
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَصـَرتُ فُـؤادي فـي إِناءٍ مِنَ الهَوى
وَأَدنَيتُــهُ مِــن مِرشــَفِ الفُقَـراءِ
فَقــالوا خُمــورٌ مـا تُبَـرِّدُ غُلَّـةً
فَتَمتَمــتُ واهــاً أَكبـدَ الشـُعَراءِ
أَيُنكَـرُ حَتّى البُؤسُ ما فيكِ مِن غِنىً
وَأَيـــذُ غِــذاءٍ أَنــتِ لِلبُؤَســاءِ
وَذَوَّبـتُ قَلـبي فـي إِناءٍ مِنَ الهَوى
وَأَدنَيتُــهُ مِــن مِرشــَفِ الرُؤَسـاءِ
وَقُلـتُ لَهُم هذا هُوَ العَدلُ فَاِشرَبوا
لَعَلَّكُــــم تُصــــغَونَ لِلضـــُعَفاءِ
فَمـالوا جَميعاً عَن إِنائي وَغَمغَموا
إِنــاؤُكَ مَحظــورٌ عَلــى الزُعَمـاءِ
وَذَوَّبـتُ قَلـبي فـي إِناءٍ مِنَ الهَوى
وَأَدنَيتُــهُ مِــن مِرشــَفِ السـُجَناءِ
وَقُلــتُ لَهُـم هـذا عَـزاءُ قُلـوبِكُم
فَلِلأَبرِيـــاءِ التاعِســينَ دمــائي
فَقـالوا دِمـاءٌ مـا تَحِـلُّ قُيودَنـا
فَهــاتِ قَوانينــاً لِغَيــرِ قَضــاءِ
وَذَوَّبـتُ قَلـبي فـي إِناءٍ مِنَ الهَوى
وَأَدنَيتُــهُ مِــن مِرشــَفِ الحُكَمـاءِ
وَقُلـتُ لَهُم هذا هُوَ النورُ فَاِشرَبوا
فَـــآراؤُكُم فــي حاجَــةٍ لِضــِياءِ
فَقـالوا وَقَـد هَزّوا الرُؤوسَ شَماتَةً
ضـــِياؤُكَ هـــذا خِدعَـــةُ الجُهَلاءِ
وَذَوَّبـتُ قَلـبي فـي إِناءٍ مِنَ الهَوى
وَأَدنَيتُــهُ مِــن مِرشــَفِ الأُمَــراءِ
وَقُلـتُ لَهُم هذا هُوَ النُبلُ فَاِشرَبوا
وَطوفــوا بِأَقــداحي عَلـى النُبَلاءِ
فَقــالوا أَتَحقيـرٌ لِطَغـراءِ جَـدِّنا
وَمــا تَنســَلُ الأَصـلابُ مِـن شـُرَفاءِ
وَذَوَّبـتُ قَلـبي فـي إِناءٍ مِنَ الهَوى
وَأَدنَيتُــهُ مِــن مِرشــَفِ الشـُعَراءِ
وَقُلـتُ لَهُـم هذا هُوَ الحُبُّ فَاِشرَبوا
فَأَزيـــاؤُكُم مَرهونَـــةٌ لِفنـــاءِ
إِذا الحُـبُّ لَـم يَضرم لَهيبَ قُلوبِكُم
بَشــِعتُم وَلَــو جِئتُـم بِـأَلفِ رِداءِ
وَمـا زِلتُ في الدُنيا أَطوفُ بِخِمرَتي
وَحَــوليَ شــَعبٌ هــازِىءٌ بِوَفــائي
إِلى أَن دَهاني اليَأسُ فَاِختَرتُ عُزلَةً
أُفَتِّــشُ فيهــا عَـن حُطـامِ رَجـائي
وَذَوَّبـتُ قَلـبي فـي إِناءٍ مِنَ الهَوى
لِأَشــــرَبَها مَمزوجَـــةً بِبُكـــائي
فَشـاهَدتُ قَلـبي فـي إِنـائِيَ ضاحِكاً
بِـــهِ دعـــةٌ عَــذراءُ فــي خَيلاءِ
فَــأَدنَيتُه مِــن مِرشــَفي وَشـَرِبتُهُ
وَمـا زالَ مـاءُ الحُـبِّ مِلـءَ إِنائي
إلياس أبو شبكة.مترجم يحسن الفرنسية، كثير النظم بالعربية. لبناني، اشترك في تحرير بعض الجرائد ببيروت. ونقل إلى العربية (تاريخ نابليون - ط)، وقصصاً من مسرحيات (موليير) ونشر مجموعات من نظمه.