
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبــى الــدَّمع إِلا أن يَسـحَّ ويَسـجُما
وآلَــى الهَـوى أن لا أُفيـقَ وأقسـَما
وغـــالَبَني طَرفــي فــأظهرَ دَمعَــه
مِن السِّرِّ ما قَد كانَ في القَلبِ مُبهما
لقـد كـانَ فـي مـاءِ الجُفـونِ دَلالـةٌ
عَلـى مـا أُقاسـِيهِ فَلِـم سـَفَحَت دَمـا
وعيــنٌ تخــافُ النَّـومَ حتَّـى كأنَّمـا
تظـنُّ بـأنَّ النَّـومَ ضـَربٌ مِـنَ العَمَـى
ألا إنَّ نــارَ الشـَّوقِ يَـزدادُ ضـَوؤُها
ضـِياءً إذا مـا حِنـدسُ اللَّيـلِ أظلَما
فكـم مِـن غَـرامٍ سـارَ يُهـدَى بضَوئِها
مُجِــدّاً إلـى قَلـبي فَوافـاهُ مُغرَمـا
ومِــن عَجــبِ الأَشــياءِ أنِّــي مُـتيَّمٌ
بــذِي غُنُــجٍ خَلَّفتُــه بــي مُتَيَّمــا
يــودِّعُني والعَيــنُ تَنثُــرُ دَمعَهــا
ويُرشــِفُني مِــن فِيــه دُرّاً مُنظَّمــا
بَكَــى جَزَعــاً لمَّــا ضــَحِكتُ تَجلُّـداً
سـَلُوا أيُّنـا عِنـد الهَوى كانَ أحزَما
ولــي هِمَّــةٌ أقصـَى العِـراقِ محلُّهـا
وقَلـبٌ بأقصـَى الشـام أضـحى مُخَيِّمـا
ولَــولا ابــنُ بِسـطامٍ وُهَيـبٌ وجُـودُهُ
لأســرَجَ همِّــي خَيــلَ عَزمـي وألجَمـا
أخُـو كَـرم الطَّبـعِ الَّـذي قَبـلَ أهلِهِ
إِذا مـا كِـرامُ النَّـاسِ جادُوا تَكرُّما
تحكَّــمَ فــي أمــوالِهِ كــلُّ قاصــِدٍ
وحكَّمـــهُ فـــي شـــُكرِه فَتَحكَّمـــا
يخُــوضُ الـرَّدَى إمَّـا حُسـاماً مُجـرَّداً
تَــــراهُ وإلا ســــَمهرِيّاً مُقَوَّمـــا
فَيَلقــاهُ وَفــدٌ للنَّـدى وفـد مـاله
خَصــِيماً وتَلقــاهُ الكَتِيبـةُ ضـَيغَما
رَمـاني زَمـاني وهـوَ لـو كنـتُ رُعتُه
بقَصــدكَ قَـولاً قبـلَ قَصـدِكَ مـا رَمَـى
وَإنَّـي لَـذُو خُلـقٍ ذَلُـولٍ مـعَ الغِنَـى
ولكنَّـــهُ صــَعبٌ إذا كنــتُ مُعــدَما
زَفَفــتُ عَرُوســاً صـُغتُ مَجـدَك حليَهـا
كسـَتها العُلـى ثَوبـاً بـذِكرِكَ مُعلَما
إذا مــا جَلاهـا عَفـوُ فِكـري تَبَسـَّمَت
فَقابَلَهــا منــكَ النَّــدى مُتَبَســِّما
أطَلــتُ مَعانِيهــا وقَصــَّرتُ نَظمَهــا
وأورَدتُهــا بكــراً وتَصــدُرُ أيّمــا
ومَـن طـاوَلَ العَليـاءَ بالشـِّعرِ إنَّما
يَــرومُ بِمـا يَـأتي مُطاولَـةَ السـَّما
عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري أبو محمد ابن غلبون.شاعر، حسن المعاني. من أهل صور، في بلاد الشام. مولده ووفاته فيها. وهو صاحب البيت:بالذي ألهم ثناياك العذابا ما الذي قالته عيناك لقلبي فأجاباله (ديوان شعر).