
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَتَمــتَ بِالصـَمتِ آيـاتٍ وَعرفانـا
لَمّـا نَزَلـتَ جـوارَ اللَـهِ سُبحانا
آثَـرتَ جيـرَةَ إِبراهيـمَ فَـاِفَتَخَرَت
بِــأَن تَكـونَ لَـكَ الأَفلاكُ جيرانـا
مَضـيتَ حيـثُ المعرّي قبَل ذاكَ مَضى
وَالبُحتُـرِيُّ وَأَعشـى وَاِبـنُ سِفيانا
فَــأَقبَلَت لِلقـاكَ العـربُ قاطِبَـةً
مُهَلِّلاتٍ زَرافـــــاتٍ وَوِحــــدانا
وَخَــفَّ هـومير بِالإِليـاذِ محرقهـا
أَمــامَ عَينَيـكَ بخـوراً وَقُربانـا
فَصــافَحَتك أَينــا وَهــيَ باسـِمَةٌ
حُبّـاً وَعـانَقَتِ اليونـانُ لبنانـا
يا اِبنَ الأُلى رَفَعوا لِلضّادِ منزِلَةً
وَشــَيَّدوا لِجَلالِ العلــمِ بنيانـا
نــاداكَ مجـدُك وَالأَجيـالُ مصـغيةٌ
تَرمـي إِلَيـكَ أَزاهيـراً وَريحانـا
نِلـتَ الإِمارَةَ في الدارَين عَن ثِقَةٍ
فَكُنـتَ فَخـراً لِمَوتانـا وَأَحيانـا
كُنـتَ الأَميـرَ عَلـى جَنّاتِهـا فَغَدَت
لَـكَ الإِمـارَة فـي جَنّـاتِ رِضـوانا
جَلسـت عَهداً عَلى عرشِ الجَمالِ فَطر
وَاِجلِـس عَلـى سِدَّةِ الأَنوارِ أَزمانا
تَرَكـتَ يا نسرُ إيوانَ الفَناءِ وَقد
حَلَّقـتَ كَـي تَنتَحـي لِلخُلدِ إيوانا
مــا زالَ طَيـفَُ وَالأَبصـارُ مضـجعُهُ
يـرودُ حَـولَ قصـورِ العِلمِ يَقظانا
وَالعُـربُ تَجمَـعُ مـن أَنفاسِهِ نَسماً
وَتَسـتَعيدُ بِهـا لِلفَضـلِ مـا كانا
يـا واضـِعاً نَفسـَه في تُربِ بَلدَتِهِ
رِفقـاً وَضـع نَفسـَهُ في قَلبِ غَسّانا
عِظــامُهُ كَنــزُ غَســّانٍ وَمَفخــرةٌ
إِذا هَــزَزتَ بلاهـا عـاد مرجانـا
فَرجيــل قَبَّــل عَينَيــه وَجَبهَتَـه
وَقـامَ يَلثَمـه موسـى بـن عمرانا
وَأَنشــَدَتهُ بنـاتُ الشـعرِ أُغنِيَـةً
وَوَقَّعَتهـا عَلـى القيثـارِ أَلحانا
وَجـاءَ دانَـتي وَهوغـو يَسجدانِ لَهُ
وَالمـاجِنُ بـنُ نـواسٍ جاءَ سَكرانا
وَالفـارِضُ الزاهِد الصوفِيُّ خَفَّ إِلى
تَقــبيلِهِ وَأَتـاهُ المَجـدُ ظَمآنـا
ومَـن لِلجِهـادِ وَلِلأََقلامِ فـي وَطَنـي
بَعـد الفَقيدِ فَقيدِ العلمِ سلمانا
مـن لِلسِياسـاتِ تَـأتيهِ فَيصـدقها
وَيســتعيدُ بِهـا مَجـداً وَسـُلطانا
هَـل الفَقيـدُ سـِوى ركـنٍ نعـزُّ بهِ
هَـــوى فَأَســقَطَ لِلآدابِ أَركانــا
لا العَينُ تَنفَعُ في منعاه إِن دَمَعت
وَلا النـواحُ يُعيـدُ اليُبـسَ رَيّانا
عَـرائِس الشـِعر فـي برناس باكِيَةٌ
تضـمُّ مِـن حُزنِهـا صـَخراً وَصـُوّانا
كَـأَنَّ أَرجـاءَه بَعـد الأُلـى ذَهَبوا
أَمسـَت عَلَيهِـم ديـاجيراً وَأَكفانا
إلياس أبو شبكة.مترجم يحسن الفرنسية، كثير النظم بالعربية. لبناني، اشترك في تحرير بعض الجرائد ببيروت. ونقل إلى العربية (تاريخ نابليون - ط)، وقصصاً من مسرحيات (موليير) ونشر مجموعات من نظمه.