
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الصــب يَكتـمُ وَالصـَبابة تَفضـحُ
وَيَظــل يَخفــى وَالشـُؤون تصـرّحُ
وَمَتّـى أَتـاك عَلـى السلوِّ بِشاهدٍ
وَافتــه أَلحــاظُ الأَحبـةِ تَجـرح
وَلَئن يَهـمّ بِـهِ العَـذولُ فَعـذرُهُ
أَبَــداً يُحيِــرُ جَــوابَه وَيُرَجِّـح
وَيـلَ العَـذولِ فَـدونَه بَحـرٌ طمى
مِـن أَدمُعـي فَـدعوه هَل هوَ يَسبَح
وَهبـوا نَجـا مِنـهُ فَنارُ جَوانحي
أَدهـى فَقولـوا مَـن يـؤمّ فَينجح
نَحنُ الَّذين رَأوا المَلامةَ كَاللَمى
فَبــأيّ حــالٍ حالُنــا لا يُشـرَح
نَهـوى الأَهلَّـة فَوقَ أَغصانِ النَقا
طَبعــاً وَغُــزلانُ الخَلاعـةِ تَسـنح
فَــالجوّ يُبكينـا بِـأَدمُع جـودِه
وَالـوُرقُ تَنـدبُنا بِمـا هِيَ تَصدَح
وَإِذا بَعــدنا عَـن حَـبيبٍ بـارحٍ
فَـالطَيفُ بَيـنَ جُفوننـا لا يَـبرح
وَإِذا قَرُبنــا ســالمَتنا صـبوةٌ
وَمَدامــةٌ تُحيـي الصـَفا وَتُـرَوِّح
وَجسـومُنا يَـومَ المَجـال مَنيعـةٌ
وَنفوســُنا دُون الأَحبــة تُمنَــح
وَنَصــيرُنا عَــونُ الإِلَـهِ وَمَنطـقٌ
كَالســـَيف إِلا أَنَّـــهُ لا يَصــفح
مــا معشــرَ الأَدبــاءِ إِلا أمّـةٌ
نُــورٌ يُضـيء وَجمـرُ نـارٍ تَلفَـح
لا يَتقـون سـِوى الهَوى إِلا الكَما
لَ وَمـا لهـم غَيرَ الفَكاهةِ مطمح
وَلَكَـم لَهُـم مِـن حكمـةٍ في نكتةٍ
تَهـدي الوَرى لَو أَنَّهُم يَستنصحوا
فَـاترك ملامتهـم وَعَنـكَ طَريقَهـم
فَـاللَه يَعفـو مـا يشـاء وَيُصلِح
حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.