
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِلّــه قَلــبٌ مِــن فراقـك ذائبُ
أَبَــدا وَطَـرفٌ بِالمَـدامع سـاكبُ
وَسـهاد جفـن كلَّمـا جـنّ الـدجى
وَخفــوقُ صــَدرٍ لا تَقيـهِ تَـرائب
وَتـــذكُّرٌ مــن والــهٍ وَتفكُّــرٌ
كــلٌّ حضــورٌ وَالمسـلّي الغـائب
وَإِذا تَــأوّه عَــن فـؤادٍ جـازعٍ
ضـجّت عَلَيـهِ فـي السـَماء كَواكب
وَإِذا بَكـى قـالوا غَريـقٌ هالـكٌ
ضــلّت مســالكه وَشــطّ الجـانب
وَإِذا شــكى قَـدَّ الأَحبـةِ للنقـا
هــاجَت عَلَيــهِ بَلابــلٌ تتجـاوب
وَإِذا ترقّــبَ زورةً مــن طيفهـم
حَكـمَ السـهادُ وَذاكَ حُكـمٌ واجـب
يـا لَيـتَ شـعري وَاللَيـالي غرّةٌ
هَـل نَلتَقـي يَومـاً فَيـبردَ لاهـب
وَنَـرى لُبانـات اللَـوى مـن هزةٍ
مـا بَيـن ذاكَ كَمـا عهـدت مَلاعب
وَنبـلَّ مـن مـاء العُـذَيب حشاشةً
طـالَت حَرارتُهـا وَخـاب الطـالب
وَتَطـوفَ كاسـاتُ الهَنا ما بَيننا
وَيَكــونَ فينــا وَصـلةٌ وَتحـابُب
وَأَرى لـذاك الـوَجه بَدراً زاهِراً
وَعَلَيـهِ لَيـلُ الشـَعرِ داجٍ وَاقِـب
وَتَعـودَ هاتيـك اللَيالي بَعدَ ما
جــدّت مَطاياهــا وَحـثّ الجـائب
وَيَـروقَ منهـلُ وَدّنـا وَيُقـالَ رِدْ
صـَفوَ المُنـى شـَبب وَزال الشائب
وَيَنالَ من بَعد النَوى ذاكَ اللقا
فَتســرُّ أَحبـابٌ وَيَهنـى الراغـب
حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.