وَالنَفــسُ لِلقَتــلِ وَالأَبــدانُ لِلرَّخَــمِ
فــي ضــِحكِهِ وَالبُكــا يُبـدي لِنـاظِرِهِ
كَــاللُؤلُؤ الرَطــب فـي حُـزنٍ وَمُبتَسـَمِ
وَالمــالُ كَالمــاءِ فــي جَمـعٍ يُفَرِّقُـهُ
ذا لِلفَقيـــرِ وَذا يَجــري لِكُــلِّ ظــمِ
جَمـــعٌ تَفَــرَّقَ مــع تَقســيمِ دَعــوَتِهِ
مِنهُــم شــَقِيٌّ وَمِنهُــم حامِــدُ النِعَـمِ
فَلِلشــــَقي جَحيـــمٌ غيـــر راحمـــةٍ
وَلِلســـَّعيد نَعيـــمٌ غَيـــرُ مُنصـــَرِمِ
جَمـــعٌ تَقســـمَ مــع جَمــعٍ بِراحَتِــهِ
مـاءٌ جَـرى أَنهـراً كَـالبَحرِ فـي القِسَمِ
تَســقي الغَمامَــةُ قَطـراً فـي مُشـاكلَةٍ
إِذا سـَقى النَقـد لِلمُحتـاجِ فـي العَدَمِ
يـا وَيلَتـا فـي عِتـاب النَفسِ من كسلي
يـا حَسـرَتا فـي سـَبيلِ اللَـهِ لَـم أَقُمِ
إِن عَــزَّ بـان الحمـى فَالسـَهلُ مُمتَنِـعٌ
وَإِن دَنــا الحَـي فَالمُشـتاقُ لَـم يَنَـمِ
مـــا بَيــنَ مُنســَجمٍ منــي وَمُضــطَرِمٍ
مــن الحشاشــَةِ شــَوقي غَيــرُ مُنكَتِـمِ
اسـتَدرك النَفـسَ كَـي تَـدنو وَقـد قَربَت
عِنــدَ الملامِ وَلكِــن مــن هــوى نَـدَمِ
فــي كُــلِّ عُضـو مـن المُشـتاقِ ترجمـةٌ
عـن حـالِهِ فـي اللَيـالي وهـو ذو أَلَمِ
ضــَمَّنتُ شــَوقي لِقَلــبٍ أَســتَعينُ بِــهِ
عَلــى الهَــوى فَـإِذا لَحـمٌ عَلـى وَضـَمِ
لُـمِ اللَيـالي الَّـتي أَخنَـت عَلـى جِدَتي
بِرقـــةِ الحــالِ وَاعــذُرني وَلا تَلُــمِ
مــن اِســتَعانَ بِغَيـرِ اللَـهِ فـي طَلَـبٍ
فَـــإِنَّ ناصـــِرَهُ عَجـــزٌ وَلَــم يَــدُمِ
نَســَجت ثَــوبَ الهَــوى ســِرّاً فَـأظَهرهُ
ضـــَيفٌ أَلَــمَّ بِرَأســي غَيــرُ مُحتَشــِمِ
عَصـــى عَلَـــيَّ فَمــا وَقَّــرتُ حُرمَتَــهُ
وَالســَيفُ أَحســَنُ فِعلاً مِنــهُ بِــاللِمَمِ
ذُخـري شـَفيعُ الـوَرى مـن حَـجَّ مُعتَمِـراً
فَحــقَّ قَــولُ حَــبيبٍ فيـهِ فـي القِـدَمِ
لَـو يَعلَـمُ الرُكـنُ مَـن قَـد جاءَ يَلثِمُهُ
لَحَـــنَّ يَلثِــمُ مِنــهُ مَــوطِئَ القَــدَمِ
قَــد أَودَعَ اللَــهُ فيضـاً فـي أَنـامِله
لَــو صــابَ تُربـاً لأَحيـا سـالِفَ الأُمَـمِ
وَالمُســتَعيرونَ أَربابــاً لَهُـم تُركـوا
يَمـــوجُ بَعضـــُهُم قبحـــاً بِبَعضـــِهِم
ذَلُّـــوا وَأَصـــنامُهُم خَــرَّت لِمَظهَــرِهِ
وَأهلِكــوا بِلَظــى ريــح مــن العُقُـمِ
كَــم باطِــلٍ عِنــدَهُم وَالحَــق يَـدمَغُهُ
فـي السـِرِّ وَالجَهـر بِالأَفعـالِ وَالكَلِـمِ
وَنــارُ فــارِسَ لَمّــا أَن بَغَــت خَمِـدَت
بِســـِرِّهِ وَتَرامـــي عابِـــد الصـــَنَمِ
وَالخَيــرُ أَضــرَبَ عَـن كِسـرى فَحـلَّ بِـه
كَســرٌ فَــوا عَجَبــاً مِـن ضـعفِ عَقلِهِـم
بِــالهَمزِ وَالحـاءِ قَـد شـُقَّت مَرائِرُهُـم
وَالميــمُ وَالـدال مَعنـى عِنـدَ قَصـرِهِم
أَصــحابه لاقتِبـاس الفَضـل مِنـهُ غَـدَوا
مِثـلَ النُجـومِ وَأَهـل الشـرك لَـم تَـدُمِ
فَأَصــــبَحوا لا تَـــرى إِلا مَســـاكِنَهُم
وَهكَـــذا كُــلُّ مــن يُعــزى لِرَفضــِهِم
يــا ســادَةً علمُهُــم صـَيدٌ وَمـن عَجَـبٍ
جَــواز تَقييــده لِلنّــاسِ فـي الحَـرَمِ
وَالنَجـم مـا ضـَلَّ بَـدرُ الحَـيِّ صـاحِبُكُم
وَمــا غَــوى وَكَفــاكُم أَوفَــر القَسـَمِ
بِالفَتــحِ قَــد عُقِــدَت آيــاتُه فَحَـوى
نَصــراً عَزيــزاً وَغُفرانـاً مـع النِعَـمِ
فــي قَــولِهِ إِنَّمــا الأَعمــالُ فـائِدَةٌ
يَحوزُهـا العَبـدُ بِالنِيّـاتِ فـي الكَلـمِ
وَفـــي مَقـــالِ عَلِـــيٍّ بَعــدَهُ أَثَــرٌ
مــا لابــنِ آدمَ وَالفَخــرَ اعتــبرتَهِم
الظُلــمُ مِـن شـَهواتِ النَفـسِ إِن بَعُـدت
عَنــهُ فَــذاكَ لأَمــر فيــه مِــن حِكَـمِ
كُــل الــوَرى ســاعَدوني فـي محبَّتِهِـم
إِلا العَــذول الَّــذي اِسـتَثنى لِبَعضـِهِم
قــالوا كَلام العــدى قَــولٌ بِمــوجِبِهِ
يَضـــُرُّ قُلــتُ عَــذولي فــي مَــديحِهِم
يحكـي الهَـواءَ مَديـدُ العَـذلِ في أذني
فَاقصـر حَمـاني الهَـوى عَـن ذلِكَ النَغَمِ
زِدنــي هَــوىً فَبِمــا عينــيَّ جارِيَــةٌ
قَــد رَخَّمَـت دَمـعَ عَبـدِ الحُـبِّ بِـالعَنَمِ
تَهكُّمــي بِــك يــا مَــن ذَلَّ قُلـتُ لَـهُ
ذُق انَّــكَ اليَــوم ذو عِــزٍّ وَذو كَــرَمِ
واربـتَ بِالعَـذلِ ضـاءَ القَـولُ مِنكَ فيا
أَحمـى الـوَرى أَنـت عِنـدي مِـن أَخصـِّهِم
فَــاِعطِف شـُهِرتَ بِفِعـلِ العَفـوِ مُحتَكِمـاً
بشــراك هَـذا مقـام القَلـبِ مـن سـُدُمِ
فـي مَعـرِضِ المَـدحِ يُهجى الموذيان هُما
كَالبـانِ في البَرِّ أَو في البَحرِ كَاللَخَمِ
إِبليــسُ وَالنَفــسُ لِلإِنسـانِ مـا برِحـا
فـي أَسـوأ الحـال بِالتَوليـدِ فَاِسـتَقِمِ
تُــب لِلإِلــه وَطــب نَفســاً بِــأَنعُمِهِم
وَالمَـح فَفـي التَوبَـة اِسـتِظهارُ فَضلِهِم
لَئِن تَخَيَّلــــتَ أَن تَغنَـــى بِغَيرِهِـــم
عَــن خَيرِهِــم فَقَــدِ اِستَسـمَنتَ ذا وَرَمِ
كَـم شـامتٍ بِـك فـي يَـوم المعـادِ فَذُق
مــا قَــد كَنَـزتَ فَهـذا مـوجِبُ النِقَـمِ
يُــرادُ جــد بِهَــزلٍ مــن ملامِــكَ لـي
دَع عَنـكَ ذا كَيـفَ أَكـل اللَحـمِ بِالضَرَمِ
أُســلوبُ أَحمَــق أَحيــاهُ فَقــالَ أَنـا
أحيــي الأَسـى وَأميـتُ القَلـبَ بِالسـَّدَمِ
لَهُـم مَنـازِلُ قِـف وَاِنشـد بِهـا لَـكَ يا
مَنــازِل الأَمــن مِــن تَعريــض مُنثَلِـمِ
وَإِن أَتــاهُم قَــوِيٌّ مَــع ضــَعيف يَــدٍ
عــادا ســواءً فَلا إِبهـامَ فـي الـدِّيمِ
بــادِر قُبَيــلَ تَصـاريف العُمَيـرِ إِلـى
عُرَيـــب نَجــدٍ وَصــَغِّر مــن ضــُدَيدهِم
خُضــرُ الحمـى حمـرُ بيـضٍ سـودُ معتَـركٍ
فـي الـزُّرقِ بِالسـُّمر دبّـج أَو بِصـُفرِهِم
لا أَبتَغــي بَــدَلاً عَــن حُبِّهِــم أَبَــداً
وَلَيــسَ قَصــدي ســوى المَسـعى لِحَيِّهِـم
فــي جَمــعِ مُختَلــف منهُــم وَمُؤتَلــفٍ
تَبــدو ســِيادَتُهُ مَــع عُظــمِ فَضــلِهِم
البِــرُّ وَالعَــدلُ وَالإِحســانُ يَعرِفُهُــم
فــي الاحتِـذاءِ وَفـي الأَحكـامِ وَالحِكَـمِ
فـي العَـزمِ وَالعَهـدِ وَالإِيثـار مَع نَسبٍ
وَفــي التَخَيُّــرِ كُــلٌّ ثــابِتُ الرَحِــمِ
أَطــاعَني دَمــعُ عَينـي وَالمَنـامُ عصـى
وَقــامَ عُـذري وَعـزمُ السـَعي لَـم يَقُـمِ
وَمـا اِكتَفى الشَوقُ ضَعف الجِسمِ مِنهُ إِذا
حَتّــى غَـدا يَنحَـلُ الأَعضـاء وَهـو كَمـي
أَخــا جَميلَيــن جُــد إِن الكِـرام إِذا
يــا مَــن بـذاتٍ وَوَصـف لاحَ فيـه جَمـي
يـا ناسـِخَ البُعـد بَشـِّرني وَخُـذ حَـدَقي
إِن كُنـــتَ جِئتَ بِبُشــرى مــن دُنُــوِّهِم
قَـــد اِنتَحَلــتُ وَلَــولا أَنَّ لــي أَمَلاً
بِوَصــلِ بَـدرٍ ثَـوى كَـاللَيثِ فـي الأَجَـمِ
حــامَ الحمــامُ لَــهُ وَالعَنكَبـوتُ علا
عَنـهُ اختِيـاراً وَكـانَت قَبـلُ لَـم تَحُـمِ
وَأُمُّ مَعبَــــدَ دَرَّت شــــاتُها لَبَنـــاً
إِذ مَسـَّها وَهـيَ ذاتُ السـَلخِ فـي الغَنَمِ
كَــأَنَّ مــالَ اِبـن عَبـدِ اللّـهِ مُغتَـرَفٌ
لِلمُســتَحِقّينَ مــن طفــل إِلــى هــرمِ
قَــد أَورَدَ اللَـهُ فيـهِ الحُسـن أَجمَعَـهُ
فَكـــانَ أَحســَن خَلــقِ اللَــهِ كُلِّهِــم
بَـدرٌ إِذا اعتَـمَّ تَـمَّ البَـدرُ فـي شـَرَفٍ
مُقــارِنَ السـَعدِ لَـم يَـبرَح عَلـى عَلَـمِ
وَزادَهُ بَســـطَةً مَـــولاهُ فـــاقَ بِهــا
فـي العِلـمِ وَالجِسـمِ وَالأَحكـامِ وَالحِكَمِ
مَعنــى الصــَحابَةِ وَالأَعــداءَ مُختلــفٌ
فـي الـوَردِ لَيسَ البُزاةُ الشُهبُ كَالرَخَمِ
تَمــثيلُهُم جـاءَ كَالأَنعـامِ مُـذ غَفلـوا
بَــل هُــم أَضـَلُّ مِـن الأَنعـامِ وَالبُهُـمِ
قَـومٌ يَـروا مـا بَـدا مِنهُـم لِضـارِبِهِم
أَشــَقَّ مــن رُؤيَــةِ الــرائي لِمَسـخِهِم
مــا لِلصــَحابَةِ مِــن نِـدٍّ يُطـاعُ وَقَـد
نَفـــاهُ إيجـــابُهُ عَنهُـــم لِبُغضــِهِم
أَبـــدى مُناقَضـــَةً وَقَـــد يَشــُبُّ إِذا
شــابَ الغُــرابُ بِــهِ مَيـلٌ إِلـى نَعَـمِ
فَالمَـح بِعَينِـكَ ثُـمَّ اسـمَح بِهـا كَرَمـاً
وَاِسـتَخدمِ العَيـشَ فـي الـدُنيا بِخَيرِهِم
كَالبَـدرِ فـي جـودةِ التَشـبيهِ مُرتَفِعـاً
وَصــَحبُهُ كَنُجــومِ الأُفــقِ فــي الظُلَـمِ
محمـــد وَأَبـــو بَكـــر وَقُــل عمــرٌ
عُثمـــانُ ثُـــمَّ عَلِـــيٌّ فُســِّرَت بِهِــم
صـــِدقٌ وَصـــِدّيق الفــاروق ثــالِثُهُم
ثُــمَّ الشـَهيدُ اِتِّسـاعاً ثُـمَّ ذو الكَـرَمِ
نـالَ الـرَدى مـن غَـدا بِالنَقصِ يذكرهم
كَــالكَلبِ يَعــوي فَيحـوي ذِلَّـةَ النِقَـمِ
قَـــومٌ لَهُـــم أَدَواتٌ غَيـــرُ مُمكِنَــةٍ
لِغَيرِهِــم وَهُــم الوافـونَ فـي القِسـَمِ
عُــربٌ كِــرامٌ لَهُــم بِالمُصــطَفى شـَرَفٌ
فَيفضـلوا العُـربَ فَضـل العُـربِ لِلعَجَـمِ
كَــالبَحرِ أَحمَــدُ وَالأَصــحابُ فـي كَـرَمٍ
كَـالغَيثِ وَالكُـلُّ مِثـلُ الدَهرِ في الهِمَمِ
كَأَنَّمــا الحَــربُ عيـدُ النَحـرِ عِنـدَهُمُ
فَـذَبحُهُم فـي العـدى كَالذَبحِ في الغَنَمِ
إمــامُهُم فـي مَعـالي الفَضـلِ أَحمَـدُهُم
كَـم هَـدَّ مِـن جَبَـلٍ فـي الحَـربِ كَـالأَكَمِ
وَصــَيَّرَ العَقــلَ فيهـا كَـالجُنونِ بِهـا
مِــن فِعـل كَـفِّ تُـراب مـن أصـيبَ عَمـي
رَمــى بِعَــزمٍ لَــهُ كَالنـارِ فـي حَطـبٍ
فَلَــم يَــذر مِنهُـم مـن لا وَهـى وَرُمـي
فــي كَفِّــهِ ســَيفُ نَصـرٍ كَالمنيـة فـي
قَطــعِ الأَمــاني عَـن الأَبـدان وَالقِمَـمِ
لِلَّــهِ مــن بَشــَرٍ فــي حَربِــهِ أَســَدٌ
لكِنَّـــهُ فـــاقَهُ قَــدراً وَعِطــرَ فَــمِ
فَـوَجهُهُ فـي السـَما كَالبَـدرِ فـي أُفـقٍ
وَذاتُـــهُ بَيــنَ أَهــلِ الأَرضِ كَــالعَلَمِ
أَقـــوالُ أَعــدائِه زورٌ يَلــوحُ كَمــا
أَعمــالُهُم كَســَراب مــن أتــاهُ ظَمـي
لَهُــم مـن اللَيـلِ مَعنـى لاحَ فـي صـُوَرٍ
ســَوداءَ قَــد كُســِيَت مـن حالِـكٍ دَهِـمِ
فَــدع لِسـانَيكَ مَـع وَجهَيـكَ فـي عـذلي
فَعــاذِلي وَالهَــوى كَالســَيفِ وَالجَلَـمِ
إِنَّ العَــواذِلَ مـن أَهـلِ النِفـاقِ كَمـن
اســتَوقَدَ النـارَ لكـن بـاتَ فـي ظُلَـمِ
فَـــاِجهَر بِحُــبِّ مَليــحٍ مُفــرَدٍ عَلَــمِ
بـادٍ كإِنسـانِ عيـن الـدهر فـي الأُمَـمِ
وَلُــذ بِــهِ وَاِســتَزِد مِنــهُ فَـإِنَّ لَـهُ
قَلبــاً كَبَحــرٍ جَـرى بِـالعلمِ وَالحِكَـمِ
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
مُفَـــرَّعٌ عَنـــهُ أَصـــحابٌ ذَوو رَحِـــمِ
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
قَـــدِّم بِــذِكرِ أَبــي بَكــرٍ عَــتيقِهِم
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
فَــاثني عَلــى عُمَــرَ الثـاني لِعَـدِّهِم
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
أَكــرِم بِثــالِثِهِم عُثمــانَ ذي النِعَـمِ
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
فَاِشـــكُر لِرابِعِـــم عَـــدّاً عَليِّهِـــم
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
فَطَلحـــة خـــامِسٌ إِيفـــاءَ نِصـــفهِم
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
فَســادِس الصــحب يَــأتي فـي زُبَيرِهِـم
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
فَســابِعُ الزُهــرِ يَبــدو عِنـدَ سـَعدِهِم
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
فَثـــامِنُ الغُـــرِّ آتٍ فـــي ســَعيدهم
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
فَتاسـِع القَـوم بـادٍ فـي ابـن عـوفِهِم
مُحَمَّـــدُ الأَصــل بَــدرٌ فــي كَــواكِبِه
فَعـــامِرٌ عاشـــِرٌ وافـــى لِخَتمِهِـــم
مـا أَفخَـر الـدرّ مـع تَفريعِهِـم أَبَـداً
يَومــاً بِــأَزهَرَ مِــن تَرتيــبِ ذِكرِهِـم
مـا أَقبَـحَ العَيـش يَمضـي فـي مُغـايَرَةٍ
مــا أَحسـَن العَيـش عِنـدي تَحـتَ ظِلِّهِـم
إِن رُمـتَ فـي مَعـرضِ الـذمِّ المَديحَ فَقُل
لا عَيـبَ فيهِـم سـِوى الإِيثـار في العَدَمِ
إِنَّ المُفَـــرَّغَ عَقـــدٌ لَيـــسَ يَحفَظُــهُ
لَيـــثٌ ســـِوى أنَّــهُ غَيــثٌ لِمُغتَنِــمِ
مُهَــذَّبٌ يَــألَفُ التَــأديبَ حَيــثُ بَـدا
حَتّــى غَــدا عَلَمــاً ناهيـكَ مـن عَلَـمِ
قَــد اِصــطَفاهُ إِلـه العَـرشِ مـن عَـرَبٍ
ســادوا بِنَــوعٍ عَلــى أَبنـاءِ جِنسـِهِم
تُـــروى أَحـــاديثُهُ فينــا مُعَنعَنَــةً
عَــن الحَيـا عَـن أَيـاديهِ عَـن الكَـرَمِ
ســَل الكَتــائِبَ عَــن أَحــوالِ سـيرَتِهِ
تَلــقَ العَجــائِبَ فــي إِيجـازِ كُتبِهِـم
قَــد أَعجَــزَ الخَلــقَ أُمـيٌّ بِـهِ عُرِفَـت
كُــلُّ العُلــوم وَلـم يَلـزَم عَلـى قَلَـمِ
وَأَمَّنَــت حــائِطُ العَبــاس حيــنَ دَعـا
وَاســكُفَّةٌ بِاِرتِجــالِ النُطــقِ دونَ فَـمِ
نَــزِّه لِحاظَــكَ فــي عَليــاء حَضــرَتِهِ
وَعــن ســِواها فَفيهــا ســَيِّدُ الأُمُــمِ
لَيــسَ الغَزالَــةُ لَمّــا ســَلَّمت أَدبـاً
عَلَيـهِ كَالجـدي فـي التَشـريكِ فَـاِحتَكِمِ
تَنازَعــا مَعنيــا بَــدرٍ بَــدا وَقَضـى
مُوَفَّقــاً فَهـو فـي الحـالَين فـي حَـرَمِ
يَفــوحُ يَطعــنُ فــي الأَعــداءِ مـادِحُهُ
وَمطــربٌ فَهــو عــودٌ ظــاهِرُ القِســَمِ
كَـم لَـفَّ شـَملاً وَكـم صـوماً طَـوى وَبـذا
أَصــحابُه كَــم رَوَوا عَـن طيـبِ نَشـرِهِم
حَمــدي ثَنــائي سـُروري مُنيَـتي شـُغلي
لَهُــم عَلَيهِـم بِهِـم فـي بـابِهِم خِـدَمي
طيــــبي طَبيـــبي مَـــذهَبي حَســـَبي
هُـــمُ بِهِــم فيهِــم مِنهُــم بِتُربِهِــم
فَحــلَّ عِقــدكَ لَيــسَ القَــولُ يَمـدَحُهُم
وَإِنَّمـــا القَـــولُ مَمــدوحٌ بِــذِكرِهِم
أَرجــو بِهِـم مَخلَصـاً مِـن زِلَّـتي فَبِهِـم
حُســنُ التَخَلُّــصِ لِلشــاكي مِــن الأَلَـمِ
هـا قَـد شـهرتُ لِسـاني بِالمَديـحِ لَهُـم
كَالســَيفِ عِنــدَ اِنتِبـاهٍ غَيـرِ مُنثَلـمِ
أَرومُ تَعليـــقَ شــانيهم إِذا مُــدِحوا
فَقــد عَصــى قــائِلاً فـي أَهـلِ مَـدحِهِم
هَــذي عَصــايَ الـتي فيهـا مَـآرِبُ لـي
وَقــد أَهــشُّ بِهــا طَـوراً عَلـى غَنمـي
إِن ألقِهـــا تَتَلَقَّــف كُلَّمــا صــَنَعوا
إِذا أَتَيـــتُ بِســـِحرٍ مِـــن كَلامِهِـــم
مــا بَيــنَ ســَيفٍ وَطـرفٍ مـن مناسـبَةٍ
إِنَّ العَصـا في الثَرى وَالسَيف في القِمَمِ
أَمــا رَأَيــت النَـدى مِنهُـم لِسـائِلِهِم
أَمـا سـَمِعت الهـدى فـي الفِعلِ وَالكَلِمِ
أَتــاكَ عِقــدٌ بَــديعٌ بِالمَحاســِن فـي
مَـدح الشـَفيعِ الَّـذي بِالمَكرُمـات سـُمي
أَبيـــاته الغُــرُّ لِلراجيــنَ جامِعَــةٌ
مِــن المئيـن أَربعـاً فـي عَـدِّ عِقـدِهِم
فـي لَيلَـة النِصـف مِـن شَعبان قَد نَجِزَت
فَـــوافَقَت عـــام حَــضٍّ مــن ســنيِّهِم
فــاقَت فُنونــاً وَأَنواعـاً أعِنـتُ بِهـا
مِــن فَتـح مكَّـة عِنـدَ البَيـتِ وَالحَـرَمِ
حَــوَت غَريــب المَعــاني فَهـيَ نـادِرَةٌ
رَضــيعُها عَــن ســَناها غَيــرُ مُنفَطِـمِ
تَشــابَهَ الحُســنُ فـي أَطرافِهـا فَلَهـا
فَخــرٌ بِحُســنِ اِمتِــداح عِنـدَ كـل فَـمِ
فَمــي حَواهــا وَرَبُّ العــرس يَحفَظُهــا
مِــن جاهِــلٍ حاســِدٍ أَو عــالِمٍ خَصــِمِ
يــا رَبِّ ســَهَّلتَها فاقصــِم مُعانِــدَها
بِغَيــرِ حَــقٍّ وَمــن يَــدعوكَ لَـم يُضـَمِ
أَقَمتُهــا فــي مَقـامِ الـذَّيلِ مِـن أَدَبٍ
مَــع بـردةِ المُصـطَفى وَالفَضـلُ لِلقُـدُمِ
يــا صــاحِ إِنّــي وَإِن أَطنَبـتُ مُعتَـذِرٌ
عَــن فَضـلِ ناظِمِهـا بِالعُشـرِ لَـم أَقُـمِ
قَــوِّمهُ أَلفـاً مَـعَ التَـوجيهِ فـي لُغَـةٍ
وَاحســِب سـِواهُ بِرُبـعِ الشـَخصِ أَو فَنَـمِ
جَعَلتُهـا لـي ذُخـراً فـي المعـادِ غَـداً
كنايَــةً عَــن ضــَميري عِنــدَ مُسـتَلمي
وَمـا اِسـتَعَرتُ لَهـا ثَوبـاً يَليـقُ سـوى
مَنسـوجِ مَـدحِ المَليـحِ المُفـرَدِ العَلَـمِ
أَضـــمَرتُ حـــالي وَآمـــالي مُحَقِّقَــةٌ
بِــأَنَّ مــا لـي سـوى المَبعـوثِ لِلأُمَـمِ
لَعــلَّ أَنجــو بِمـا أَرجـو وَيَشـفَع لـي
فــي مَوقِــفٍ بِجَميــع الخَلــقِ مُزدَحـمِ
لَيــتَ المُفَـرِّط لَـم يُخلَـق فَمـا حَصـَلَت
مِنـهُ الأَمـاني عَلـى شـَيءٍ سـوى النَـدَمِ
حُسـنُ البَيـانِ لِمَـن عَنـهُ المُـرادُ خَفى
وَالــرَبُّ أَدرى بِحــالِ السـائِلِ العَـدِمِ
هُــوَ الغَنِــيُّ وَلَـو أَحسـَنتُ فـي طَلَـبي
بِعِلمِــه عَــن بَيــاني عِنــدَهُ بِفَمــي
لَــولا العَظيــمُ عَلــى اللَـهِ العَظيـمِ
ذَنـبي العَظيـم جـرا التَرديدُ في عَدَمي
أَدمَجــتُ شـَكوايَ فـي مَـدحي لَـهُ لِيَـرى
فــي حــالِ مُحتَســبٍ بِــاللَهِ مُعتَصــِمِ
أَرجــو بِحُســنِ اتبـاعي راحَتَيـهِ وَقَـد
أَهــديتُ مــن صــَدَفي دُرّاً مـن الكَلِـمِ
فَــإِن قبِلــتُ عَلـى شـَرطي فَيـا شـَرَفي
وَإِن حرمــتُ الجَــزا يـا زلَّـةَ القَـدَمِ
حاشـاكَ حاشـاكَ يـا خَيـر البَرِيَّـةِ مِـن
رَدِّي وَإِن كُنـــتُ ذا ذَنـــبٍ وَذا جُــرَمِ
يــا ســَيِّداً نــالَ تَمكينــاً وَتَوسـِعَةً
مِـن الغِنـى وَالمُنـى فـي الحلِّ وَالحَرَمِ
حِكـايَتي فـي الـوَرى شـاعَت بِـذِكرِكَ لي
وَجُــدتَ لــي بِيَـدٍ بَيضـاءَ فـي الحُلُـمِ
لــيَ البشــارَةُ يـا مَـن فـي إِشـارَتِهِ
خَيــرٌ عَظيــمٌ لِراجــي فَضــلِهِ العَمِـمِ
أَردَفــتُ جَــبري بِإِخلاصــي وَلــي أَمَـلٌ
بِعِتــقِ شــَيبَتي الغَـبراءَ فـي اللِّمَـمِ
لأَنَّنـــي خـــادِمُ الآثــار لــي نَســَبٌ
أَرجــو بِــهِ رَحمَــةَ المَخـدومِ لِلخَـدَمِ
أَعَـــزُّ أَكمــلُ مَــن يَبــدو بِطَلعَتِــهِ
أَبَــرُّ أَفضــَلُ مــن يَســعى عَلـى قَـدَمِ
مَــن كـانَ مَـولاهُ فـي القُـرآنِ مـادِحُهُ
فَالعُــذرُ مِنّــي مَبســوطٌ وَلَــم أُلَــمِ
كُــلُّ المَــدائِحِ وَالمُــداحِ فــي قِصـَرٍ
وَلَــو أَطــالوا لمـالوا نَحـوَ عَجزِهِـم
لا أَختَشـــي مقطَعــا فَالفَضــل مُتَّصــِلٌ
بِمَـــدحِ أَحمــدَ فــي نَــثرٍ وَمُنتَظَــمِ
صـــَلّى وَســَلَّم رَبّــي دائِمــاً أَبَــداً
عَلَيـهِ فـي المُبتَـدا مَـع حُسـنِ مُختَتمي
شعبان بن محمد بن داود الموصلي، المعروف بالآثاري: أديب، له شعر كثير، فيه هجو ومجون. ولد بالموصل وتنقل في البلدان، وتلقب بالآثاري لاقامته في اماكن الآثار النبوية، مدة واستقر في القاهرة، وبها وفاته. له أكثر من ثلاثين كتاباً في الأدب والنحو، منها (لسان العرب في علوم الأدب) و (ألفية) في النحو، سماها (كفاية الغلام) و (أرجوزة) في النحو أيضاً، سماها (الحلاوة السكرية - خ) و (شرح ألفية ابن مالك) ثلاثة أجزاء، لم يتمه، وديوان شعر. (عن الأعلام للزركلي) (1)(1) وترجم له ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة وفيات سنة 828 قال:انظر بقية كلام الحافظ ابن حجر وفيه بعدما ذكر أخبار تناقضه في هجاء من يمدحهم: (ومدحني بقصيدة تائية مطولة ولا أشك أنه هجاني كغيري، وقال وخلف تركة جيدة قيل بلغت ما قيمته خمسة آلاف دينار مع أنه كان مقتراً على نفسه فاستولى عليها شخص ادعى أنه أخوه وأعانه على ذلك بعض أهل الدولة وتقاسما المال)قال السخاوي: ورأيت من أرخ مولده سنة تسع وخمسين (759) وسمى ألفيته في النحو "كفاية الغلام في إعراب الكلام" قرظها له البلقيني وعمل أرجوزة في النحو أيضاً سماها الحلاوة السكرية وأخرى سماها عنان العربية وأخرى في العروض سماها الوجه الجميل في علم الخليل وأخرى في علم الكتابة ولسان العرب في علوم الأدب وديوان في النبويات سماه المنهل العذب وكتاباً سماه الرد على من تجاوز الحد وشرح الألفية في ثلاث مجلدات؛ ولكنه لم يكمل. قال ابن قاضي شهبة: وكان ممن يتقي لسانه ويخاف شره؛ وهو عند ابن فهد في ذيله لتاريخ مكة، وقال المقريزي في عقوده انه لم يكن مرضي الطريقة ولا رضي الاخلاق يرميه معارفه بقبائح عفا الله عنه وإيانا.