
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـــؤاد بنيـــران المصــاب مفــأد
وعيــن ســماها مـبرق المـزن مرعـد
وجسـم بـراه الحـزن كـالبري بالمدى
فصـار كمثـل السـلك فـي الحرب تسرد
طريحـاً علـى فـرش الضنى لم يزل لقىً
ولـــي كبـــد حــرى وطــرف مســهد
وأنــة قــد قــدت ضــلوعي وزفــرة
تكـــاد بروحــي للخياشــيم تصــعد
وقــد عبــدت منـي الرزايـا خلائقـاً
وعهــدي بهــا مـن قبـل ذا لا تعبـد
وكنــت أمـرأ جلـدا علـى كـل حـادث
فقـد صـار لـي أعـدى الأعادي التجلد
لكـــل أنـــاس ســيد يقتــدي بــه
وإِنــي لأهــل الفقــد والحـزن سـيد
لــــديّ عجيــــب أَن أُرى متبســـماً
ومــا ســرني إِلا البكــا والتوجــد
فليــت فمـي إِن أَكـثر السـن ضـاحكا
ســروراً يـرى كالطعنـة الرمـح أدرد
وقــد لــذت الأحــزان عنــدي لأنهـا
غــدت ديــدنا حيــث الأَســى يتجـدد
وقــد أَتلقـى النـاس والعقـل عـازب
ولــم أدر إصــداري مــن حيـث أَورد
مصــائب شــتى جمعــت لــي مصــيبة
وعـــدة حـــزن أكثفـــت لا تعـــدد
علـى تالـد الأيـام لـي طـارف الأَسـى
وفـي كـل يـوم لـي مـن الحـزن مشهد
كــأن الليــالي طــالبتني بثأرهـا
وقــد أدركتــه حيــث منــي يوجــد
وإن دام هــذا الحـزن عنـدي قليلـه
فقـدت مـع المفقـود مـن حيـث يفقـد
وهيهـــات لا حـــزن كحزنــي لأننــي
أَقــوم بــه مــن غيـر عقـل وأَقعـد
ألا بكــر النــاعي بكاملــة الحجـى
وطــاهرة الأَعــراق وَالعُــرض أمجــد
كريمــة قــوم مــا بهـا عـضُّ هجنـة
يقدســـها صـــيت ومجـــد ومحتـــد
حصــاناً كسـا أَخلاقهـا رونـق الحيـا
ومــا هــي إِلا فــي الملمـات جلمـد
خـديراً تمنـى النجـم اسـقاط لفظهـا
ويســـــقط إجلالاً لهــــا ويمجــــد
تـبيت خميـص البطـن غرثـى من الطوى
وجاراتهــا فـي عيشـها الرغـد رغـد
عقيـم مـن الفحشـا ولـود مـن الثنا
سـبوق إِلـى الحسنى لها الفضل واليد
بقيـــة نســـوان مضـــت لســبيلها
فلا دهرهـــا يرجــى ولا هــي توجــد
هي الزوجة المعوان في السخط والرضى
وفــي الـدين والـدنيا وجـدك مسـعد
إِذا حلــت الأَضــياف بالليـل سـاحتي
ونــام علــى ليـن الفـراش المزنـد
تطــوف علــى خفـض القـدور ورفعهـا
وجاراتهـــا فــوق المطــارح هجــد
وتملــي جفانــا كـالجواني لضـيفها
ثريــداً وذو الاحســان للضـيف يـثرد
وكـانت علـى الـدين الحنيفـي حافظاً
علـــى أَنهــا فيــه تنــص وتســند
وكــانت علــى فقـدي تحـاذر قبلهـا
وتــدعو بــأن أبقـى لنسـلي وتفقـد
لبســت قشــيب الـدهر منـذ لبسـتها
فلا المــاء مغــبر ولا العيـش أَنكـد
زمــاني بهــا غـض وعـودي بهـا يـد
وحلمــي بهــا كهــل وخــدي أمــرد
ولمــا نعــى النـاعي بهـا فكـأنني
لكعـب بـن سـلمى وهي في الفقد أيرد
فمـــا أم خســـف أودعتــه خميلــة
وظلــت بـروض الزنـد ترعـى وتـورد
إِلــى أن لعـاب الشـمس رقـرق دونـه
وحــان لهـا وقـت الرضـاع المعربـد
خطــت دونــه تستنشـق الزهـر دونـه
وتنظـــر مــن هنــا وهنــاً تلــدد
فلمــا أتــت دون الكنــاس تلفتــت
إِلــى قــانص للخلــف يـدنو ويخلـد
ومـــا راعهـــا إلا ترشـــح دمـــه
وقــد نزعــت فيـه الحوايـا وأكبـد
فمــا برحــت تلتــاع حــول كناسـه
وترفـــع رأســـاً للســماء وتصــمد
ولمــا أتاهــا الليـل بـاتت تقصـه
تغــور لــه طــوراً وطــوراً فتنجـد
بأوجــد منــي يــوم ســارت جنـازة
إِلــى لحــد قــبر بالــذروب يمهـد
مجـــاورة قومــاً ولا وصــل بينهــم
وليــس لهـم فـي هامـد الـترب عـود
يقولــون لــي يـوم الخميـس مبـارك
لـه المشـتري سـعد ومـا فيـه أسـعد
إذا مــر لــي يـوم الخميـس وليلـه
تمـــرر شــربي وهــو عــذب مــبرد
وإِن عرضــت فــوق الرقــاب جنــازة
تحيــرت أَو أَنـي علـى الحـزن أَوجـد
وإِن نظــرت عينــي غريبــاً وحمــزة
وإخـــوتهم حــولي وهــم يتوجــدوا
يقولـون لـي قـل مـن لنـا بعد أمنا
ومــن غيرهــا نـأوي إليهـا ونقصـد
أجــود بنفســي فــي عزاهــم كآبـة
وهـــم بـــالنفوس للكآبــة أجــود
أَقـــول لهـــم إِن الحيــاة شــهية
ولكــن علــى مــر الجديـدين تنفـد
وكــل لــه وقــت فمـا عنـه فمرحـل
وليــس لـه عـن يـومه الفـرد مفـرد
ومــا المــال والأهلــون إِلا تعلــة
ومـا الـدار إِلا مـا قناهـا المخلـد
عليــك بحســن الصـبر فالصـبر حلـة
معظمــد المقــدار مــن حيـث توجـد
ســقى أمكــم فـي قبرهـا كـل سـاعة
مــن المــزن رجـاس العشـيات مُلبـد
وصــلى عليهــا اللــه بعــد محمـد
فخيـــر صـــلاة خــص فيهــا محمــد
سالم بن غسان بن راشد بن عبد الله بن علي اللواح الخروصي.ولد في قرية ثقب، بالقرب من وادي بني خروص على سفح الجبل الأخضر.نشأ على يدي والده في قريته، وقرأ القرآن بقرية الهجار من وادي الخروص، ثم رحل في طلب العلم إلى نزوى وأخذ الفقه والأدب.