
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَفــى حَزَنــاً أَنَّ الـدِيارَ قَصـِيَّةٌ
فَلا زَورَ إِلّا أَن يَكـــونَ خَيـــالا
وَلا الرُســلُ إِلّا لِلرِيــاحِ عَشــِيَّةً
تَكُــرُّ جَنوبــاً بَينَنــا وَشـَمالا
فَأَسـتَودِعُ الريـحَ الشـَمالَ تَحِيَّـةً
وَأَستَنشـِقُ الريـحَ الجَنـوبَ سُؤالا
وَحَسـبِيَ شـَجواً أَنَّ لـي فيكَ أَضلُعاً
حِــراراً وَأَردانـاً عَلَيـكَ خِضـالا
وَطَرفـاً قَريحاً صامَ فيكَ عَنِ الكَرى
وَلا فِطــــرَ إِلّا أَن تَلـــوحَ هِلالا
وَمـا الـدَهرُ إِلّا صـَفحَةٌ بِـكَ طَلقَةٌ
لَثَمـتُ بِـهِ مِـن قَبـلِ وَصـلِكَ خالا
فَمـا أَنسَهُ لا أَنسَ لَيلاً عَلى الحِمى
وَقَــد رَقَّ وَضــّاحاً وَراقَ جَمــالا
وَزارَ بِـهِ نَجـمُ السُهى قَمَرَ الدُجى
وَباتـا بِحـالِ الفَرقَـدَينِ وِصـالا
إِذا ماهَـدانا فيـهِ بـارِقُ مَبسـِمٍ
أَجَــنُّ دُجــىً فَــرعٌ فَخِـرتُ ضـَلالا
وَلــي نَظَــرٌ يَرتَـدُّ فيـكَ صـَبابَةً
وَقَـد فـاضَ ماءُ الشَوقِ فيهِ فَجالا
فَجـادَ الحِمى غادٍ مِنَ المُزنِ رائِحٌ
تَهــاداهُ أَعنــاقُ الرِيـاحِ كَلالا
وَسـارِيَةٍ دَهمـاءَ حـارَ بِها الدُجى
فَشـَبَّ بِهـا البَـرقُ المُنيرُ ذُبالا
فَلِلَّـهِ مـا أَشـجى الحَمامَـةَ غُدوَةً
هُنــاكَ وَمــا أَنـدى الأَراكَ ظِلالا
وَقَد جاذَبَت ريحُ الصَبا غُصنَ النَقا
فَمـادَ عَلـى رِدفِ الكَـثيبِ وَمـالا
وَأَيقَـظَ بَـردُ الصـُبحِ جَفـنَ عَرارِهِ
تَرَقـرَقَ دَمـعُ الطَـلِّ فيـهِ فَسـالا
إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي. شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة. وهو من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس. لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله. قال الحجاري في كتابه (المسهب): (هو اليوم شاعر هذه الجزيرة، لا أعرف فيها شرقاً ولا غرباً نظيره)