
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـومي ومـا قـومي سوى شيعتي
يراعــتي والليــلُ والفرقَـد
اطلقتمــوني شــاعراً سـاهراً
والنــاسُ فــي غفـوتهم رقـد
أرود مـا بيـن السما والثرى
أســتكنه الخلــق واسترشــد
أمــر بــالزارع فــي كـوخه
أو حقلــه يرويــه أو يحصـد
فــأكبر الهمــة فــي بؤسـه
وعــونه دنيــا لــه تجحــد
فمــرة يرعــى قطيعــاً لــه
عصــاه تســترجع مــا يشـرد
ومـــرةً يشـــجيه مزمـــاره
كـــــأنه داود إذ ينشــــد
مـا أجمـل الغـادة في ريفها
أخلاقهـــا عــن قدســها ذود
إذ تحمــل الجــرة مملــوءةً
تمشـي بهـا مـا سـاندتها يدُ
لــو أدرك الأعـرابُ إجهادهـا
مـا كـانت الأنـثى إذاً تـوءد
وأدخـل المـدن أرى مـا بهـا
الزيـغ والـدعوى ومـا يفسـد
كــم قـر مغـرور بهـا مـترفٌ
مســتمرئ فــي عيشــه يرغـد
وكــم شــحيح كــانز مــاله
يوغــل فـي الجمـع ولا يرقـد
أغشـى الجماعـات علـى حيـرةٍ
مـن رؤيـة الضـدين إذ أشـهد
كـم مـن مناحـاتٍ علـى راحـلٍ
ومهرجـــان لامـــرئٍ يولـــد
وأبصــر القيــن علـى كيـره
يجهــده التطريــق والمـبرد
وراكــــبٍ ســـيارة فخمـــةً
كــأنه فــي قــومه الســيد
وراجــلٍ يمشــي علــى رسـله
ومســرع صــاح بــه الموعـد
الكــل مصــروف إلــى قصـده
أقفـر منـه السـهل والمسـجدُ
جـانبتهم فـي الطير مستبصراً
وقـد تـآخى الصـقر والصـفرد
فـوق غصـون الـدوح فـي ظلها
كــم مســتفئ عنــدها يربـد
وجــدولٍ قــال علــى جســره
بعــضٌ وبعــض دونــه يرقــد
وكرمــةٍ قــامت علـى عرشـها
في الروض وهو المزهر الموردُ
ناســت دواليهــا ثرياتهــا
أعنابهــا سـبحان مـن ينضـد
وطـال بـي السـير إلـى موضع
حيـث الوحـوش العجم والقنفد
فارتـاحت النـس بمـا شـاهدت
والمــرء مـأخوذ بمـا يشـهد
الــوحش للــوحش بــه رحمـةٌ
مــا بالنـا للنـاس نستأسـد
حـتى إذا اسـتوعبت أخبـارهم
عــدت إليكــم شـاهداً أنقـد
قـومي ومـا قـومي سوى شيعتي
يراعــتي والليــلُ والفرقـد
ملــك ســليمان تـرى ملككـم
وإننــي فــي شـعبه الهدهـد
إسماعيل سري الدهشان.أحد رواد الحركة الشعرية في مصر بداية القرن العشرين، التي كان في طليعتها أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، خليل مطران .. وغيرهم.اختير عضواً بمجلس إدارة جماعة أبولو الشعرية في جلسة أكتوبر 1932 برئاسة أمير الشعراء أحمد شوقي والتي كانت آخر جلسة يحضرها شوقي إذ توفي بعدها.كان ضليعاً باللغة الفرنسية وعرّب الكثير من الشعر الفرنسي ونشره على صفحات مجلة أبولو.