
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
درةٌ فــاخرَت نجــومَ الـدرارى
ليلـةُ المولـد الرفيع المنارِ
قـد تحلّـى بهـا الزمانُ فخوراً
فتجلّــى لنــا بــأبهى شـعارِ
غبطتــهُ الكنــوزُ إذ حُرِمَتهـا
وهـو حـالٍ بهـا مـدى الأدهـارِ
وهـى تزهـة مهمـا تقـادم عهدٌ
بســــناءٍ يحـــطّ بالأبصـــارِ
زهــرَةٌ غضـّةٌ سـقَتها الغـوادى
كــوثراً ورده بعيــدُ للــزارِ
كــلُّ أزمانهــا ربيــع نضـير
بشــذاها لــه عظيـم الفخـارِ
دبّ فيهـا الخلـود لا يعتريهـا
مــن ذُبــولٍ كســائر الأَزهـارِ
غـادة الحـور كـل عـامٍ تُوافى
فـي صـفوفِ مـنَ الليـالى جَوارِ
تُفعــم الكــونَ بهجــةً ورواءً
وتَبُــثُّ الســرورَ فـى الأسـرارِ
يقطــع الصـّبُّ عـامَه مسـتهاما
ســـاهداً بالعشــىّ والأبكــارِ
وإِذا مــــا بــــدَت وحيّـــت
كـلّ مـن فـى دُجى الصّبابة سارِ
أجزلَــت وصــلها جلالاً وأُنســاً
وبهــاءً يــبزّ ضــوءَ النّهـارِ
واغتـدى الصـّبُّ ناعمـاً يتهادى
بيــن بشــرٍ وغبطــةٍ ويســارِ
ليلـــة قـــد تتـــوّجَت بعلاءٍ
إذا تحلَّــت بمولــد المختـارِ
هــلّ فيهــا هلالُ وجــهٍ كريـمٍ
قــد أصـابَ الـدّجونَ بـالأنوارِ
آن فيهـا ظهـورُ خيـر البرايا
ســيد الرســل صـفوة الغفّـارِ
أثمــرت أمّــهُ وليــداً زكيـاً
ذاكـــراً ربّـــهُ نقــىّ الإِزارِ
مالـك الشـرق فاتِحَ الغرب فذّا
لا يحـابى فـى قـوله أو يُمارى
ترهــبُ الأرضُ عزمـه مـن مضـاءٍ
وتــدينُ الملــوكُ باســتغفارِ
رُوّعَ الكــونِ مــن جلالٍ عظيــم
لـم يكـن قبلُ عهدُه في الديارِ
فـرأى العـرشَ بـالملائك تشـدو
فــانبرى ســاجداً بكـل وقـارِ
هِـزّة الكـون حَطّمَـت دار كسـرى
وأبـــادت هياكـــلَ الأحجــارِ
بلــج الحـقُّ بالرسـول وأبلـى
خيـرَ جهـدٍ فنـالَ خيـرَ انتصارِ
إيـه يـا ليلـة النّـبىّ أقيمى
بيننــا لا تعجّلــى بــازوِرارِ
زَوِّدينــا مــن الفخـار فإنـا
قـد جهلنـا دُروس ذاك الفخـارِ
حَــدِّثينا عـن الشـفيع حـديثاً
وصـــفى مــاله مِــنَ الآثــارِ
فعسـانا نعـافُ فِعـلَ المخـازي
وعســانا نكــفّ عـن كـل عَـارِ
ذكّرينـــا فرائضــا نتعــالى
بهُــداها إلــى حِمـى الأقمـارِ
ذكَرينـا نسـترجِعِ المجـد إنـا
ناوأتنـــا عواصــفُ الأَقــدارِ
مرحبــاً ليلـةَ المحمـد مَرحَـى
وآصــلينا بريحــك المعطــارِ
وتَبَــاهَى علـى سـواكِ بمـا أُو
تيــت مِــن عـزةٍ ومـن مقـدارِ
جـوهرُ المجـد نلتـه وهـو تاجٌ
لـم تَنَلـهُ العظـام فـي مضمارِ
وَدَّ أترابُــــك انـــتزاعَ علاه
منــك لــولا عنايــة القهـارِ
قد هَمَمنا بكلِّ حزمٍ إلى العليا
فكــونى لنــا مِــنَ الأَنصــارِ
ولتـتيهى ماشـئتِ حسـبُك ذِكـرى
وهتــــافُ الملائك الأطهــــارِ
يـا ربيـع الشهور أنجبت فُضلَى
بحُلاهـــا تزيّنَـــت أشـــعارى
سـيد الخلـق كـان فيها وليداً
فـافتَخِر يـا ربيـعُ أىّ افتخارِ
حسـدتكَ الشـهور إذ حـزت قدما
درةً فــاخرت نجــوم الـدرارِى
بركة محمد.شاعر مصري حديث، كان وكيل بمصلحة التلغرافات والتليفونات المصرية.له ديوان شعر.