
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الآنَ سـَحَّ غَمـامُ النَصـرِ فَـاِنهَمَلا
وَقـامَ صـَغوُ عَمودِ الدينِ فَاِعتَدَلا
وَلاحَ لِلسـَعدِ نَجـمٌ قَـد خَـوى فَهَوى
وَكَـرَّ لِلنَصـرِ عَصـرٌ قَـد مَضى فَخَلا
وَبـاتَ يَطلُـعُ نَقـعُ الجَيشِ مُعتَكِراً
بِحَيـثُ يَطلُـعُ وَجـهُ الفَتحِ مُقتَبِلا
مِـن عَسـكَرٍ رَجَفَـت أَرضُ العَـدوُّ بِهِ
حَتّــى كَـأَنَّ بِهـا مِـن وَطئِهِ وَهَلا
مـابَينَ ريـحِ طِـرادٍ سـُمِّيَت فَرَسـاً
جَـوراً وَلَيـثِ شـَرىً يَـدعونَهُ بَطَلا
مِـن أَدهَـمٍ أَخضـَرِ الجِلبابِ تَحسِبُهُ
قَـدِ اِستَعارَ رِداءَ اللَيلِ وَاِشتَمَلا
وَأَشــهَبٍ ناصـِعِ القِرطـاسِ مُؤتَلِـقٍ
كَأَنَّمـا خـاضَ ماءَ الصُبحِ فَاِغتَسَلا
تَـرى بِـهِ ماءَ نَصلِ السَيفِ مُنسَكِباً
يَجـري وَجـاحِمَ نارِ البَأسِ مُشتَعِلا
فَغـادَرَ الطَعـنُ أَجفانَ الجِراحِ بِهِ
رَمـدى وَصـَيَّرَ أَطـرافَ القَنا فُتُلا
وَأَشـرَقَ الـدَمُ في خَدِّ الثَرى خَجَلاً
وَأَظلَمَ النَقعُ في جَفنِ الوَغى كَحَلا
وَأَقشـَعَ الكُفـرُ قَسـراً عَن بَلَنسِيَةٍ
فَاِنجـابَ عَنهـا حِجابٌ كانَ مُنسَدِلا
وَطَهَّـرَ السـَيفُ مِنهـا بَلـدَةً جُنُباً
لَم يَجزِها غَيرَ ماءِ السَيفِ مُغتَسَلا
كَــأَنَّني بِعُلــوجِ الـرومِ سـادِرَةً
وَقَـد تَضَعضـَعَ رُكنُ الكُفرِ فَاِستَفَلا
تَظَــلُّ تَـدرَأُ بِالإِسـلامِ عَـن دَمِهـا
وَهَبَّـةُ السـَيفِ مِنها تَسبِقُ العَذَلا
فـي مَوقِـفٍ يَـذهَلُ الخِلُّ الصَفِيُّ بِهِ
عَنِ الخَليلِ وَيَنسى العاشِقُ الغَزَلا
تَرى بَني الأَصفَرِ البيضَ الوُجوهِ بِهِ
قَد راعَها السَيفُ فَاِصفَرَّت بِهِ وَجَلا
فَكَـم هُنالِـكَ مِـن ضـَرغامَةٍ سـَفَرَت
سـُمرُ العَـوالي إِلى أَحشائِهِ رُسَلا
يُـرى عَلـى جَمـرَةِ المِرّيخِ مُلتَهِباً
تَحـتَ القَتـامِ وَيَعلـو هِمَّـةً زُحَلا
قَـد كَـرَّ فـي لَأمَـةٍ حَصداءَ تَحسِبُها
بَحــراً يُلاطِـمُ مِـن أَعطـافِهِ جَبَلا
وَلِلقَنـا أَعيُـنٌ قَـد حَـدَّقَت حَنَقـاً
وَلِلظُـبى أَلسـُنٌ قَـد أَفصـَحَت جَدَلا
فَزاحَـمَ النَقـعَ حَتّـى شـَقَّ بُردَتَـهُ
وَناطَـحَ المَـوتَ حَتّـى خَـرَّ مُنجَدِلا
مُوَسـِّداً فَـوقَ نَصـلِ السـَيفِ تَحسِبُهُ
مُسـتَلقِياً فَـوقَ شـاطي جَدوَلٍ ثَمِلا
فَكَــم مُمَزَّقَـةٍ مِـن جَيبِهـا طَرَبـاً
قَـد مَزَّقَـت بَعـدَهُ مِن جَيبِها ثَكَلا
وَرَقـرَقَ الـدَمعَ فـي أَجفانِها رَشَأٌ
تَرَقـرَقَ السـِحرُ فـي أَجفانِهِ كَحَلا
قَـد بَلَّلَـت نَحـرَهُ بِالـدَمعِ جارِيَةٌ
بِكـرٌ تُمَسـِّحُ مِـن أَعطـافِهِ الكَسَلا
تَغُـــصُّ عِقـــدَ لَآليــهِ وَأَدمُعُــهُ
فــي نَحـرِهِ فَتَـراهُ حالِيـاً عُطُلا
إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي. شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة. وهو من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس. لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله. قال الحجاري في كتابه (المسهب): (هو اليوم شاعر هذه الجزيرة، لا أعرف فيها شرقاً ولا غرباً نظيره)