
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَنــى المَعنــى مِــن فُــؤاد موجـع
دَمــع البَيــابي فُــوق خَــدي فـار
عُيـوني تهـل الـدَمع مِن واهج النيا
مِــن فَــوق ســحلات الخُــدود غـزار
كَنعــورة الــدُولاب تســمع حَنينهـا
وَرشــق عَلــى طُــول المَــدى فـوار
قـرح جُفـوني دَمـع عَينـي مِـن البُكا
حـــادر ســَكيبه عَالخــدود حمــار
يـا عيـن قـري وَاهجَعـي يـا معـثرة
مِنــكَ أَفــل نُــورك وَوَجهــك غــار
عَلامـــك دَعيـــتيني عيللا موجعـــا
وَدَمعــك علــى طُــول المَـدى شـرار
أَنـا خـايف أَنـو يـذهب النُـور كله
وَتَغـدي كَسـيحة مِـن البُكـا عَالـدار
ردت علـي العيـن مـن دَمعـة النيـا
وَتقـــول شــبلي عَالمَــدى تــذكار
لا نــوح مـا نـاح الحَمـام المطـوق
وَابكــي كَمــا بَكـى الغـراب وَقـار
أَنــا الــذَنب مــا هـو كلـه علـي
تَـرى القَلـب معطـى عَـالنَحيب قَـرار
إِنــي قُلـت لِلقَلـب المَشـقَه وَلمتـه
بِخطــاب مثــل الصــَبر مُــر وَحـار
يـا قَلـب خلـي العين عَنك مِن البُكا
إِذا راحَ نُــور العيـن كَيـف اِنـدار
يـا قَلب انهى العَين عَن دَمعة النيا
طـــاوع كَلامـــي وَلِلنَحيــب دَمــار
القَلــب عَيــا قـال نـاري مشعشـعة
لَهــا بيــن كَبـدي وَالضـُلوع شـرار
يـا قَلـب يـا مَـأَلوم يـا شين خلنا
عَــذابي تَـرى وَفـوق الشـحار شـحار
قُلـي عَـذابك فـي لظابـك مِـن الجَفا
وَســَهم الجَفــا مـالي عَلَيـهِ قـدار
أَنـا البُعـد هـد عَـزم حبلـي وَقوتي
وَادعــا رَكــان النايبــات دَمــار
مَـن ذاق سـَهم البُعد وَالهَجر وَالجَفا
مِــن واهجــه صــَبري فـرغ وَاحتـار
أَنـا قُلـت للعيـن السـَخية تَهلهلـي
وَخلـــي دُموعــك عَالخُــدود نَهــار
يـا قَلب يَكفى الجُوح وَالنوح وَالبكا
وَيَكفــي لَهيـبي فـي الحَشـا وَسـعار
حَريقـي وَنـاري وَالـدُموع الَّـتي جَرَت
ســَقَتني بِكاســات العَــذاب مــرار
إِن جاهـدك بِـاللَه يـا قَلـب تَنتَهـي
كفـــي مُهجَــتي مِنــكَ عَــذاب دوار
يـا شـين يـا مَهجـور بِالبُعـد حلنا
لَعـــل ريحـــك بِالصـــَفا ينــدار
وَاصـبر لعـل الصـَبر مَقـرون بِالفَرَج
وَلا كُـــل مَبلـــي عَـــالبلا صــبار
أَنـا القَلـب قُلـي الجـوح كلـو علي
وَناســي مضــارب دَهرنــا الغَــدار
لَـولا صـُروف الـدَهر مـا كـانَ ضامني
وَلا كــان فــي جــوفي صـَدى وَكـدار
خلــي مَلامــك عَالزَمـان الَّـذي مَضـى
ســَقى الكُــل مِنــا عَلقمـاً وَمـرار
وَراعــي صـُروف الغـادرات اللَيـالي
وَلــوم الزَمــان الصــارم البتـار
إِنــي قُلـت لِلقَلـب المشـقى وَلمتـه
يَكفــاك مِنــا مـا جَـرى وَمـا صـار
يـا عيـن بَطحـا الزالقة يا زَماننا
يــا دَهــر يــا ميشـوم يـا حيـار
يـا دَهـر وشـلك بـس يـا شين عِندَنا
حَتّـــى دَعيـــت الغــانمين حقــار
حَتّــى دَعيــت الكُــل مِنــا جَلايــب
لَجايــا بــديران الــتراك حــذار
يـا دَهـر مـن عقـب المَواثيق خُنتَنا
وَمِــن آمنــك يـا دَهـر عقلـو طـار
يـا دَهـر همـك شـيب الـرُوس وَاللحا
وَلا ظنــتي مِــن فُــوق نــارك نـار
يـا دَهـر همـك هـد الحيـل وَالقـوى
يــا دَهــر ادعيــت الركـان دَمـار
يـا دَهـر يَكفـي مـا مضى مِن عَذابنا
وَاللـي جَـرى مـا قَـط قـالوا وَصـار
مـا تَسـتَحي مـن اللـي عطيته تخونه
وَكُــل يُـوم إِلـك بالعـالمين طـوار
تَــراك ســَراب بزيزمــاً ســمهداني
مـن خـف عقلـو ان شـاف زولـك طـار
وَاللـي يراعـي مـا مَضـى مِن سَوالفك
مــبين عَلــى إِنــك عَميــق قَــرار
الـدَهر جـاوبني عَلـى الفَور بِالعجل
قلـــي تَــأدب أَنــتَ يــا مهــذار
أَنـا أَعلـم أَنـك عَبـد مَـأمور وَاقف
ذولــي اللَيــالي المظلمـات قـدار
اصـبر لعـل الصـَبر مَقـرون بِـالفَرَج
وَلا كُــل مَبلــي عَلــى البَلا صــبار
إِن مـا صـبرت يضـيع عمرك مِن العَنا
وَمالــك جـزا غيـر الشـَقا وَالعـار
مـا رانـت كـون بقسـمة اللَـه راضي
وَاصـبر عَلـى جُـور الزَمـان إِن جـار
وَاللَـه أُمـور اللَـه تَمشـي عَلى قَدر
وَمــا دُونهــا عَقــل المثقـف حـار
مــا دُون مِمّــا يقسـم اللَـه واقـي
مــن ضــاق صـدرو مِـن البَلاوي حـار
مِــن جَــرَب الأَيّــام يُلقـي طـوارهم
وَمِــن جَــرَب الأَشــياء عريفـي صـار
الأَيــام بيهــم مثـل شـَهد الخَلايـا
وَالأَيّــــام بِيهـــم حَنظَلا وَمـــرار
الأَيـام يَعطـو المَـرء لَكـن بِالشـَقا
وَالــدَهر قــالوا لَــو صـَفا غـدار
الأَيّـــام قلابـــات يَكفيــك شــرهم
الأَيــــــام دُولاب الهَـــــوى دوار
الأَيّــام يســقنك مــرار الســقطري
مِــن بَعــد مـا شـربك حَليـب بكـار
الأَيــام يحبلــن وَالأَيّــام يولــدن
وَعيـــالهم ســـود وَبيـــض حــرار
الأَيّــام مَجدولـة المَصـايب بجـالهم
يامــا هفــوا شــمخ مُلــوك كبـار
الأَيـام بيهـم تشـرب الشـَهد وَالعَسَل
وَأَيـــام مــوردهم دَمــار وَعكــار
الأَيـام تَـرى مـن يَعتبرهم مِن المَلا
يَنـــدم وَزرعـــو لا يغـــل بــذار
الأَيـام لَـو مـالوا عَلـى طُـود عالي
لا بُــد مــا يــذهب هبــا وَغبــار
لا بُـد مـا يـدعوه سـَهلي مِـن البَلا
لَــو كــان أَكـبر مِـن جبـل سـنجار
مَــن عانــد الأَيــام مَغلـوب خاسـر
لَـــو كـــان جيشـــه جحفلاً جَــرار
مـا رانَـت هـون واخدع الهَم وَالبَلا
وَلا كُـــل رَجـــل عـــا لبلا صــبار
أَنا حين حين ما سمعت المَواعظ كلَها
رَديـــت للعقـــل الســَخيف شــوار
وُقُلـت النَصـيحة هيه يا ساكن العُلا
اليُـــوم فعــل الفــايق الشــطار
العقَــل قلـي راجـع القَلـب شـاورو
لَعــل الصــَبر يَحصـل مِـن التـذكار
يــا شـين مـا هـذي مـواطن بلادنـا
وَلا دار بِــأَرض التُــرك لينــا دار
علامـك مقلقـل عـادم الرشـد وَالهدى
وِمِــن جــور أَيــام الـدَهر محتـار
يـا شـين شور اليوم في مَوقع البَلا
وَقــت الرضــا يــا مــثر الشـوار
القَلــب رد الشـور للعقـل وَاكتَفـي
وَالكُـــل جــوني طــالبين الثــار
يــا لايمــي اســمع مَعـاني كَلامهـم
وَاعجــب مــن اللــي قلطـوه شـوار
القَلــب قـال بضـامري علـة الجـوى
فــي طيهــا عجــز الحَكيــم وَحـار
وَالعَقـل قـال أَذهلـت من قلة السَعد
وَصــاير عَلــى كُــل الـدماغ سـتار
إِنـي ضـاع فكـري بيـن عقلي وراشدي
وَعلمـــت أَنـــي بِالقــدار عســار
يـا علـة فـي معلـق القَلـب وَالحَشا
قياحـــة مِنهـــا العَمَـــل شــرار
كــبرت وَفتــح بـه عُيـون بِجـوانبه
وَعيــا دَواهــا عالشــفا وَالنــار
كُـل مـا رجـوت وَقُلـت تـبري وَجاعها
أَجــــي ألاقــــي دَمهـــا شـــَرار
عالجتهــا ســنتين مـن دُون فايـدة
وَالثالثـــة كـــانون فيهـــا دار
وَللحيـن داهـا مـا قبـل طـب ينفعو
هــــذا البَلا وَالضـــيم الأَشـــحار
أَنـا خـايف إِنَّهـا تهلـك الجسم كله
وَيعـــود زومــو عَــالجميع يــدار
وَتنــام عنقـا عَلـى جراهـا بَعـدنا
وترحــل عقـب مـا هِـيَ عَفـو مغـوار
ويكــبر حصــينيها بغيبـة سـباعها
وَيصــير قاضــيها الضــَبع وَالفـار
صـَبراً جَميـل الصـَبر أَحلى مِن العَسَل
رَبــك كَريــم القاصــدو مــا بـار
مِـن بَعـد ذا يـا نـار قَلـبي توقدي
وَهــاتي عَلــى صـَرف الزَمـان شـعار
صـار القَلـم يطبـع قَـوافي جَنيتهـا
مِــن فــوق قرطــاس الطلاســي سـار
يُبـدي عَلـى مـا حاز قَلبي مِن الجَفا
وَيرســم معانيهــا بِميــاه حبــار
يــا راكِبــاً منــا عَلــى هيزعيـة
مِــن أَصــل هجنـا مِـن ضـراب حـرار
حــرا عَلــى قَطـع الفَيـافي مجربـة
وَلَــونه عَلــى شـَكل الغَـزال حمـار
تَشـدي الظَليـم اللـي مسـهي جَوانحه
لَــو شــاف زولا مِــن مكــانو طـار
وَلا عَنــود الريــم بــاول وَلا يَفـو
يُـــوم الســـَلاقي عالجميــد غــار
وَلا قَطــاة نافلــة المــا بفمهــا
تَبغـــي فِراخــاً بِالحِمــا وَصــغار
وَلـم هـداك اللَـه يـا طـارش النيا
وَانســف عَلــى ظَهـر الظَليـم وَسـار
بشـداد غُصـن الميـس سالم مِن العطب
عــوده عَلــى شــكل العَقيـق صـفار
مَكسـور عالعمـدان مـن غـالي الذَهَب
مَرصـــوع يَلمَـــع يــدهش الأَبصــار
مَنســوف عــادل مــن الخــز غـالي
حبـــل البَريســـم كــرب الأَوســار
وَالميركــة مـن شـال ترمـه مكلفـة
وَمطـــوراً بريــش النَعــام طــوار
خَـرج العَقيلـي اللـي بديعه وَصايفو
عمـــل الطَمــوح لشــوقها بــدوار
اللواليــح غربــان دمــن مســهيه
عَلـى الصُبح يَوم ان شيلوا من الدار
وبـالمزودي حـط الـذَهاب اليوافقـك
ال مــا يركــب يــا ولـد عَالنـار
وَشـهد الخَلايـا بـديرة الـترك وَاجد
وَســمن الزهيــري وَالطَحيــن غبـار
احفــظ وصـاتي يـا رَسـولي بفكرتـك
مـــا دُون ممـــا يقســم الجبــار
خلــي مســيرك بالـدُجى يـا غلامنـا
بِـأَرض الـترك مـا فـي عليـك حـذار
الــترك لا ضــب الـدجى قـل سـعدهم
كَمــا الجــاج لا ضـب الظَلام اِحتـار
وَليـا وصـلت بـديرة البـدو وَالعرب
احــرص بليلــك يــا وَلَــد وَنَهـار
دَربــك طَويــل أَمـا ذَلولـك يوصـلك
لَــولا زمــامو قلــت طيــراً وَطـار
دركتكـــم لِلّـــه رَبـــي وَخــالقي
وَحفظنكــــم للفارســــي وَعمـــار
لا ذوملــت بِالــدوح عــدك شــبيها
ســادوح دخــن فـي البحـوره وسـار
مِــن قســطموني مــد عـزك فراقهـا
ياريتهـــا تَبقــى خــراب وَدَمــار
عَلـى أَنقَـرة مَـع سـنقرة مع رُبوعها
عَلـــى قيســرية وَالطَريــق عمــار
عَلــى أَدنـا وَقَيصـوم نحـر هجينتـك
عَلــى مـاردين وَديـار بكـر انحـار
عَلـى حلـب الشَهبا العرب في ركونها
مــا دونَهــا غَيـر الرَهـا وَسـنجار
حمــاه وَحمــص الشـام لازم تزورهـا
الفَيحـــا اللــي تطــول وَســنجار
حيــي دمشـق الشـام واقـري سـلامنا
يـــاريت ديــران الشــوام عمــار
ومنهــا علــى حـوران يمـم مطيتـك
عــا بلادنــا عـز الـدَخيل إن جـار
تَلفــي علــى دار المهينـا بعـدنا
يــا دارنــا دار الشــَقا يـا دار
وَاشـكي لهـا يـا رسـل عني وَقل لها
ريــد انظــرك عــاني مـن الخطـار
يـا دار اشـوفك لابسـة حلـة النيـا
مــن بَعـد مـا لبسـك حريـر بـزرار
يـا دار اشوفك خالية القاع وَالغرف
مــن بعــد مــانتي للعبـاد مـزار
يـا دار أَشـوفك خاربـة مابك الونس
ســِوى بومــاً يزعــق بــك وَالفـار
يـا دار مـن عقـب السجاجيد وَالفَرش
أَرى فرشـــك مــن العفــن وَغبــار
يـا دار مـن عقـب القناديل وَالضيا
أَراكــي بظلمــة توحشــي الــزوار
يــا دار صــرتي للمهامــل مراغـه
مــن بعــد مــانتي مـوطن الشـطار
يـا دار كُنـت العصـر أَرعى بجوانبك
ديجــان مثــل السـوق يَـوم أَن دار
بِـالعون أَشـوفك خـاربه يـا معـثرة
وَمهــدوم صــورك مثــل صـور عكـار
رملــه فلا تَلقــي وَريثــاً يعانقـك
وَلا مــن شــربك مثــل غيــر ديـار
رَدت وَقــالت مــن يلاغــي خرابنــا
مــن أَنــت يــاللي جـايب الأَخبـار
أَرى بـك رَوايـح تنعش القَلب وَالحَشا
عَســى ان ريــح الغــانمين انـدار
عَسـاك مـن الخلان يـا طـارش النيـا
وَعَســى تفــرح المحزونـة بالأَخبـار
قــرب لعلـي انشـق الريـح وَانتَشـى
مِنـــكَ عُلومـــاً تجلـــي الأَكــدار
أَهلاً برســـول الحبـــايب وَمرحَبــا
حــبي هجينــك عــا عـدد مـا سـار
يــا خـي علمنـي يـا خـي قـول لـي
يــا خــي عقلــي مـن دمـاغي طـار
كلمتهــا يــا دار بِــاللَه هــوني
مَعـــي لجنابـــك قصـــة وَخبـــار
قـالت أَريـد العلـم منك عَلى العجل
تَـرى الصـَبر عِنـدي مـا يـذر بهـار
قُلــت لَهـا يـا دار قريـن وَاهجعـي
تَــرى الـدَهر يامـا بوصـفا وَعكـار
تَراهُـم بخيـر وَيرزقـوا مـن نصيبهم
وَعلمــي بهـم بِـأَرض الـتراك حضـار
غَيـر ان همـك شـيب الـرُوس وَاللحـى
وَمــن غَيـر نـارك مـا حرقهـم نـار
عَسـى اللَـه يظهرهـم وَنفـرح جَميعنا
وَتفـــدي حكاياهــا قصــص وَخبــار
وَاختـم كلامـي بالصـلاة عَلـى النَـبي
يشــفع لنــا مـن الهـول وَالأَعسـار
شبلي بك الأطرش الكبير.شاعر زجلي مشهور، كان زعيماً للجبل، وقد أبعد إلى الأناضول.له ديوان شعر جله في الشروقي والزجل والحماسة والفخر والأدب.