
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَزِئتُــم بنفـسٍ تجهلـونَ خِلالَهـا
فهلّا رأيتــم نقصــَكم وكمالَهـا
وقلتم تُسِرُّونَ الأحاديثَ في الدُّجى
تعـالوا نُخَفِّف زَهوها واختِيالها
كصـاعقةٍ نَفسي فخافوا انقِضاضَها
وقُولـوا بيـأسٍ مـا أعزَّ منالها
فكـم منيـةٍ قـد نلتُهـا بمنيّـةٍ
وكـم ذروةٍ شـماءَ عَزمـي أمالها
أمـا أحرقَتكُم نارُها حيثُ نورُها
هَـداكم فبتُّـم تُكـبروُن فِعالهـا
فمــا هــي إلا مهــرةٌ عربيَّــةٌ
تُقَطِّـعُ فـي مجرى الجيادِ شِكالها
جرى دَمُها ناراً فحنَّت إلى الوَغى
وقـد عَشـِقَت بعدَ الجروحِ نبالها
لئن سـَقَطت بيـنَ الرِّمـاحِ صريعةً
فـذلكَ مـوتٌ مـا تمنّـت أنالهـا
تَتُـوقُ الـى مَرعـى خصـيبٍ ومرتعٍ
رحيـبٍ وتَشـتاقُ المسـاءَ رمالها
فكـم صـهلاتٍ فـي النَّوى تَستفزُّني
وكـم نظـراتٍ أسـتحبُّ اشـتِعالها
وذاتِ دلالٍ قـــابَلتني ببســـمةٍ
فقـابلتُ بـالوجهِ العبوسِ دلالها
لها بسماتُ البرقِ في ليلِ مِحنتي
فليـتَ لحظِّي في الجهادِ كما لها
فـأظفرَ من دنيايَ بالحبِّ والغِنى
وأملـكَ حينـاً مالهـا وجمالهـا
تُسـائلني عـن صـفرتي فأُجيبُهـا
نضـارةُ هـذا الوجهِ همِّي أزالها
جَـبيني عليهِ مسحَةُ الحِكمةِ التي
تميـزُ بتَصـفيرِ الجبـاهِ رِجالها
إذا قلـتِ دعهـا وانعَمَنَّ بوصلِنا
أقـولُ دَعينـي قـد عبـدتُ جَلالها
رويـدكِ يـا حسناءُ ليست نفوسُنا
تُحِــبّ مـن الأجسـام إلا نصـالها
خُلِقــنَ كــبيراتٍ لهّــمٍ ومطمـعٍ
فمـا رَضيت نفسي الكبيرةُ حالها
ولا تَنفَـعُ الأمـوالُ نفسـاً فقيرةً
ولا تجمـعُ النفـسُ الغنيةُ مالها
فنفسـي لجسـمي كـاللّهيبِ لِشَمعةٍ
وكــم حـلَّ هـمٌّ مهجـةً فأسـالها
فهل راحةٌ تُرجى لمن سارَ والعُلى
تُشـيرُ إليـهِ وهـوَ يَبغي نوالها
وإنـي لجوّادُ على المجدِ والهوى
بنَفسـي ومـا طيفُ المنيَّةِ هالها
لـكِ اللـهُ كـم نفسٍ حَصانٍ تألمت
لِمـرأى شـرورٍ لا تُطيقُ احتمالها
لهـا وثباتُ الضوءِ قبلَ انطفائهِ
وعِقـدَتُها يأبى الزمانُ انحلالها
لئن تــكُ زلاتُ الكبــارِ كـبيرة
فـأكبرُ منهـا مـن عَفا وأقالها
ومـا روضـةٌ قـد نـوَّرت زَهراتُها
وفضــَّضَ نــورٌ رَملهــا وزلالهـا
وغنّــت سـواقيها قصـائدَ حبِّنـا
لتـودعَ شـكوى العاشـقينَ ظلالها
بأجمـلَ مـن وجـهٍ تُرفـرِفُ نفسـُهُ
عليهِ وفي العَينَينِ تُلقي خيالها
بعيشـكَ هـل شـاقَتكَ دارُ حبيبـةٍ
تنشــَّقتَ ريّاهـا ونلـتَ وصـالها
فأبكـاكَ فـي بَلواكَ تذكارُ نعمةٍ
كحلـمٍ تـرى إقبالها وارتحالها
فما أقتلَ التذكارَ في نفسِ عاشقٍ
تحـاول مـن كـلِّ الأمـورِ عضالها
لئن تسـألِ العشـّاقَ عن دمعاتهم
أروكَ على صفرِ الوجوهِ انهمالها
إلياس بن عبد الله بن إلياس بن فرج بن طعمة.شاعر من أدباء لبنان في المهجر الأميركي، امتاز بروح عربية نقية.ولد بقرنة الحمراء في المتن بلبنان، وتخرج بمدرسة الحكمة ببيروت، وهاجر إلى أميركا الجنوبية 1908 فأصدر جريدة الحمراء في ريو دي جانيرو بالبرازيل، واتخذ لنفسه اسم أبو الفضل الوليد سنة 1916.عاد إلى وطنه سنة 1922، وقام برحلات في الأقطار العربية وغيرها.له: كتاب القضيتين في السياستين الشرقية والغربية، ونفخات الصور، وأحاديث المجد والوجد، والسباعيات مقاطيع شعرية، وقصائد ابن طعمة.