
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُلّقيــــهِ بِحُســـنِكِ المَـــأجورِ
وَاِدفَعيـــهِ لِلاِنتِقــامِ الكَــبيرِ
إِنَّ فـي الحُسـنِ يـا دَليلَـةَ أَفعى
كَــم سـَمِعنا فَحيحَهـا فـي سـَرير
أَســكَرَت خدعَــةُ الجَمـالِ هـرقَلاً
قَبــل شَمشــونَ بِـالهَوى الشـِرّيرِ
وَالبَصـيرُ البَصـيرُ يُخـدَع بِـالحُس
نِ وَينقــادُ كَالضــَريرِ الضــَريرِ
ملقيـــهِ فَاللَيــلُ ســَكرانُ واهٍ
يَتَلّــوّى فــي خِــدرِهِ المَســحورِ
وَنســورُ الكُهــوفِ أَوهنهـا الـحُ
بُّ فَهـــانَت لَـــدَيهِ كَالشــَحرورِ
وَعنــا اللَيــثُ لِلبـوءَةِ كَـالظَب
يِ فَمــا فيــهِ شــَهوَةٌ لِلزَئيــرِ
شـــَبِقَ اللَيــثُ لَيلَــةً فَتَنَــزّى
ثــائِراً فــي عَرينِــه المَهجـورِ
تَقطــر الحمّــة المسـعّرة الشـَهّ
اءُ مِنـــهُ كَـــأَنَّهُ فــي هَجيــرِ
يَضــربُ الأَرضِ بِــالبَراثِن غَضــَبا
نَ فَيُصـدي القنـوط فـي الـديجورِ
وَوَميــضُ اللَظــى يُغلــف عَينَيـهِ
فَعَينــــاهُ فوهَتــــا تنّــــورِ
وَنَـــزا مِـــن عَرينـــه تَشــَظّى
حمــمٌ مِـن لَظـاه فـي الزمهريـرِ
وَاللهــاثُ المَحمـومُ مِـن رِئَتَيـه
يُشـعل الغـابَ في الدُجى المَقرورِ
فَسـَرى الـذُعرُ فـي الـذِئابِ فَفَرَّت
وَتَرامــى إِلــى عشــاش النُسـورِ
وَإِذا لبـــوة مخـــدِّرَة الحُـــس
نِ تَــرَدَّت مــن كَهفِهـا المَحـدورِ
تنضــح اللّــذةُ الشــَهِيَّةُ مِنهـا
خَمــرَةٌ مــن جَمالِهــا المَـأثورِ
فَتنـثّ العَـبيرَ فـي مخـدع اللَـي
لِ فَتَشــهى حَتّــى عـروقُ الصـُخورِ
فَتَلاشـى اللَهيـبُ فـي سـَيِّدِ الغـا
بِ أَميـــرِ المغــاوِرِ المَنصــورِ
وَالعَظيــمُ العَظيــمُ تُضــعِفُهُ أَن
ثــى فَينقـادُ كَـالحَقيرِ الحَقيـرِ
ملّقيـــهِ فَفـــي أَشــِعَّةِ عَينَــي
كِ صــباحُ الهَـوى وَلَيـلُ القُبـورِ
وَعلــى ثَغــرِكِ الجَميــلِ ثِمــارٌ
حَجَبَـت شـَهوَةَ الـرَدى فـي العَصيرِ
ملقيــهِ فَــبينَ نَهــدَيكِ غــامَت
هُـوَّةُ المَـوتِ فـي الفِراشِ الوَثيرِ
هـــوَّة أَطلَعَـــت جَهَنَّــمُ مِنهــا
شــَهواتٍ تَفَجَّــرَت فــي الصــُدور
ملّقيـــهِ فَفــي مَلاغِمــك الحُــم
رِ مَســــاحيقُ معـــدنٍ مَصـــهورِ
يُسـَرِّبُ السـمّ مِـن شـُفافَتِها الحَرّ
ى إِلـى مَلمَـسِ الـرَدى في الثغورِ
خَيَّـم اللَيـلُ يـا دَليلَة في الغا
بِ وَأَغفـى حَتّـى الشَذا في الزُهورِ
فَاِنشـِقي فـورَة الحَـرارَةِ مِـن جِس
مــي وَغَــذّي قـواكِ مِـن إِكسـيري
أَنــتِ حَســناءُ مِثــل حَيَّـة عَـدنٍ
كَــورودِ الشــارونِ ذاتِ العُطـورِ
وَكغُفـر الوَعـل الوَديـع وَإِن كُـن
تِ تنــاجينَ عَقرَبـاً فـي الضـَميرِ
لَسـتِ زَوجـي بَـل أَنـتِ أَنثى عُقاب
شـــرسٍ فــي فُــؤاديَ المَســعورِ
فَاِشـــتَهي كُــلّ لَيلَــة مخلَــبي
الـدامي عَلـى خـزّ جِسمِكِ المَخمورِ
وَأَتـى الصـُبحُ ضـاحِك الوَجهِ يَرغي
زَبَـدُ النـورِ فـي ضـحاه الغَريـرِ
أَيـنَ شَمشـونُ يـا صـَحارى يَهـوذا
أَيــنَ حــامي ضـَعيفِك المُسـتَجيرِ
أَيـنَ قاضـيكِ دافِـعُ الضـيم طاغي
المُســـتَبِدّينَ صــائِنُ الدُســتورِ
أَعــوَرَت شـَهوَةٌ مـن الحُـبِّ عَينَـي
هِ وَكَـم أَعـوَرَ الهَـوى مِـن بَصـيرِ
إِنَّ قاضــي المُســتَعبَدين لِعبــدٌ
وَقضـــاةٌ عــورٌ قضــاةُ العــورِ
حَفَلَــت قاعَــة العِقــابِ بِجَمــعٍ
مــن ســُراة المســوّدين غَفيــرِ
هُـم رمـوزُ الشـقاق وَالفِتَن الحم
راءِ وَالغَــدر وَالزِنـى وَالغُـرورِ
أَقبَلــوا يَشــهَدونَ مصـرعَ شَمشـو
نَ عَلـــى لَــذَّةِ الطّلا وَالزمــورِ
أَيُــدينُ الخــاطي جنـاةٌ صـَعالي
كُ وَيَقضـي الفجـورُ ذَنـبَ الفجـورِ
وَسـَرَت خَمـرَةُ الوَليمَـةِ فـي الحَف
لِ لِتَقـــديسِ ســـاعَةِ التَكفيــرِ
وَكَـــأَنَّ النَســيمَ شــُوِّقَ لِلخَــم
رَةِ فَاِنســَلَّ مِــن شـُقوقِ الخـدورِ
وَلِنَقــرِ الــدفوفِ صــَوتٌ غَريــب
يَتَحَــدّى صــَوتَ العِقــابِ الأَخيـرِ
وَإِذا قينَـــةٌ تَخالجهــا الســك
رُ عَلــى مَشــهَد مــن الجُمهــورِ
فَتَثنَّــت تضــاجِعُ الجَــوِّ نَشــوى
مِــن تَلَــوّي قَوامِهــا المَحـرورِ
رَقصــَة المَـوتِ يـا دَليلَـة هـذي
أَم تُراهـا اِختِلاجَـةً فـي الخمـورِ
وَصــغا الجَمــعُ لِلأَســيرِ يُنـادي
هِ بِشـــَتّى مَطـــاعِن التَحقيـــر
هيه شَمشونُ أَيُّها الفاجِر الزِنديقُ
يـــا عَبـــدَ يهــوهَ المَقهــورِ
أَحَكيـــمٌ مِــن العتــاة تــذرّي
شـــَعرَهُ قينَــةٌ مــن المــاخور
فَتَلـوّى شَمشـونُ فـي القيـدِ حَتّـى
حَــلَّ فيــهِ روحُ الإلــه القـديرِ
فَنَــزا نَـزوَة الـوَميضِ مـن الـغَ
لِّ وَدَوّى كَنافِــــخ فـــي صـــورِ
بَـدّدي يـا زَوابِـع النـارَ أَعـدا
ءَ إِلهـــي وَيــا جَهَنَّــمُ ثــوري
وَتَنَفَّـس يـا مَوقـد الثَـأر في صَد
ري وَأَغـرِق نَسـلَ الريا في سعيري
وَاِمصِصـي يـا دَليلَة الخُبثِ من قَل
بــي فَكَــم مَــرَّة مصَصـتِ قُشـوري
وَاِرقُصـي إِنَّمـا البَراكيـنُ تَغلـي
تَحــتَ رجلَيـكِ كَـالجَحيمِ النَـذيرِ
وَتَغَنّــــي بِمَصـــرَعي فَكَـــثيراً
مـا سـَمِعتُ الفَحيـحَ فـي المَزمورِ
أَصـبَحَ اللَيـثُ فـي يَـدَيكِ أَسـيراً
فَـــاِطرَحيهِ ســـخرِيَّةً لِلحَميـــرِ
وَاِجعَلــي الغَـلَّ رَمـزَ كـلّ صـَريح
وَاليَــواقيتَ رَمــزَ كــلّ غــدورِ
إِن أَكــن سـُقت فـي غَرامِـكِ شـَرّاً
فَالبَرايـــا مطيّـــة لِلشـــُرورِ
غَيـر أَنّـي أَجنـي مِن الجِيَفِ الجَر
داءِ مَهمــا قَــذرتُ شــَهدَ قَفيـرِ
هيكَـلَ الإِثـم لَـم أُبِـح لَـكَ ذُلـي
شــَبحَ الــرَقِّ لَـم أُسـَلِّمك نيـري
فَاِسـقِطي يـا دَعـائِمَ الكَذِبِ الجا
نــي وَكــوني أُســطورَة لِلـدُهورِ
محــق اللَــهُ فــيَّ شــرَّ ظَلامــي
فَلتُضـىء فـي الحَيـاةِ حِكمَةُ نوري
إِن تَكُــن جَــزَّتِ الخِيانَـةُ شـَعري
فــي ضــَلالي فَقُـوَّتي فـي شـُعوري
إلياس أبو شبكة.مترجم يحسن الفرنسية، كثير النظم بالعربية. لبناني، اشترك في تحرير بعض الجرائد ببيروت. ونقل إلى العربية (تاريخ نابليون - ط)، وقصصاً من مسرحيات (موليير) ونشر مجموعات من نظمه.