
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَع عَنـكَ سـلعاً وَسـَل عـن سـاكِن الحرم
وَخَــلِّ سـَلمى وَسـَل مـا فيـه مـن كَـرَمِ
فَهـو الَّـذي فـاقَ فـي خَلـق وَفـي خُلُـقٍ
عَلــى الأنــامِ وفــي حُكـمٍ وَفـي حكـمِ
يَهـدي الوُجـود وَيَهـدي الجود منهُ لِمَن
قَــد حَـلَّ فـي بـابِهِ قُـم حُـل وَاِغتَنِـمِ
جــبر القُلــوب وَخَيركُــم لَــهُ خــبرٌ
فـي الفَضـلِ يـروى وَخيرُ العُرب وَالعجمِ
يُعطــي الجَزيـلَ يُغَطّـي بِالجَميـل وَمـا
شــَحَّت أَيـاديهِ بَـل سـَحَّت عَلـى الـدِيَمِ
مُحمَّـــدٌ أحمـــدُ المَحمـــودُ مَبعَثُــهُ
بِخَيــرِ حَمــدٍ بَــدا مــن حامِـدٍ بِفَـمِ
إِن قــالَ فهــوَ يَقـولُ القَـولَ مُتَّصـِلاً
بِـالحَقِّ قُـل عَنـهُ مَهمـا قُلـتَ مـن عِظَمِ
عـن جـودِه القُطـرُ لَمّـا جـادَ فـي قصرٍ
هــذا مُــدامٌ وَقطـرُ الغَيـثِ لَـم يَـدُمِ
بـادِر إِلـى البَـدرِ كَـي تَحظـى بِدارَته
وَاِنـزِل بِـدارٍ بِهـا مـا شـِئتَ مِـن كَرمِ
مـا مـالَ مـال لِنَقـص حيـثُ يُصـرف فـي
ذاك المــرام وَلا حمــلٌ أَتــاهُ رُمــي
سـابِق إِلـى حَـيّ خيـر الخَلـقِ حَـيِّ عَلى
ذاكَ الفَلاح وَحَــيِّ الحــيَّ فــي الحـرم
وجـــوه زُوّارِهِ فــي الخلــقِ ناضــِرَة
بِــالحَقِّ نــاظِره نــوراً عَلــى عَلَــمِ
بَحــرٌ وَرَحــبٌ لَــهُ بــابٌ يَلــوحُ بـهِ
عَــدلٌ فَكَــم مَلَأَ الطــاغينَ مــن أَلَـمِ
بَــدرٌ رَفيـع شـَفيع فـي القضـاءِ كَمـا
أَغنــى العُفـاةَ نَـدى كَفَّيـهِ عـن نَـدَمِ
فَكَــم وَقــى وَعَفــى عَمَّـن جَنـى وَجَفـا
وَكــم أَقـالَ فَـتى قـد قـامَ فـي جـرمِ
فَاِمــدَح وَصــرح وَفــرح قَلــب عاشـِقَه
وَاِنشـُر نِظامَـكَ وَاِنثُـر منـهُ قُـل وَقُـمِ
فَمــن يَجــوزُ حِمــاه أو يَجــوزُ بِــهِ
يَفــوزُ قَبــل يَفــوتُ الفَـوت بِـالنعمِ
كَفـى الهـدى سـدّ بـاب الشِرك حيثُ بدا
بِصـــِدق عَــزم وَســَنَّ الشــَرع لِلأمــمِ
قُـم جُـدّ فـي الخَيرِ وَاِجعَل جُلَّ سيرِكَ في
مَـزار أَعلـى الـوَرى في القَدرِ وَالقِيَمِ
بِـالغَزوِ فـي أحـدٍ لَـم يُبـقِ مـن أَحـدٍ
كَمــا تبــوح تَبــوكُ الشـِرك بِـالنقمِ
لا حيـــــــفَ فــــــي غَــــــزائِره
مَعنـاهُ فـي الخَيـلِ ذاتَ الخَيرِ وَالنِعَمِ
صــارَ الَّـذي زارَ تُربـا لِلرَسـولِ حَـوى
مـع مَـن حمـى ضـاءَ فيمَـن ضاعَ من قدمِ
بِالفَضــلِ صــَرّح وَســَرّح لِلفضـول تَطِـب
وَاعمــر ضــَميرك وَاعبُـر صـَلِّ ثُـمَّ صـُمِ
فَمـــــن يَــــروح يَلــــوح وَمــــن
بِــهِ يَفـوه يَفـوحُ المِسـكُ فـي الكَلِـمِ
إِن شـَطَّ عَنـكَ مـزاراً فـي المَسـيرِ لَـهُ
فَاسـأَله فـي الحَـزمِ شـَدَّ العَزمِ تَغتَنِمِ
مـن أرمـل الشـَوق يعـدو بِالحَجيـجِ لهُ
قُـم ارمـق الشـَوق يَبـدو مـن ضـَجيجِهِم
وَيَتبَــع الـبرّ حيـثُ البِـرّ منـهُ يـرى
فـي الـوَقتِ ينبـه عـن شـَوق وَلـم يَنَمِ
يـا لَيـتَ شـِعري أَرى بَيـت الحَبيب وَهل
يَقـول سـَل تُعـطَ مـا تَرجـوه مـن كَرَمي
فـي رُؤيَـةِ العَيـنِ بَـذل العَين قل فزد
وَاشـرَب مـن العَيـنِ فَالزرقـا لكل ظمي
أَصــــــــــــبَحت أَشــــــــــــكو
كَمَــن يَسـفّ النَـوى قوتـا مِـن العَـدَمِ
كَــم بــدرة أَنفقـت مـن بَـدرة لِتَـرى
بَــدراً وَتَشــهَد بَــدراً غَيــر مكتتـمِ
سـامٍ عَلـى الخلـقِ حـامٍ مـن يَلـوذُ بِهِ
مـن عَهـدِ سـامٍ وَحـامٍ ثُـمَّ فـي القَـدم
لَئِن جَنــى شــَخص عَينــي زَهـر رَوضـَتِهِ
فَمــا عَلَــيَّ جنــى نَــوعٌ مــن الأَلَـمِ
مـن زَمـزَمَ اشـرَب وَطـف وَاِطـرَب كبيعَتِهِ
قَــد زَمـزَم السـَعدُ لِلمَوصـولِ بِـالحرمِ
اعقــل مَطِيَّــكَ عـن غَيـر المَسـيرِ لَـهُ
وَاِعقـل لِقَـولي فَلَيـسَ الـوَرد كَـالرَتمِ
وَمَــن يَشـق الثَـرى بِـالقَلبِ مـن لَهَـفٍ
فَمــا يَشــقّ عَلَيــهِ الســَعيُ بِالقَـدَمِ
كَــم سـائِرٍ زائِر أكـرى السـُرى وَغَـدا
فَعــاقَهُ المَـوتُ فـي أَكـرى فَلَـم يَقُـمِ
إن جـارَ دَهـرك كُـن جـار النَبِـيِّ فَكَـم
عَــن جــارِه كَـف كَـفّ الخَـوف وَالنَـدَمِ
مــدّ الأَكــفّ عَلـى بـابِ الكَريـمِ فَفـي
مـدّ الغَنِـيِّ الغنـى عـن صـاع كـل كَمي
أخفـى يَعـوق اسـمُه قـدماً وَحيـنَ بَـدا
فَلَـن يَعـوق الـرَدى عَـن عابِـد الصـَنَمِ
عَلا بِفَضــلٍ عَلــى ظَهــر الـبراق وَمـن
عَلـى الـبراق إِلـى الغاياتِ في العظمِ
مَــن عَـن يَميـن ضـَريح حَـلَّ فيـهِ فَقِـف
تجِــد هُنــاكَ صـَريح الطَيـب عـن أمَـمِ
عَجِّـل فَقَـد حـانَ أَن تُبنـى القُبورُ لَنا
وَنَحـنُ فـي الحـانِ مـا تُبنا عن الجرمِ
مَــن حَـجَّ أَو زارَهُ نـالَ المُنـى وَمَحـى
أَوزارَهُ عَنـــهُ ذاكَ الســـَعي لِلحَــرَمِ
تركـي أراكَ الحِمـى مـع مَـن سـِواكَ بِهِ
حَتّــى أراكَ وَمــا أَرجــو ســِواكَ فَـمِ
إنّـــي أَرى قَــدمي وَلَّــت إِذا عَجــزَت
عَــن المَســيرِ وَطَرفـي قَـد أَراقَ دَمـي
وَلائِمـــي بِمَقـــال المَكرمــات أَســىً
فَلَــو هَــداني طَريـقَ المَكرُمـاتِ حُمـي
لَـو رُمـت مَنـعَ دَمـي يَومـاً لَمـا بَخلت
عَينـي لعلمـي بمـا تجزيـه مـن عـدمي
أكــرم بِــروح إِلـى المَحبـوب ذاهِبَـة
تَــرومُ ذا هِبَــة مــن فَضــله العمـمِ
نَــوالُهُ عَــمَّ كُــلَّ الســائِلينَ فَمــن
نَـوى لَـهُ السـَعي يـا بشـراه بِـالنِعَمِ
بِـــاللَّهِ مُشـــتَغل عـــانٍ بخـــدمتِهِ
وَلَــم يَكُــن قَـط بِـاللاهي عـنِ الخِـدَمِ
أَمِنــتُ خَــوفَ تَلاقــي حَيــثُ كنـتُ لَـهُ
جـاراً وَحيـثُ تَلا فـي المَـدح فيـهِ فَمي
فَمــن أَدارَ فَمــاً فــي مَــدحِهِ وَيـداً
فــي حُبِّــهِ فَهــو منـهُ وافِـر القِسـَمِ
وافـي الجَـزاء مُـوافي الـوارِدين لـهُ
بكـــل مـــا أَمَّلــوهُ فَــوقَ قَصــدِهِمِ
كَـم جـادَ ثُـمَّ أَجـادَ الفَضـلَ مِـن يَـدِه
وَمنطِـــق بِصـــحاح الـــدُرِّ مُنتَظِـــمِ
حَشــا حَشــا قَلبَـه غيبـا زَكـى مخشـا
يَكـــونُ يَومــاً عَلــى غَيــبٍ بِمُتَّهَــمِ
بَــدرٌ بِــوَجه كَسـى شـَمسَ الضـُحى خَجلا
زاهٍ عَلــى زاهِــرٍ مــن قــدِّهِ الحَشـِمِ
وَقـى وَقـالَ ابشـِروا فَالنـار لَيسَ لَها
فــي أمتّــي طمـع تيهـوا عَلـى الأُمَـمِ
عَــوِّد إِلــى بُقعـة عَـزَّ البَقيـعُ بِهـا
وَالقَلــبُ عَــوِّدهُ بِــالتِردادِ وَاِسـتَلمِ
يُقــري وَيُقريــكَ مـا تَرجـوهُ سـاكِنها
دينـــا وَدنيـــا بِلا مـــنٍّ وَلا ســَأمِ
فــي فيــهِ طَيِّبَــةٌ مــن طيبـهِ ظَهَـرَت
فــي طَيبَــةٍ قُـم فَهـذي طَيبَـةُ الحـرمِ
حِمــى حمــاه مَنيــعٌ إِن حللــت بِــه
أَمنـت مـن كُـلِّ سـوءٍ يـا أَخـا النَـدَمِ
زوى زَوايــا المُصــَلّى فَضــل حجرتــه
مِـن أَجـلِ ذاكَ الزَوايـا عنـهُ لَـم تَنَمِ
بـادِر إِلـى يَـمِّ جـود فـي يَـدَيهِ وَقُـم
يَمِّـم بِنـا فَهـو بَحـرُ الجـودِ والكَـرَمِ
يَعــودُ مِــن فَضـلِهِ المَرضـى فَيَرحمهـم
كَيمــا يَعــودونَ فـي بـرءٍ مـن الأَلَـمَ
لا يُنكــر الفَضــل منــهُ غَيـرُ جاحـده
أَو كـــافِرٍ كَبَهيــم اللَيــلِ لِلنِعَــمِ
يَغــارُ مـن قَـدّه الغُصـنُ الرَطيـب إِذا
وَالشـَمسُ وَالبَـدرُ مـن وَجـهٍ عَلَيـهِ جمي
حَمــدي ثَنــائي سـُروري مُنيَـتي شـُغلي
لَــهُ عَلَيــهِ بِــهِ فــي بــابِهِ خِـدَمي
كَالبَــدرِ بَيــنَ نُجــومٍ مِــن صـَحابَتِه
عَلــى ســَحابَتِهِ قَــد لاحَ فــي الظُلَـمِ
مُحَمّـــدٌ وَأَبـــو بَكـــرٍ وَقُــل عُمَــرٌ
عُثمـــانُ ثُــمَّ عَلِــيٌّ صــاحِبُ الهِمَــمِ
صـــِدقٌ وَصـــدّيق الفــاروقُ ثــالِثُهُم
ثُــمَّ الشــَهيدُ مَـعَ المَنعـوتِ بِـالكَرَمِ
طَبيــبي طَبيـبي نَصـيبي مَـذهَبي حَسـبي
هُـــمُ بِهِــم فيهــم منهُــم بِتُربِهــم
خَيــرُ الكَلامِ كَلامُ الخَيــرِ وَهــو يُـرى
فــي الـذِكر أَو سـُنَّة أَو فـي حَـديثِهِم
قالوا اِصبِروا ايسِروا جودوا فَلَيسَ لَنا
مَيـــلٌ وَلا مَصــرِفٌ عــن حَــدِّ أَمرِهِــم
وَالرَفـعُ فيهـم وَتَمييـزُ الجنـابِ لِمـن
فـاقَ الـوَرى خَـبرا مـن مُبتَـدا القِدَمِ
الفـائِض الكَـرم ابـنُ الفـائِض الكـرمِ
ابـنُ الفائِض الكَرم ابن الفائِض الكرم
مُحمــد بــنُ عَبــدِ اللَـهِ شـيبَةُ جَـدّهِ
ابــنُ عَمــرو زَكــوا أَصــلاً بفرعِهــم
هــو النَبِــيُّ الزَكِـيُّ الطـاهِرُ الشـِيم
هـو الشـَفيعُ الرَفيـعُ القَـدرِ وَالقِيَـمِ
إن قــامَ أقعـد مـن نـاواهُ عـن عَمـل
أَو قــالَ أسـكُت مـن ضـاهاهُ فـي كَلِـمِ
فـي السـَيرِ وَالخَيـرِ هـادٍ مـن جَلالَتِـهِ
لِمَــن يَضــِلُّ عَـن الإِرشـاد فـي اللُّقَـمِ
وَيملُــحُ البَحــرُ إِن حــاكى أَنــامِلَه
وَيحســنُ النَهـرُ فـي عَـذبٍ مـن الـدِيمِ
يـا أَيُّهـا العاشـِق المَنـدوب فـي شَغَفٍ
قُـم وَاِقـضِ فَرضـاً بِـذاكَ الحَـيِّ وَاِغتَنمِ
ســَما عَلــى الأَرضِ وَالأَفلاكِ فــي شــَرَفٍ
كَالبَـدر يَعلـو عَلـى الأَكوان في الغَسَمِ
عَــزَّت ســَراياهُ مــن يُمـن عَلـى يَمَـنٍ
فَاِســكُن تَعِــزَّ بِـأَرض الخَيـر وَالنِعَـمِ
مـا حـالُ مـن سـارَ عَـن عَـدنٍ إلى عَدَنٍ
وَصــارَ أشــهر مــن نــارٍ عَلـى عَلَـمِ
وَكـانَ يَخفـي الهَـوى مـن خَـوف حاسـِدِهِ
فَصــِرتُ أبـديهِ مـن ضـَعفي وَمـن سـَقمي
دَمــي تســاقَط مــن عَينـي فَنـمَّ عَلـى
حـالي فَـوا أَسـَفا حَتّـى الرَقيـب دَمـي
حَركـــتُ يَقظــانَ أشــواقي وَنائِمهــا
لَمــا بَكيـتُ لضـحك الشـيب مـن هرمـي
وَمـا حَمـاني فـي الثَغـرِ المَنيـعِ فَتىً
لكـن مـن الثَغـر ممَّـن زادَ فـي ألمـي
بَـدر الـدُجى قَمـر الألبـابِ شـَمسُ ضـحى
بِـالظرفِ وَالظرفِ في الضاحي وَفي الشيمِ
يَكـادُ يَحـرق رَضـوي فـي الهَـوى نَفسـي
مـن حـرِّ نَفسـي وَلـو لَـم أدن مـن ضَرَمِ
يــا لَيـل بَشـِّر بِأحبـابي وَخُـذ حـدقي
إن كُنـــتَ جِئتَ بِبُشــري مــن دنــوِّهمِ
بِــاللَهِ يــا سـائِق الأظعـانِ مُجتَهِـداً
إن جِئتَ سـلعاً فَسـَل عَـن جيـرَة العَلَـمِ
وَقــف قَليلاً عَلــى حَــيٍّ بِــهِ نَزَلــوا
وَاقــري السـَلام عَلـى عُـربٍ بِـذي سـَلَمِ
فَلَــو عَلمــت بِمــا عِنــدي لِغَيبَتِهِـم
مَزَجــت دَمعــاً جَــرى مـن مُقلَـةٍ بـدَمِ
وَحَقّهـــم إنَّ عيشـــي بَعـــدهم كَــدِرٌ
وَلـــم يَطــب لــي منــامٌ لا وَحَقِّهــم
مــا نِمــتُ إلا عَســى أنّــي أرى لَهُـمُ
طيفــاً يُشــَرِّف ضــيفاً مــن عَبيــدِهم
تَســعى العـواذِلُ فـي قصـري فَأنشـدهم
إنَّ المُحــبَّ عــن العُــذّالِ فــي صـَمَمِ
مــن كــانَ يَعلَــم أنَّ الشـَهد مطلبُـهُ
فَلا يخــافُ للــذع النَحــل مــن أَلَـمِ
يــا مــن يظــنُّ نصـوحاً فـي حواسـِده
أخطَــأتَ أَذنَبــت مثلــي عَـدِّ واسـتَقِمِ
لَـولا العَظيـم عَلـى اللَـهِ العَظيم محى
ذَنــبي العَظِــمَ لَـذقتُ الكُـلَّ بِـاللَمَمِ
لا يجــبرونَ عَلــى مــا لا يُطــاق لـهُ
وَيجــبرونَ الكَســير الشــاكي الأَلــمِ
خُضــرُ الحمـى حمـر بيـضٍ سـودُ معـتركٍ
فـي الـزرق بِالسـُمر كم جادوا وَصفرهم
كَأَنَّمــا الحَــربُ عيـدُ النَحـرِ عنـدَهُمُ
فَـذَبحُهُم فـي العـدى كَالذَبح في الغَنَمِ
كُــلُّ الــوَرى ســاعَدوني فـي محبَّتِهِـم
إِلا العــذولُ الشــَقِيُّ الجـالبُ النَـدَمِ
فَقُــم إِلـى حيِّهـم سـَعياً عَلـى القمـم
وَقُـل لَهُـم يـا مُحـاة الـذَنب بِـالهِمَمِ
وَالنَجـم مـا ضـَلَّ بَـدرُ الحَـيِّ صـاحبكم
وَمــا غَــوى وَكَفــاكُم أوفَــرُ القَسـَمِ
بَـــدرٌ دَنـــا فَتَـــدَلّى رِفعَــةً وَعُلا
كَقــابِ قَوسـَينِ أَو أَدنـى إِلـى النِعَـمِ
حَــبرٌ هــو البَحــرُ لكِـن ذاكَ مَنظَـرُهُ
غَــمٌّ وَهــذا حَقيقــاً كاشــِف الغمَــمِ
فـي المَـدحِ بـالِغ فَلـم تَلبُغ سِوى قِصرٍ
عَـن مَـدحِ مـن هُـوَ خَيـرُ الخَلـقِ كُلِّهِـم
وَلِلمَلائِكِ مِــــن تَــــبيلغِ حَضــــرَتِهِ
أَزكـى السـَلامِ الرّضـي مـن بارئ النَسَمِ
لَــو رامَ أَن يُغـرِقَ الـدُنيا وَسـاكِنَها
نَــدى يَــدَيهِ لا نَجــى شــاكي العَـدَمِ
وَلَـو نَهـى الشـَمسَ أن تُبـدو لما طَلعت
وَلا اِسـتَنارَت وَعـاشَ النـاسُ فـي الظُلَمِ
تَكــادُ تَشــهَدُ فـي الـدُنيا لَـهُ نُطَـفٌ
بِــالبَعثِ لِلخَلـقِ مـن صـُلبٍ ومـن رَحِـمِ
كَـم طـارَ بِـالخَوفِ فـي الأَقطـارِ جاحِدُهُ
مِــنَ الأَعــادي مـع الغربـان وَالرَخَـمِ
وَكــانَ يُنكــر قَـول الـوَحش عَـن بُعُـدٍ
فَصــارَ يعــرفُ فعـلَ الطَيـرِ مِـن أُمَـمِ
لَـو اهتَـدى مـا اِعتَـدى وَقَـد يَشبّ إِذا
شــابَ الغُــرابُ بِــهِ مَيـلٌ إِلـى نَعَـمِ
فَــالكَونُ يَشــهَدُ مـا الأعـداء تنكـره
مـن فَضـلِ خَيـرِ الـوَرى وَالحَـقُّ غيرُ هَمِ
فَالضـــَبُّ ســـَلَّمَ وَالثعبـــانُ كَلَّمَــهُ
وَكَلَّمَتـــهُ ذراعُ الســُمِّ فــي الدَســمِ
وَشـاعَ فـي الصـَحبِ تَسـبيحُ الطَعـامِ لَهُ
مَـع الحَصـى وَاِنشـِقاق البَدر في الظُلمِ
عَلَيـــهِ ســَلَّمتِ الأحجــار ثُــمَّ دَعــا
الأشــجار جــاءَت لــهُ تَسـعى بِلا قَـدَمِ
وَأمنــت حــائِط العبــاس حيــنَ دَعـا
وَاِســكُفَّةُ البــابِ تَأمينـاً بِغَيـر فَـمِ
وَأمُّ معبــــد دَرَّت شــــاتُها لبنـــاً
إِذ مَســَّها وَغــدت مــن أَطيـبِ الغنـمِ
وَشــُرِّف الغــار لمــا صــارَ مُحتَوِيـاً
لِلجــارِ فَهـو بِـهِ كَـاللَيثِ فـي الأجَـمِ
حــامَ الحمــام لَــهُ وَالعَنكَبـوت علا
عَلــى الحَـبيب وَكـانَت قَبـل لـم تَحُـمِ
وَرَدَّ عَيـــنَ قَتـــادة الَّـــتي عميــت
كَــأَنَّهُ لَــم يَكُـن مِـن قَبـل ذاكَ عَمـي
إِن سـارَ فـي الرَمـلِ لا يُلقـى لَـهُ أَثَرٌ
عَلــى الثَـرى وَيَغـوصُ الصـَخر بِالقَـدَمِ
لاذَ البَعيـــرُ بـــهِ وَالــذِئبُ صــَدَّقَه
كَــم مُعجِــزات لَــهُ عَنهـا بَكِـلُّ فَمـي
فَمــي وَيعجــز لَــم يبلــغ لأَيســَرِها
وَلا طروســــي وَلا حِـــبري وَلا قَلَمـــي
إِذا بَــدا بِصــُنوفِ الــبرّ مــن يـده
تَقــولُ هـذا السـَخا أَم عـارِضُ الـدِيَمِ
ســَهل شــَديد عَلــى ســلم وَفـي حَـرَبٍ
مـن مثلـه وَحـوى التَكميـل فـي الشِيَمِ
أَمـا رَأَيـتَ النَـدى قَـد فـاضَ مِنهُ أَما
سـَمعتَ عَنـهُ الهُـدى فـي الفِعل وَالكَلِمِ
حَيـــاؤُهُ وَجهُـــهُ جَـــدواهُ منطقـــه
كَــالبكر وَالبَــدر مَـع بحـر وَدُرِّ فَـمِ
الفَضـل وَاللُطـف وَالخَيـرات قَـد جُمِعـت
فيــهِ مــع الحسـن وَالإِحسـان وَالنِّعَـمِ
فــي الحــاجِبين وَعَينيــهِ وَفـي فَمِـهِ
كَـالنونِ وَالعَيـنِ ثُـمَّ الميـمِ فـي نَعَمِ
وَقَــد تَقَســَّم فيــهِ الفَضــل أجمعــه
بِــالعِلمِ وَالجـودِ وَالمقـدار وَالعِصـَمِ
وَالمـاء وَالمـال كُـلٌّ مـن يَـدَيهِ جَـرى
هـــذا لظــامٍ وَهــذا رِفــدُ مُســتَلِمِ
وَالنــارُ وَالنــورُ هَـذا خلـق صـورَتِهِ
وَتِلــكَ هِمَّتُــهُ العَليــاءُ فـي الهِمَـمِ
لَيــسَ الغَزالَــةُ لَمّــا ســَلّمت كَرَمـا
عَلَيـهِ فـي الفَضـلِ مثـل الجدي فَاِحتَكِم
وَلَيـــسَ طائِفَـــةٌ بِـــالقُربِ طائِفَــة
عَلــى حمــاه كَمــن لَـم تَـدنُ لِلجـرمِ
نَــزِّه لحاظِــك فــي عَليــاء حضــرَتِهِ
وَعَــن ســِواها فَفيهــا ســَيد الأُمَــمِ
كَــم ســائِرٍ لِحَــبيب الحَــقِّ مُغتَنِــم
كَـــم زائِرٍ بِطَــبيبِ الخلــقِ مُلتَــزِمِ
فــي ذاتِــهِ وَالأَيــادي وَالنَـدى نِعَـمٌ
تَلــوحُ فــي نِعَــمٍ لِلخَلــقِ مـن نِعَـمِ
وَهــــابُ مرحمـــةٍ كَســـّابُ تهنيـــةٍ
قَــد فــاقَ فـي كَـرَم لِلعُـربِ وَالعجـمِ
مُعــط أخــا عَــدَمِ مُــرضٍ أَخــا نَـدَمِ
مُــدنٍ أَخــا ضــَرَمٍ مُــدعٍ أخــا طُعُـمِ
إمــــــامُ ذي أَدَبٍ هُمـــــامُ ذي أَربٍ
غمــامُ ذي طَلــبٍ فــي حــالِ مُبتَســمِ
يهـــدي بِـــدَعوَتِه يهـــدي بِســُؤددهِ
نَكفــي بِــأَنعُمِه فـي الحُكـم وَالحِكَـمِ
جَــــبرٌ لِمُنكَســـرٍ ذُخـــرٌ لِمُفتَقـــرٍ
بِالفَضــلِ فـي عَـدَمٍ وَالفَصـل فـي كَلـمِ
كَـم قَـد حَـوى شـَرفاً كَـم قَد هدى فرقا
كَـم قَـد وَفـى كرمـاً كَـم قَـد عَلا وَكـمِ
أَرجــو التَخلُــص مـن خـوفي بـهِ وَأَرى
إنّــي بمَــدح رَســول اللَـهِ لَـم أُضـَمِ
فَــتى قُرَيــشٍ إمــامُ الرُســلِ قاطِبَـة
أَزكــى النَبِيّيــنَ خيـرُ الخَلـقِ كُلِّهِـم
مــن لَفظِــهِ واعِــظ الإِيمـان ينشـدنا
تبـارك اللَـهُ منشـي الـدُرَّ فـي الكَلِمِ
وَكُلهــم مــن رَســولِ اللَــهِ ملتمــسٌ
غَرفـاً مـن البَحـر أو رَشـفاً من الدِيمِ
يَــدعُونَ لِلخَيــرِ فــي سـِرٍّ وَفـي عَلَـنٍ
وَيَـــأمُرونَ الـــوَرى عَــدلاً بِعُرفِهِــم
فــي حُكـم ذي رَشـَدٍ فـي عَـدل ذي قَـدَرٍ
فــي فَضـل ذي شـَرَفٍ فـي جـودِ ذي كَـرَمِ
مُســـتَعطف عـــاطِفٌ مُستَحســـنٌ حَســـَنٌ
مُســـتَفتِح فاتِـــحٌ مُســتَحكِم الحكــمِ
وَفعلــه فــاقَ أفعــال الـوَرى كَرمـاً
وَقَـــوله راجِـــح عَـــن وَزن قَــولِهم
مـــن كفّـــه وَمُحَيّـــاهُ وَمــن فمــه
بَحـــرٌ وَبَـــدرٌ وَدُرٌّ زاكِـــيَ القِيَــمِ
محمَّـــدٌ هـــو نــورُ اللَــهِ أرســَلَه
بِــالحَقِّ فــي هيكَــل الإِنســانِ للأُمَـمِ
وَاللَيـثُ وَالغَيـثُ فـي حَـربٍ وَفـي كَـرَمٍ
مِـنَ الـوَرى دونَـه وَاِسـأَل عـن الهِمـمِ
وَمُـذ سـَرى فـي الثَـرى صارَ التُرابُ بهِ
مطهــراً لِلــوَرى مــن وَطــأة القَـدَمِ
واشــتَقَّ مـن اِسـم مَـولاه اسـمُهُ كرمـاً
فَقــل محمــدُ مـن محمـود فـي العِظَـمِ
عَــدُّ اســمِهِ أَربَــعٌ إن فـاتَ واحـدُها
يَبقــى بــه أحــدُ الأَعــدادِ لِلفَهِــم
لا خَيــرَ يَشــمل مــن وافــى لِحَضـرَتِهِ
إِن لَـم يَكُـن مُخلِصـاً فـي الحُبِّ وَالخِدَمِ
فــازَ القَريـب بـهِ فَـوزاً وَنـالَ هُـدى
وَطــابَ بِــالقُربِ مــن آثــار مُحتَـرمِ
فــي رُؤيَــة وَســَماعٍ وَالمَقــال وَفـي
ذات وَفـي السـَعي مـن فَـرقٍ إِلـى قَـدَمِ
بـادِر أَفِـد امـدَح احمِـد جِـدَّ مُـدَّ أَعِد
شــَنِّف أجِــد خُــصَّ عَمِّــم قُـل أَدِر أَدِمِ
يـا عـاجِزاً عَـن فُنـونِ الخَيرِ سَوف غداً
تَقــولُ بَعــدَ فَـواتِ العُمـرِ وا نَـدَمي
يــا وَيلَتـا لَيتَنـي لَـم اتّخِـذ كَسـلا
يـا حَسـرَتا فـي سـَبيلِ اللَـهِ لَـم أقمِ
دَع عَنـكَ قَـول النَصـارى وَاليَهـود وَما
يَقــولُهُ الرافِضــِيُّ الطــرفُ وَهـو عَـمِ
فَلِلنَصــارى اِعتِنــاءٌ فــي مَــذاهِبِهم
بِزورِهـــم وَاِغتِنـــاءٌ فــي مَســيحِهِم
وَلِليَهــود اِفتِتــانٌ حَرَّفــوا كَــذبوا
وَغَيَّـــروا وَاِفتنـــانٌ فــي عُزَيرِهِــم
وَلِلمُشــيحينَ فــي الأَصـحابِ خُلـفُ هـدىً
وَبَـــدَّلوا حُبَّهـــم فيهِـــم بِبُغضــِهِم
إِن هُــــم بِغَفلَتِهِـــم إِلا كَغَفلَتِهـــم
بَــل هُــم أَضـلُّ مـن الأنعـام وَالغَنَـمِ
قَـومٌ يَـروا مـا بَـدا مِنهُـم لِضـارِبِهم
أَشـــقّ مِمّـــا يَـــراهُ عــائِبٌ بهِــم
كَــم عــاذِلٍ منهُــم لامَ المَشـوقَ وَكـم
قـالَ اختَصـِر قُلـتُ سـَمعي عَنـكَ في صَممِ
تَبّــاً لِباغِضــِهِم يــا وَيــلَ جاحِـدِهِم
لأنَّهـــم مَعـــدِنُ الإنصـــافِ وَالكَــرَمِ
افنــوا أَعــادِيَهُم أَبقــوا أيـادِيَهُم
مــن حــلَّ نـادِيَهُم قَـد حَـلَّ فـي حَـرمِ
وَإِن أَتــاهُم قَــوِيٌّ مَــع ضــَعيف يَــدٍ
كانــا ســَواءً وَكَــم اغنـوا بِجـودِهِم
لا عَيــبَ فيهِــم سـِوى أَنَّ المُحِـبَّ لَهُـم
يَلقـى الهَنـا وَالغِنـى وَالفَوزُ بِالنِعَمِ
فَالمَـح بِعَينِـكَ ثُـمَّ اسـمَح بِهـا كَرَمـاً
فـي حُبِّهِـم مَـن يَـروم الوَصـلَ لَـم يَنَمِ
قـالَ العَـذولُ ثَنيـتَ العَـزم قُلـتُ نَعم
ثَنيــتُ عَزمــي عَــن مَيلــي لِغَيرِهِــم
وَحَيـــثُ زُرتُ حِمـــاهُم ذَلَّ قُلــتُ لَــهُ
ذُق إِنَّــك اليَــومَ ذو عِــزٍّ وَذو كَــرَمِ
حكَمـتَ بِالعَـدلِ ضـاءَ القَـولُ مِنـكَ فَيا
أَحمـى الـوَرى أَنـتَ عِنـدي مـن أخصـّهم
فَــاِعطِف شـُهِرتَ بِفِعـل العَفـوِ مُحتَكِمـاً
فـي العَطـفِ حُـزتَ مقـامَ القَلبِ من سُدُمِ
لأَنــتَ وَاللائِمُ التَعبــانُ فــي نَظَــري
كَالبـانِ في البَرِّ أَو في البَحرِ كَاللخمِ
لا تَلحنـــي فَـــدما عينَـــيَّ جارِيَــةٌ
قَــد رَخَّمـت دَمـعَ عبـد الحُـبِّ بِـالعَنَمِ
يَحكـي الهَـواءُ مَقـال العـذل في أُذني
فَـأَكفف حَمـاني الهَـوى عـن ذلِكَ النَغَم
يُحيـي الليـاليَ مـن يهـوى فقـالَ أنا
أُحيــي الأَسـى وأميـتُ القلـبَ بالسـّدمِ
عَســى بهيـم الـدجى أَضـناكَ قُلـتُ لَـه
أَشــكو البَهيـمَ الَّـذي يَسـعى لِغَيرِهِـم
تُــب لِلإِلــه وَطــب نَفســاً بِــأَنعمهم
وَالمـح فَفـي التَوبَـة اسـتِظهار فَضلِهِم
أَصــحابُ خيـر الـوَرى إِن تَـرجُ غَيرَهُـمُ
عــن خيرِهِــم فَقَــد اِستَسـمنتَ ذا وَرَمِ
أَحبــابُهُ وَالأَعــادي قَــطّ مـا أَتلفـا
هَيهـاتَ لَيـسَ الـبزاةُ الشـهبُ كـالرَخَمِ
مـن كـانَ مُختَرِعـاً جنـس البَـديعِ لَهُـم
فَـــذا مُحِــبٌّ رَعــى مَعنــى جَميلِهِــم
إِذا رَمـــاني زَمــاني فــي مَخــاوِفِه
أَيقَنـــتُ أَن أَمـــاني فــي مَــديحِهِم
مـا أَفخَـرُ الـدُرّ في أَبهى العقود عَلى
أَزهـى الغَـواني بـأَغلى منهُ في القِيمِ
فـي العَـزمِ وَالعَهـدِ وَالجَدوى وَفي شَرَفٍ
وَفــي القَرابَــةِ كــلٌّ ثــابتُ الرَحـمِ
لَهُـم مَنـازِل قِـف وَاِنشـد بِهـا لَـكِ يا
مَنــازِلَ الامــنِ مِــن تَعريــضِ مِثلهـم
نعــم المَقــام بِـوادٍ طـابَ مـن نِعَـمٍ
نعَــم بِهِــم وَبِمــا يُعطـونَ مِـن نعَـمِ
عَلــى الحَقيقَـةِ لَيـسَ القَـولُ يَمـدَحهُم
وَإِنَّمـــا القَـــولُ مَمــدوح بِــذِكرِهِم
مـا أَحسـَن المَـوتُ فـي حَـيٍّ بِـهِ نَزَلوا
مـا أَقبَـح المَـوتُ عِنـدي قَبـل وَصـلِهِم
القَلـــبُ مُشـــتَغِلٌ وَالــرَأسُ مُشــتَعِلٌ
شــيباً وَعيبــاً وَلــم أظفَـر بِرَبعِهـم
أَطــاعَني دَمــع عَينـي وَالمَنـام عَصـى
وَقــامَ عُـذري وَعـزم السـَعي لَـم يَقُـمِ
مـن جَـدَّ فـي السـَير شَدَّ السَير مُحتَزِماً
عَلــى مَطِــيٌّ دَعَتهــا العُــربُ لِلعَجَـمِ
بــادِر قُبَيــلَ تصـاريف العُميـر إِلـى
تِلــكَ العُريــب وَاضــرِب عَـن كُليبهِـم
فَـاجهَر بِحُبِّـكَ وَانهَـر فـي العَذول بِهِم
وَاســـهَر عَلَيــهِ وَلا تَغفَــل وَلا تَنــمِ
إن رامَ يَثنـي ضـُلوع الحُـبّ مِنـكَ فَقُـل
دَع عَنـكَ ذا كَيـف حالُ اللَحم في الوَضَمِ
إِن قـالَ أهلَكـتُ نُصـحي فـي هَـواك فَما
سـَمَحتَ قُـل مـا نَصـَحت ارجِـع عَنِ التُهَمِ
وَدَع لســانَيه مَــع وَجهَيـه فـي عَـذَلي
فَعــاذِلي وَالهَــوى كَالســَيفِ وَالجَلَـمِ
طـــالَت لَـــهُ قِصــَّةٌ فينــا مُعَقَّــدَة
قُــل كَالقَنــاة وَلكِــن عِنــدَ مُنهَـزِمِ
يَـوم اللقـا قُل لَهُ احصُد ما زَرَعت وَذُق
مــا قَــد كَنَـزت فَهَـذا مـوجب النِقَـمِ
يـا قَلـب ماذا التَمادي في الضَلالِ وَيا
نَفــس ارجِعـي فَـالتَواني جـالِبُ الأضـَمِ
رَجَعــتُ عَــن كُــلِّ مَــدح كُنـتُ أنظمـه
ســِوى مَديــح مَليــح الـذاتِ وَالشـِيَمِ
قَلَّــت مَــدائِحُ خَلــقِ اللَــهِ قاطِبَــةً
إلا مَــــدائِحُهُ جَلَّــــت بِكـــل فَـــمِ
فَمَــدحه كَيــفَ لا يَعلــو وَفيــهِ أَتـى
مَــدح الإلــه لَــهُ فـي نـون وَالقَلـمِ
وَفــاقَ فــي الخَلــقِ حَتّـى أَنَّ خـالِقَهُ
أَثنــى عَلَيــهِ مــن الإِعـزازِ بِـالعظَمِ
بَحـر الحَبـا محسـنٌ رحـب الحِمـى حَسـَنٌ
حـاوي المَحاسـِنَ حـامي الحـل وَالحـرمِ
فـي الفَضـلِ مُكتَمِـل فـي العَـدل مُشتَمِل
فــي البَــذلِ مُحتَمــل لِلخَلــقِ كُلِّهِـم
غَمــامُ كَفَّيــهِ كَــم عَمَّـت وَكَـم غَمَـرَت
مِـن غَيـرِ سـوءٍ عَلـى مـن بـاتَ في غُمَمِ
محمـــدٌّ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
عَشــرَةٌ فَخرهــم مــن عِشــرَةِ الكَــرَمِ
مُحمَّـــدٌ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
قَـــدِّم بِــذِكرِ أَبــي بَكــر عَــتيقهم
مُحمَّـــدٌ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
فَــاِثني عَلــى عُمــر الثـاني لعـدّهِم
مُحمَّـــدٌ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
أَكــرِم بِثــالِثِهِم عُثمــانَ ذي النِعَـمِ
مُحمَّـــدٌ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
فَاِشـــكُر لِرابِعِـــم عَـــدّا عَلَيِّهِـــم
مُحمَّـــدٌ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
فَطَلحَـــة خـــامِسٌ إيفـــاء نِصـــفهم
مُحمَّـــدٌ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
فَســادِس القَــومِ عَــدا فــي زَبيرِهـم
مُحمَّـــدٌ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
فَســابِع القَــوم عَــدّاً عنــدَ سـَعدِهِم
مُحمَّـــدٌ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
فَثــامِنُ القَــومِ عــدا فــي سـَعيدِهم
مُحمَّـــدٌ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
فَتاسـِعُ القَـومِ عَـدّا فـي اِبـنِ عَـوفهم
مُحمَّـــدٌ بَـــدر تِـــمٍّ فــي كَــواكِبِهِ
فَعـــامِرٌ عاشـــِرٌ وافـــى بِخَتمِهِـــم
بَـــدرٌ ســـِوى أنــهُ بَحــرٌ لِطــالِبه
لَيـــثٌ ســـِوى أنَّــهُ غيــثٌ لمُغتَنِــمِ
يَـروي النَـدى عَـن سـُيولِ الحي عَن ديم
فاضـَت عَـن البَحـرِ عـن كَفَّيهِ في الكَرَمِ
فَاِشــكُرهُ وَاذكُـرهُ فـي سـِرٍّ وَفـي عَلَـنِ
وَاحمَــدهُ وَاِمــدَحه فـي نَـثرٍ وَمُنتَظـمِ
أسـنى مُلـوك الـوَرى فـي بـابِ حَضـرَتِهِ
يَغــض طَرفــاً وَيَحكــي أَصــغَر الخـدمِ
مَلابِــسَ الجــودِ بِالتَفصـيلِ منـهُ لِمـن
عَــرى مِــن الضـعفِ وَالأَيتـامِ وَالحَـرَمِ
فـي الفَضـلِ يُتبَـع فَضـلَ العِلمِ فَضل يَد
لِلطــالِبينَ فَيَغنــى مــن يَــد وَفــمِ
لَـو لَـم يَكُـن جـوده بَحـراً لمـا شَمِلت
يَــداهُ لِلخَلـقِ فـي الوجـدانِ وَالعَـدَمِ
إِن قـامَ أَو قـالَ فـي خَطـبٍ وَفـي خطَـبٍ
حَمـى الحِمـى وَرَمـى فـي اللُسنِ بِالبكمِ
ثَبــت الجنــان وَقَــد فـاقَت مَحاسـِنهُ
عَلــى الجِنـانِ الَّـتي تَعلـو عَلـى إِرمِ
ســَل الكَتــائِب عَــن أَحــوالِ سـيرَتِهِ
تَلــقَ العَجــائِبَ وَاكشــِف نَـصَّ كُتبِهِـم
كُــل الحُــروف لِخَيــر الخَلـقِ ناطِقَـة
فَضــلاً وَمــا خَــط يَومـاً قَـط بِـالقَلَمِ
زيـــنٌ تَقِـــيٌّ نَقِـــيٌّ بَيِّـــنٌ شـــَفِقٌ
يُجيـــزُ يغنـــي بـــثَّ فـــي شـــِيَمِ
عَـــدُوُّهُ مهمـــلٌ عـــارٍ وَصــارَ لَــهُ
عـــارٌ وَلاحَ لَــهُ حــالٌ مَــعَ العَــدَمِ
دَواء دائي وُرودي دارَه وَإِذا
وَردتُ زُرت وُروداً ذَلَّ ذا وَرَمِ
ذو الفَضـلِ وَالفَضـل فـي حُكـم وَفي حِكَمٍ
كَــم هَــمَّ وَهـو وَفِـيُّ الفِعـل بِـالهِمَمِ
مُكَــــرَّمٌ جــــارُهُ دُنيـــا وَآخِـــرَةً
مُنَـــزَّهٌ لَفظُـــهُ عَــن لا وَلَــن وَلــمِ
مُهَــذَّبٌ يَــألَفُ التَــأديبَ حَيــثُ بَـدا
حَتّــى غَــدا كَنــز عِلـمٍ لِلهُـدى عَلَـمِ
ميلادُهُ مَكَّــــةُ الحســــنا وَتُربَتُـــهُ
بِطيبَــةٍ فَهـوَ فـي الحـالَينِ فـي حَـرَمِ
وَعِنــدَهُ العُمــران امــدحهما كَرمــاً
هَــذا وَذا القَمــران أعجَــب لِنـورِهِم
بَــرٌّ بِنــا بَحــرُ فَضـلٍ يـا لَـهُ عَجَـبٌ
فَــردٌ هُــوَ الـبر وَهـو البَحـر للأُمـمِ
ســـُبحانَ خـــالِقَه ســـُبحان مُنشــِئه
حــازَ المَحاســِنَ فـي عُـرب وَفـي عجـمِ
خَيـــرُ البَرِيَّـــة مَعنـــاهُ وصــورَتُهُ
شــَيئانِ ســيّانِ فــي فَخـرٍ وَفـي عِظَـمِ
مُحَمَّـــدٌ فــي نَعيــم شــامِلِ النِعَــمِ
مُؤَيَّــدةٌ مــن كَريــمٍ كامِــلِ الكَــرَمِ
يـا أَكـرَم الرُسـل يـا خَير الأَنامِ وَيا
مَـن خـصَّ بِالسـَعدِ مـن مَـولاهُ في القِدَمِ
أنــتَ المُــرادُ فَمـا سـُعدى وَجيرتَهـا
وَمــا ســُعاد وَمــا عُــربٌ بِـذي سـَلَمِ
وَمــا حَــوى أَحــدٌ مــدحاً وَفـاقَ بـهِ
إِلا وَمــدحك أَزكــى مِنــهُ فـي القِيَـمِ
وَحَيـثُ قيـلَ لِموسـى اخلَـع وَقِـف أَدبـا
ســُئِلتَ شــَرِّف وَدُس بِالنِعــل وَالقَــدمِ
مُرادنـــا لِبِســـاط النــورِ تكرمــةٌ
بِتُـربِ نَعليـكَ يـا اِبـنَ البَيتِ وَالحرمِ
مُوســى وَعيســى وَكُـل الرُسـل أَجمعهـم
فـي ديـنِ خيـرِ البَرايـا نسـخُ دينهـم
فَـــدينُهُ الجِنــسُ لِلأَديــانِ أَجمَعهــا
وَالكُــل أَنــواعُه فــي ســائِر الأُمـمِ
كُــلّ بالاِســم يُنــادى وَالحَــبيب لَـهُ
يُقــــــال بِـــــالرَفعِ وَالعِظَـــــمِ
وَالأَنبيـــاء جَميعـــاً مَــع جَلالَتِهِــم
يَقـومُ فيهِـم مَقـام البُـرءِ فـي السَقَمِ
مكــرَّم الــذاتِ فـي يـومي نـدىً وَردىً
بِحَــوزِهِ الجــابِرين النصــر وَالكَـرمِ
مــا أَطيَـب العَيـش فـي آثـارِ حضـرَتِهِ
لِطــالب الغــامِرَينِ البحــرِ وَالـدِيَمِ
لَهُــم أَيــاد وَلكــن فَضــل خــاتِمِهم
قَــد فــاقَهُم وَهــو عنــوانٌ لِختمهِـم
يــا مَــن يُؤَمِّــلُ أَن يَحظـى بِـوارِثِهِم
فَضـــلاً وَفَضــلاً فَيمِّــم ناصــر الأُمَــمِ
هَــذا ســَمِيُّ رَســولِ اللَــهِ مالِكُنــا
بعهــدة الخــادِمَين الســيفِ وَالقَلَـمِ
تَمكينُــهُ فــي مَعــالي المُلـك متفـق
بِطاعَــة الفئتَيــن العــربِ وَالعَجــمِ
أَســنى المُلـوكِ إِمـامُ الكُـلِّ أَحمـدُهُم
الناصـِرُ ابـنُ المَليـكِ الأَشـرفِ العَلَـمِ
فـي العلمِ وَالحُكم قَد فاقا وَالابنُ زَكا
فَهمـاً وَكُـلّ سـما فـي الفَضـلِ وَالنِعَـمِ
وَزادَهُ بســـطَةً مَـــولاهُ فـــاقَ بِهــا
فـي العِلـمِ وَالجِسـمِ وَالاحكـامِ وَالحكمِ
الصــَفحُ وَالفَتــحُ منـهُ لِلجنـاة فَلـم
تَـرى الـوَرى مثل هذا الحُلم في الحُلُمِ
قَـــوِّم بِــأَلفِ مَليــكٍ عَــدل قــامَته
وَاِحســِب سـِواه بِربـع الشـَخص أَو فَنَـمِ
يَنهـي عَـن المُنكـر الفـاني وَيَأمُرُنـا
بِمَـدح مَـن هُـوَ خيـرُ خَلـقِ اللَـهِ كُلِّهم
بِأحمــد الرُسـلِ أضـحى أحمـدُ الخلفـا
فــي عَصــرِ نصــر وَقَصـر غيـر مُنهَـدِم
يــا رَبَّنـا اجعَلـهُ فـي خَيـرٍ وَعافِيَـة
وَانصــُرهُ نَصــراً عَزيـزاً غيـرَ مُنصـَرِم
هَــذا بَــديعُ البَـديعِ المـح محاسـِنهُ
وَفــي مَديــح الشـَفيع اذكـره تَغتَنِـم
أَبيـــاتُهُ الغُــرّ لِلراجيــن حافِظــةٌ
جَمعـــاً ثَلاثُ مئيـــنٍ عِنـــدَ عَـــدِّهِم
فـي لَيلَـة النِصـفِ مـن شَعبان قَد نجزت
فــي عــام سـَبعٍ وَأثمَـن مـن مَئينهـم
تَكـــونُ لِلــبردة الحَســناءِ حاشــِيَةً
تكُــف عَنهــا الأَذى مِــن كَــفِّ مجتَـرِمِ
يَــرومُ يَســتُرُ عَيـنَ الشـَمسِ مِـن حَسـَدٍ
بِكَفِّـــهِ وَهــو اعمــى بَيِّــنُ الصــَمَمِ
فَــاللَهُ يَرضــى عَــن الأَصــحابِ كلّهـم
رغمــا لأَنــف الأَبــيِّ المظهـر الشـَمَمِ
ذو المَيــن لَيــسَ لَــهُ قَـولٌ وَلا عَمـل
وَلَــو حَـوى السـَبق فـي نَـثرٍ وَمُنتَظـم
عِنـدَ العَزيـزِ غَـداً فـي الحَشـر ذِلَّتُـهُ
لانَّــهُ بــاءَ فــي الــدُنيا بِرَفضــِهِم
فَــاللَهُ يَكفــي البِلا دنيــا وَآخِــرَةً
فـي الـدينِ وَالنَفـسِ وَالأَهليـن وَالنعمِ
يــا رَبِّ عَبـدٌ عَلـى الأبـوابِ مـدَّ يَـداً
بذلّـــة وَانكِســـارٍ وَهـــو ذو أَلَــمِ
أَرجـــو رِضـــاكَ بِــدُنيائي وَآخِرَتــي
مَــعَ الشــَفاعَة لـي مـن فَضـل مُحـترمِ
أَدمَجــتُ شـَكوايَ فـي مَـدحي لَـهُ لِيَـرى
فــي حــالِ مُحتَســِبٍ بِــاللَهِ مُعتَصــم
كَتَمـتُ فـي النَفـس حاجـاتي وَفيـهِ غِنى
بِعِلمِــه عَــن بَيــاني عِنــدها بِفَمـي
أَضـــمَرتُ حـــالي وَآمـــالي مُحَقَّقَــةٌ
بــأَنَّ مــا لـي سـِوى المَبعـوث لِلأُمَـمِ
لَعَــلَّ أَنجــو بِمـا أَرجـو وَيَشـفَع لـي
فــي مَوقِــف بِجَميــع الخَلــقِ مُزدَحِـم
كُــــلٌّ يُراقِـــب كُلاً لا مَفَـــرَّ وَهُـــم
مـــا بَيــنَ مُضــطَربٍ فيــهِ وَمُضــطَرمِ
لَيــتَ المُفـرط لَـم يُخلـق فَمـا حَصـلت
يَــداهُ قَــطُّ عَلــى شـَيءٍ سـِوى النَـدَمِ
يـا سـَيِّدي يـا رَسـول اللَـهِ مـا ظَمَئي
وَقــد وَقَفـت بِشـاطي البَحـر مـن أمَـمِ
فَــاِنظُر لِعَبــدٍ شــَكَت أَعضـاؤُه أَلَمـاً
لَمّــا أَتاهــا نَـذيرُ الشـَيبِ وَالهَـرمِ
أتــاكَ بِــالجَوهَرِ المَكنـونِ مـن صـَدَفٍ
مَــدحاً يُقــدمه مــن أَطيــب الكَلــمِ
فــإِن قبلــتُ فَيـا فَـوزي وَيـا شـَرَفي
وَإِن رُدِدتُ بِهـــا يــا زَلَّــةَ القَــدَمِ
حاشـاك حاشـاك يـا خيـرَ البَرِيَّـةِ مـن
رَدّي وإِن كُنـــت ذا ذَنـــبٍ وَذا جُــرمِ
فَجـــازِني بِأَمـــاني فَهــو جــائِزَتي
يــا ســَيِّداً يَــألف الإيفـاء بِالـذِّممِ
ذَكَرتَنــي زِدتَنــي يــا ســَيِّدي شـَرَفاً
وَجُــدتَ لــي بِيَـدٍ بَيضـاءَ فـي الحُلُـمِ
لــيَ البِشـارَةُ يـا سـَعدي وَيـا فَرَحـي
وَيــا هَنـائي وَيـا فَـوزي وَيـا نعمـي
نَعـم أَنـا المُسـرف الجـاني وَلـي أَملٌ
بِعتــقِ شــيبَتي الغَـبراء فـي اللِمَـمِ
لأَنَّنـــي خـــادِمُ الآثـــارِ مُرتَجِيـــاً
بِخِـــدمَتي رحمــة المَخــدومِ لِلخَــدَمِ
أَبـــرّ أجمــل مــن يَبــدو بطلعَتِــهِ
أَغــرُّ أَكمــلُ مــن يعــدو عَلـى قَـدَمِ
مَــن كـانَ مَـولاهُ فـي القُـرآنِ مـادِحُهُ
فَلَيــتَ شـعري وَمـا شـعري وَمـا حِكَمـي
كُــلّ المَــدائِحِ وَالمُــدّاح فــي قِصـَرٍ
وَلَــو أَطــالوا لمــالو نحـو عَجزِهـم
يَفنـى المَديـحُ وَيَبقـى البَـدرُ في شرفٍ
عَلـى مَـدى الـدَهر فـي عـزٍّ وَفـي عِظَـمِ
صـــَلّى وَســَلَّم رَبّــي دائِمــاً أَبــداً
عَلَيــهِ فــي مُبتــدا مَـدحي وَمختَتمـي
شعبان بن محمد بن داود الموصلي، المعروف بالآثاري: أديب، له شعر كثير، فيه هجو ومجون. ولد بالموصل وتنقل في البلدان، وتلقب بالآثاري لاقامته في اماكن الآثار النبوية، مدة واستقر في القاهرة، وبها وفاته. له أكثر من ثلاثين كتاباً في الأدب والنحو، منها (لسان العرب في علوم الأدب) و (ألفية) في النحو، سماها (كفاية الغلام) و (أرجوزة) في النحو أيضاً، سماها (الحلاوة السكرية - خ) و (شرح ألفية ابن مالك) ثلاثة أجزاء، لم يتمه، وديوان شعر. (عن الأعلام للزركلي) (1)(1) وترجم له ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة وفيات سنة 828 قال:انظر بقية كلام الحافظ ابن حجر وفيه بعدما ذكر أخبار تناقضه في هجاء من يمدحهم: (ومدحني بقصيدة تائية مطولة ولا أشك أنه هجاني كغيري، وقال وخلف تركة جيدة قيل بلغت ما قيمته خمسة آلاف دينار مع أنه كان مقتراً على نفسه فاستولى عليها شخص ادعى أنه أخوه وأعانه على ذلك بعض أهل الدولة وتقاسما المال)قال السخاوي: ورأيت من أرخ مولده سنة تسع وخمسين (759) وسمى ألفيته في النحو "كفاية الغلام في إعراب الكلام" قرظها له البلقيني وعمل أرجوزة في النحو أيضاً سماها الحلاوة السكرية وأخرى سماها عنان العربية وأخرى في العروض سماها الوجه الجميل في علم الخليل وأخرى في علم الكتابة ولسان العرب في علوم الأدب وديوان في النبويات سماه المنهل العذب وكتاباً سماه الرد على من تجاوز الحد وشرح الألفية في ثلاث مجلدات؛ ولكنه لم يكمل. قال ابن قاضي شهبة: وكان ممن يتقي لسانه ويخاف شره؛ وهو عند ابن فهد في ذيله لتاريخ مكة، وقال المقريزي في عقوده انه لم يكن مرضي الطريقة ولا رضي الاخلاق يرميه معارفه بقبائح عفا الله عنه وإيانا.