
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَكَـت وَهـيَ صـَرعى مِـن هُمومٍ تَحيقُها
كَبائِسـَةٍ فـي النـاسِ ضـاعَت حُقوقُها
وَصــارَت تَـوالي بِالشـَهيقِ أَنينَهـا
فَأَســمعني لحــنَ الحَيـاةِ شـَهيقُها
وَأَلقَـت عَلـى صَدري مِن الحُزنِ رَأسها
غَريبَــةُ دارٍ قَــد نَآهــا صـَديقُها
وَأَدمعُهــا كــانَت رَحيقــاً مـذوَّباً
فَأَكســرَ قَلـبي المُسـتَهامَ رَحيقُهـا
وَلمّـا اِسـتَتَبَّ النَومُ في غُلبِ عَينِها
وَنـامَ كَمـا نـامَ الجَريـحُ خفوقُهـا
ســكتُّ فَلَــم أَلهَــث حـذار تَنهـدّي
يَمُــرُّ عَلــى أَجفانِهــا فَيفيقُهــا
وَكــانَ ظَلامُ اللَيــلِ يرخـي سـدولَه
وَأَنجُمــهُ يــذوي النُفـوسَ بَريقُهـا
كَـأَنَّ شـُعاعَ الزُهـر في شاسِعِ الفَضا
سـِهامٌ عَلـى قَلـبِ الوُجـودِ مروقُهـا
فَقُلـتُ وَفـي صـَدري مِـن الدَمعِ بركَةٌ
تحمَّــلَ أَقــذار الحَيــاةِ عَميقُهـا
إِذا كـانَتِ الظَلمـاءُ فينـا مُنيـرَةً
فَــأَحرى بِهــا أَلّا يَــزولَ غسـوقُها
أَحَـقُّ بِنـا الظَلمـاءُ مـن كُـلِّ وجهَةٍ
فَفينــا وُجــوهٌ يُســتَبَدُّ صــَفيقُها
وَفينـا حَـزازاتٌ إِلـى البَغي تَنتَمي
وَفينـا شـفاهٌ من طِلى الحِقدِ ريقُها
نَظَـرتُ إِلـى مَـن خـدَّدَ الـدَمعُ خدَّها
فَــأَلفَيتُ شَمســاً لا يَغيـبُ شـُروقُها
كَــأَنَّ نثـارَ الـدَمعِ تـبرٌ بِعَينِهـا
يــذوِّبهُ فَــوق العَقيــقِ مريقُهــا
فَقُلـتُ عَزيـزٌ يا بَني الشَرق أَن نَرى
الفَضـيلَةَ يَمشـي في المَكاسِدِ سوقُها
تَهيــم وَلا تَــدري طَريــقَ نَجاتِهـا
كَــأَنَّ ضــلالَ العــالَمينَ طَريقُهــا
هيَ الزهرةُ البَيضاءُ في عوسَجِ الوَرى
يحــفّ بِهـا شـوكُ الخَنـا وَيُحيقُهـا
وَقَــد عَصــَفَت ريـحٌ عَلَيهـا شـَديدَةٌ
فَنَثَّرهــا مِثــل الــدُموعِ خريقُهـا
هـيَ النِجمَةُ الزَهراءُ في حَدَقِ الدُجى
يُســامِرُها بَــدرُ العَفـافِ شـَقيقُها
وَلكِــنَّ غيــمَ الجَهـلِ لاصـِقَ نورَهـا
فَحَجَّبَهــا عــن كُــلِّ عيـنٍ لَصـيقُها
هــيَ اِبنَــةُ آمـالي وَلكِـن سـَجينَةٌ
تناسـى هَواهـا الكُـلُّ حَتّـى عَشيقُها
يَشــوق فُــؤادي أَن يَراهـا طَليقَـةً
وَلكـن قُيـودُ الظُلـمِ لَيـس يشـوقُها
غَفَــت مِلـءَ عَينَيهـا وَلكِـنَّ روحَهـا
تَــرَدَّدَ فـي صـَدرِ الحَيـاةِ زُهوقُهـا
كَــأَنَّ الَّـذي أَخنـى عَلَيهـا بِجـورِه
إِلــى هـوَّةِ الإِعـدامِ جـاءَ يَسـوقُها
أَشــاحَ خَيـالُ الحُـبِّ عَنهـا بِـوَجهِهِ
وَأَعـرَضَ عَنهـا فـي الحَيـاةِ رَفيقُها
فَمــا وَجَــدَت إِلا المَـدامِعَ مُؤنِسـاً
لــذلِكَ فــي كـلِّ الظُـروفِ تُريقُهـا
إلياس أبو شبكة.مترجم يحسن الفرنسية، كثير النظم بالعربية. لبناني، اشترك في تحرير بعض الجرائد ببيروت. ونقل إلى العربية (تاريخ نابليون - ط)، وقصصاً من مسرحيات (موليير) ونشر مجموعات من نظمه.