
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـم سـَهِرتُ الساعاتِ في الظلماءِ
أَرصـدُ النُجـمَ فـي فَسيحِ الفَضاءِ
وَزَفيــرُ الفُـؤادِ يَعلـو تباعـاً
فَتـــوافيهِ مُقلَــتي بِالبُكــاءِ
شــاعِر الحُــبِّ قيـل عَنِّـيَ قبلاً
لكِــن اليَــومَ شـاعِرُ البُؤَسـاءِ
بِســمَ المــرجُ لِلرَّبيــعِ وَجَفَّـت
أَدمُـعُ الغَيـثِ فـي عُيونِ الشِتاءِ
وَتعــالى عَــرفُ الأَزاهــرِ لَمّـا
اِنفَرَجَــت عَـن مَباسـِمِ العَـذراءِ
قـرب ذاكَ الغَديرِ في المَرجِ طيفٌ
شــاحِبُ الــوَجهِ بـارِزُ الأَعضـاءِ
نَسـجَ الجـوعُ فَـوقَ عَينَيـهِ سَتراً
لا نَــراهُ فــي أَعيُــنِ الأَحيـاءِ
يَتَخَطّـــى إِلــى الأَمــامِ قَليلاً
ثُــمَّ يَعــدو بِســُرعَةٍ لِلــوَراء
فَكَــأَنَّ الحِمــامَ يَبحَــث عَنــهُ
وَهـوَ يَرجـو النَجـاةَ بِالالتِجـاءِ
بــائِسٌ وَالحَيــاةُ تَــأنَفُ مِنـهُ
كَبَقايـا الحُطـامِ فـي الـدأماءِ
إِنَّــهُ بدعَــةٌ مِــن اللَـهِ لكِـن
أَنكَرَتـــهُ جَماعَـــةُ الأَغنِيــاء
لا عَــزاءَ يُنســيهِ بَعــضَ عَـذابٍ
فــي لَيــالي شـَقائِهِ السـَوداءِ
غَيــرُ نُجـمِ الفَضـا تُطِـلُّ عَلَيـهِ
كَعُيــونِ الســَما مِـن العليـاءِ
حــامِلاتٍ ســِرَّ الحَيــاةِ غَريبـاً
فَيَــرى فيــهِ روح سـرِّ الضـِياءِ
يَتَعَـــزّى إِذ ذاكَ بَعــضُ عَــزاءٍ
مـا تَـراهُ يُفيـدُ بَعـض العَـزاءِ
تــارَةً يســمعُ الغَــديرَ يُغَنّـي
فَيُـــوافيهِ صـــَوتُهُ بِالغِنــاءِ
وَغِنــاءُ الغَــديرِ مــاءٌ قـراحٌ
وَغِنــاءُ الفَقيــرِ رَجــو غـذاءِ
تَتَــراءى لــهُ الكَـواكِبُ طَـوراً
كَــدَنانيرَ أُلقِيَـت فـي الهَـواءِ
فَيمــدُّ اليَــدَين لَهفـاً إِلَيهـا
غَيــر أَنَّ الفَضــا مــن البُخلاءِ
طَرَدتــه مَـدينه الفَحـشِ وَالظُـل
مِ فَـــآواهُ مَهبَـــط الفُقَــراءِ
ذلـكَ المَهبَـط الَّـذي عـاشَ فيـهِ
هـوميروسُ الكَـبيرُ فـي الشعراءِ
حَشــرَجَت روحُــه صــَباحَ نَهــارٍ
بِعَــذابٍ فَقاءَهــا فـي المَسـاءِ
وَعَلـى الزَهـرِ أَدمُعٌ مِن عُيونِ ال
فَجــرِ مــا جُفِّفَـت بِنـورِ ذُكـاءِ
فَكَـــأَنَّ الـــدُموعَ مُضـــطَرِباتٍ
فـي اللَيـالي مراشـِفُ الضـُعَفاءِ
تصـرخ اللَهُ في الأَعالي اِنتِقاماً
من أُولي الجور من أُولي الإِثراءِ
أُغرُبـي يـا مَدينَةَ العارِ إِنَّ ال
مــرجَ مَهــدٌ لِدَولَــةِ الأَنبِيـاءِ
هُـو مَـأوى الزُهـورِ وَالزَهرُ طهرٌ
نَثَرتـه فـي المَـرجِ روحُ السَماءِ
أُغرُبــي يــا جَهَنَّمـاً فَـوقَ أَرضٍ
مـا رَأَينـا فيهـا سِوى الفَحشاءِ
فَالشـَياطينُ مِـن بَني الأَرضِ أَقوا
مٌ هــمُ ســادَةٌ مــن الزُعَمــاءِ
كَثُـرَ الإِثـمُ فـي الوُجـودِ فَيا ر
بّ تَرَحَّـم وَاِعطُـف عَلـى التُعَسـاءِ
هَـــل خَلَقــتَ الغَنِــيَّ لِلمَجــدِ
وَالبـائِسَ أَوجـدتَهُ تُـرى لِلشَقاءِ
إلياس أبو شبكة.مترجم يحسن الفرنسية، كثير النظم بالعربية. لبناني، اشترك في تحرير بعض الجرائد ببيروت. ونقل إلى العربية (تاريخ نابليون - ط)، وقصصاً من مسرحيات (موليير) ونشر مجموعات من نظمه.