
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وا حبّـذا صـولةُ الأَجفـانِ بـالحَوَرِ
وَحبّــذا زَهـرةُ الوَجنـات بـالخفرِ
وَحبـذا حسـنُ هاتيـك الشـمائل إِذ
تَحكـي الشَمائل في الجَنّات بالسحر
قـد نبَّهـت نرجسـاً قـد غـضَّ أَعينَه
وَالطـلُّ كلَّـل تـاجَ الزَهـر بالدرر
وَالـرَوضُ يبسـط مـن أَنـواره فُرُشاً
وَالطَيـرُ تشـدو عَلى عودٍ من الشجر
وَالقَطـرُ يَبكي وَأَزهارُ الرُبَى ضحكت
وَالغُصـنُ يَرقـصُ بين الطيرِ وَالوَتر
فَيـا لَهـا نظـرةً قَـد أَسلمَت كَبدي
إِلىـالهَوى وَسـَعَت بـي موقفَ الخطر
وَكــان أَوّلَ أَمــرٍ بيننــا نظــرٌ
وَجـلُّ نـارٍ تُـرَى مـن أَضـعفِ الشرر
فَصــُلتَ عــزّاً وَذلّـي أَنـتَ عـالمُه
وَتهــتَ عنّــيَ لمّـا تـاه مصـطبري
وَكَــم ليــالٍ وَأَيــامٍ أُكايــدُها
بَيـن انتظـار وَبين الفكر وَالسهر
وَمـذ تسـترتَ عَنـي بِالنَوى افتُضِحت
سـَرائري وَكفـى خُبْـري عـن الخَبَـر
يـا أَهيفاً راعني بعد الوَفا بجفا
وَزادَنـي بـالنَوى يأسـاً عَلى ضجري
وَدّعتَنـي وَتَـرى حـالي وَمـا فعلـت
يَـدُ اللَيـالي بصـبرٍ غيـر منتصـر
أَوكلـت عينـيَ أَن تجـري مـدامعُها
وَذُدتَ نــوميَ بالتســهاد وَالعِبَـر
وَقــال قــومٌ لــواحٍ لا خَلاقَ لهـم
اسْلُ المُنائينَ وَاخْلِ القَلبَ عن كدر
وَكَيـفَ أَسـلو وِداداً قَـد تحكَّـم مِن
قَلــبي وَخـامرَه فـي غـرَّةِ العُمُـر
سـقياً لعصـرِ اللقا ما كان أَطيبَهُ
لَو لم يُشَبْ فيهِ عَهدُ الوَصلِ بالقِصَر
عصر الصبا وَالتَصابى وَالهَوى مُزِجَت
كؤوســُه بلذيــذِ الأُنــسِ وَالسـمر
لقـد تَـوالت لـذاذاتٌ فمـا رَضـِيَت
نَفسـي الوصـالَ وَصـَفواً غيرَ منحصر
حَتّــى تـولّت وَمـا قضـّيت واجبَهـا
كَأَنَّهـا فـي سـُراها طـارِئ الفِكَـر
لـو كُنـتُ أَملـكُ ذا أَو كان يملكُه
لكــان سـَهلاً وَلَكـن سـابِقُ القـدر
فَهـا أَنـا بعـدَهم أَبكـي معاهدَهم
وَأذكـرُ العهـدَ ذكـرَ العين بالأثر
وَهَكـذا الـدَهرُ هَـمٌّ وَانشـراحُ فما
حــالٌ يَــدوم عَلـى صـَفوٍ وَلا كـدر
مثلـي وفِـيٌّ بمـا اسـتُودِعتُه وَكذا
يفـي الكَريـمُ عَلـى يَـأسٍ وَفي خَطر
حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.