
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِنْ رَيحانَةَ الدَّاعِي السَّميعُ
يُــؤرِّقُني وَأَصـْحابي هُجُـوعُ؟
يُنـادي مِـنْ بَراقِشَ أَو مَعِينٍ
فَأَســْمَعَ واتْلَأَبَّ بِنـا مَلِيـعُ
وَقَـدْ جَاوَزْنَ مِنْ غُمْدانَ داراً
لِأَبْـوالِ الْبِغـالِ بِهـا وَقِيعُ
وَرُبَّ مُحَـرِّشٍ فـي جَنْـبِ سـَلْمَى
يَعُـلُّ بَعَيْبِهـا عِنْـدي شـَفيعُ
كَـأَنَّ الْإِثْمِـدَ الْحـارِيَّ فيها
يُسـَفُّ بِحَيـثُ تَبْتَـدِرُ الدُّموعُ
وَأَبْكـارٍ لَهَـوتُ بِهِـنَّ حِينـاً
نَـوَاعِمَ فـي أَسِرَّتِها الرُّدُوعُ
أُمَشـِّي حَولَهـا وَأَطُـوفُ فِيها
وَتُعْجِبُنـي الْمَحاجِرُ وَالْفُروعُ
إِذا يَضـْحَكْنَ أَو يَبْسِمْنَ يَوماً
تَـرَى بَـرَداً أَلَحَّ بِهِ الصَّقيعُ
كَـأَنَّ عَلَـى عَوَارِضـِهِنَّ راحـاً
يُفَــضُّ عَلَيــهِ رُمَّـانٌ يَنِيـعُ
تَرَاهـا الـدَّهْرَ مُقْتِرَةً كِباءً
وَتَقْـدَحُ صـَحْفةً فِيهـا نَقِيـعُ
وَصـِبْغُ ثِيَابِهـا فـي زَعْفَرانٍ
بِجُـدَّتِها كَمـا احْمَرَّ النَّجيعُ
وَقَـدْ عَجِبَتْ أُمامَةُ أَنْ رَأَتْني
تَفَــرَّعَ لِمَّــتي شـَيبٌ فَظيـعُ
وَقَـدْ أَغْـدو يُـدافِعُني سَبُوحٌ
شــَديدٌ أَســْرُهُ فَعْـمٌ سـريعُ
وأَحْمِـرَةُ الْهُجَيـرَةِ كُـلَّ يومٍ
يَضـُوعُ جِحاشـَهُنَّ بمـا يَضـُوعُ
فَأَرْسـَلْنا رَبيئَتَنـا فَـأَوفَى
فَقَــالَ أَلَا أَلا خَمْــسٌ رُتُـوعُ
رَبَاعِيَــةٌ وَقَارِحُهــا وَجَحْـشٌ
وَهَادِيَــةٌ وَتالِيَــةٌ زَمُــوعُ
فَنَادانـا أَنَكْمُنُ أَمْ نُبَادي؟
فَلَمَّـا مَـسَّ حـالِبَهُ الْقَطيـعُ
أَرَنَّ عَشـــِيَّةً فَاســـْتَعْجَلَتْهُ
قَــوائِمُ كُلُّهـا رَبِـذٌ سـَطُوعُ
فَـأَوفَى عِنْـدَ أَقْصـاهُنَّ شـَخْصٌ
يَلُــوحُ كَــأَنَّهُ سـَيفٌ صـَنيعُ
تَـراهُ حِيـنَ يَعْثُـرُ في دِماءٍ
كَمَـا يَمْشـي بِأَقْدُحِهِ الْخَلِيعُ
أَشـابَ الـرَّأْسَ أَيَّـامٌ طِـوالٌ
وَهَــمٌ مـا تَبَلَّعُـهُ الضـُّلُوعُ
وَسـَوقُ كَتيبَـةٍ دَلَفَـتْ لِأُخْـرَى
كَــأَنَّ زُهاءَهــا رَأْسٌ صـَلِيعُ
دَنَـتْ وَاسْتَأْخَرَ الْأَوغالُ عَنْها
وَخُلِّــيَ بَينَهُـمْ إِلَّا الْوَرِيـعُ
فِـدىً لَهُـمُ مَعـاً عَمِّي وَخَالِي
وَشَرْخُ شَبابِهِمْ إِنْ لَمْ يُضيعُوا
وَإِسـْنادُ الْأَسـِنَّةِ نَحْـوَ نَحْرِي
وَهَــزُّ الْمَشـْرَفِيَّةِ وَالْوُقـوعُ
فَـإِنْ تَنُـبِ النَّوَائِبُ آلَ عُصْمٍ
تُـرَى حَكَمـاتُهُمْ فِيهـا رُفُوعُ
إِذا لَـمْ تَسـْتَطِعْ شَيئاً فَدَعْهُ
وَجـاوِزْهُ إِلـى مـا تَسـْتَطِيعُ
وَصـِلْهُ بالزِّمـاعِ فَكُـلُّ أَمْـرٍ
سـَمَا لَـكَ أَو سَمَوتَ لَهُ وَلُوعُ
فَكَـمْ مِنْ غائِطٍ مِنْ دُونِ سَلْمَى
قَلِيـلِ الْأُنْـسِ لَيـسَ بِهِ كَتِيعُ
بِـهِ السـِّرْحانُ مُفْتَرِشاً يَدَيهِ
كَـأَنَّ بَيـاضَ لَبَّتِـهِ الصـَّديعُ
وَأَرْضٍ قَدْ قَطَعْتُ بِها الْهَوَاهي
مِـنَ الْجِنَّـانِ سـَرْبَخُها مَلِيعُ
تَـرَى جِيَـفَ الْمَطِـيِّ بِحافَتَيْهِ
كـأَنَّ عِظامَها الرَّخَمُ الوُقوعُ
لَعَمْــرُكَ مــا ثَلاثٌ حائِمـاتٌ
عَلَـى رُبَـعٍ يَرِعْـنَ وَما يَرِيعُ
وَنَـابٌ مـا يَعيـشُ لَها حُوارٌ
شـَديدُ الطَّعْـنِ مِثْكَـالٌ جَزُوعُ
ســَدِيسٌ نَضــَّجَتْهُ بَعْـدَ حَمْـلٍ
تَحَـرَّى فـي الْحَنينِ وَتَسْتَلِيعُ
بِـأَوجَعَ لَوعَـةً مِنِّـي وَوَجْـداً
غَـداةَ تَحَمَّـلَ الْأَنَـسُ الْجَميعُ
فَإِمَّـا كُنْـتِ سـَائِلَةً بِمُهْـري
فَمُهْـري إِنْ سَأَلْتِ بِهِ الرَّفيعُ
عمرُو بنُ مَعْدي كَرِبَ الزُّبَيْدِيّ، أبو ثَور، من قبيلةِ زُبَيد المِذحجيّة القحطانيّة اليمانيّة. شاعرٌ مخضرمٌ يُعَدُّ من أشهرِ الفرسانِ العرب، ولد نحو 75ق.ه/549م، وتُوفّيَ في 21ه/642م، عاشَ الشّطرَ الأكبرَ من حياتِهِ في الجاهليّة، وكانَ فيها رئيساً لقومِهِ بني "زُبَيد" بعد مقتلِ أخيهِ "عبد الله"، وقد واجهَ في الجاهليّة العديد من القبائل العربيّة مع قومِهِ؛ من مثل بني عامر وبني سُلَيم وبني مازِن الّذين قتلوا أخاه عبد الله. أسلمَ سنة 9هـ في عامِ الوفود، ثمّ ارتدّ عن الإسلام وانضمّ إلى الأسود العَنْسِيّ، لكن سلّم نفسَهُ إلى جيشِ أبي بكر بعد ذلك وعادَ للإسلام، وشاركَ في الفتوحاتِ الإسلاميّة الممتدّة وشهد أهمّ المعارك؛ من مثل معركة اليرموك ومعركة القادسيّة الّتي أبلى فيها بلاءً حسناً، ومعركةِ نهاوند. وتوفّيَ بعد معركة نهاوند سنة 21هـ في موضعٍ يُقالُ له "رُوذة" من أرضِ فارس. اشتُهِرَ بفروسيّتِهِ البالغةِ وحُبِّهِ للطَّعام، ويدورُ أغلبُ شعرِهِ في الحماسةِ ووصفِ الحربِ والمعاركِ والفخرِ بالنّفسِ وبالقبيلة.