
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـن يـا تـرى أَشكو بِمَدمَعيَ الهملِ
وَمـا لـيَ فـي لُبنـانَ مـن مخلِصٍ خِلِّ
لَقَـد كـانَ لـي فَضـلٌ عَلـى كُلِّ صاحِبٍ
فَـأَنكر صـحبي كـلَّ ما كان من فَضلي
أَأَشـكو إِلـى القـانون غَدرَ مَعاشِري
وَقـد أَصـبَحَ القـانونُ يوطِأ بِالرِجلِ
غـداةَ طَلَبـتُ النـورَ أَنكَرَني الملا
وَلَمّـا اِدَّرعـتُ الصـِدقَ أَنكَرَني أَهلي
تمـــرَّدَ فَـــردٌ مـــن بِلاديَ مــرَّةً
وَصــَوَّبَ نَحـوي نبلَـتين مـن العـذلِ
لِأَنّــي لا أَمشــي عَلــى نَهـجِ جاهِـلٍ
يَسـيرُ شـَموخَ الأَنـفِ في ظُلمَةِ الجَهلِ
وَلَـو كـانَ ذا عَقـلٍ يُقـارِنُه الوَفا
لمـا حكَّـم الجَهـلَ المُغـرّر بِالعَقلِ
وَلكِــن تَعــامى عَــن هــداهُ لِأَنَّـهُ
أُصـيبَ مـن الـدُنيا بمـسٍّ من الخَبلِ
رَأَيــتُ فَتــاةً أَمـسِ يَربطنـي بِهـا
غَـرامٌ نَمـا في الصَدر مجتَمِع الشَملِ
لَهـا فـي لماهـا العذبِ بَسمَةُ طاهِرٍ
تُنيرُ دُجى الظَلماءِ من شِعرِها الجَثلِ
فَقُلـتُ لهـا إِنّـي عَلـى الـوُدِّ قائِمٌ
وَلكِـن بُعـادي سَوف يُخني عَلى الوَصلِ
فَــإِنّي ســَأَنأى عَـن بِلادي مُسـافِراً
فَلَسـتُ أَطيقُ الظُلمَ في البَلَدِ المحلِ
رَأَيـتُ هنـا رَهطـاً من الناسِ آثَروا
يـدَ الظُلـمِ أَن تَعلو وَتفتك بِالعَدلِ
رَأَيتَهُــم وَالقَيــدُ حَــول رِقـابِهِم
وَأَيــديهِم مَشـدودَة الرَبـطِ بِالغُـلِّ
يَقــودُهم مِـن سـافِل الخَلـقِ زُمـرَة
تُحــاوِل نَفـثَ السـَمِّ فيهِـم كَالصـَلِّ
تَبــثُّ مـن الأَغـراضِ فيهِـم مبـادئاً
أَشــدَّ بِجِســم الإِجتِمـاعِ مـن السـلِّ
تُريـدُهُم عُميـاً عَـن النـورِ وَالدُجى
يُخَيّشـمُ فَـوقَ الحَـقِّ سـَدلاً عَلـى سَدلِ
وَتَهـزَأُ بِالشـَخصِ الَّـذي لَم يُصخ لَها
وَلكِـن سـَوادُ الهَدبِ أَبقى مِن الكَحلِ
فَقـالَت كُـن الحَق المُحَرَّرَ في الوَرى
وَدع حَشـَراتِ الأَرضِ تَزحـفُ فـي الوَحلِ
فَمـا أَنـتَ مِمَّـن يُثبـطُ الهَـمُّ سَعيَهُ
وَثــابِر عَلـى كَشـفِ الظَلامِ بِلا مَطـلِ
وُجـودُك فـي الـدُنيا لِتَخـدمَ مبدءاً
فَلا تَبنِـهِ إِن كُنـتَ شَهماً عَلى الرَملِ
وَأَمـلِ تَعـاليمَ الحَيـاةِ عَلى المَلا
فَـإِنَّ يَـدَ الأَجيـالِ تَكتُـبُ مـا تَملي
وَلا تَسـتَرقَّ النَفـسَ مـن أَجـل بَغيَـةٍ
وَدس حَشــراتِ المُســتَبِدّينَ بِالنَعـلِ
فَمَـن يَسـتبح هضـمَ الحُقـوقِ لِغايَـةٍ
فَــذلِكَ أَولــى بِالحَقـارَةِ وَالـرَذلِ
وَأَسـد مَـع الأَحـرارِ أُغنيَّـةَ العَلـى
فَمـا الحُـرُّ إِلّا بُلبُلُ المَجدِ وَالنُبلِ
وَمـا الحـرُّ إِلّا ذلِـكَ العامِـلُ الَّذي
تَمَشـّى عَلـى هـامِ العبـودَةِ وَالـذُلِّ
هـو الحُـرُّ رَمـزُ الحَـقِّ رَمـزُ فَضيلَةٍ
تَسـيرُ مَع الأَجيالِ في الشَرَفِ المُعلي
أَذابَ عَلــى جَمــرِ الحَيـاةِ دِمـاغَه
وَصــيَّرَه زيتــاً ينّـور فـي السـبلِ
تَقـولُ ابنـةُ الأَجيـالِ وَهيـض مطلَّـةٌ
مـن الهَيكَلِ الأَسمى عَلى عالَمِ النَسلِ
تُـرى مَـن رَأى قَبلـي الوجودَ مهدّماً
وَمـن ذا رَأى الأَحـرارَ بانِيَـةً قَبلي
هنــا سـَكَنت تِلـكَ الفَتـاةُ وحـدَّقَت
إِلـى المَلا الأَعلـى بِأَعيُنِهـا النُجلِ
وَمـن ثَغرِهـا نـورُ المسـاواةِ مشرقٌ
يفسـِّر أَنَّ الملـك فـي خلقِـهِ مثلـي
وَحريَّــة قَــد أَشـرَقَت مـن جَبينِهـا
وَرَمــزُ إِخـاءٍ وَالسـَلامُ علـى الكُـلِّ
إلياس أبو شبكة.مترجم يحسن الفرنسية، كثير النظم بالعربية. لبناني، اشترك في تحرير بعض الجرائد ببيروت. ونقل إلى العربية (تاريخ نابليون - ط)، وقصصاً من مسرحيات (موليير) ونشر مجموعات من نظمه.