
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هنيئاً بصـــوم لا عــداه قبــول
وبشــرى بعيـد أنـت فيـه منيـل
وهنئتهــا مــن عــزةٍ وســعادةٍ
تتــابع أعــوام بهــا وفصــول
سـقى الله دهراً أنت إنسان عينه
ولا مــس ربعـاً فـي حمـال محـول
فعصـرك مـا بيـن الليالي مواسم
لهـــا غـــرر وضــاحة وحجــول
وجانبـك المـأمول للجـود مشـرع
يحـــوم عليــه عــالم وجهــول
عســاك وإن ضـن الزمـان منـولي
فرسـم الأمـاني مـن سـواك محيـل
أجرنـي فليـس الـدهر لي بمسالم
إذا لـم يكـن لـي في ذراك مقيل
وأولنـي الحسـنى بمـا أنـا آمل
فمثلــك يــولي راجيــاً وينيـل
وواللـه مـا رمت الترحل عن قلى
ولا ســخطة للعيــش فهــو جزيـل
ولا رغبـة عـن هـذه الـدار إنها
لظــل علــى هـذا الأنـام ظليـل
ولكـن نـأى بالشـعب عنـي حبائب
شــجاهن خطــب للفــراق طويــل
يهيــج بهـن الوجـد أنـي نـازح
وأن فــؤادي حيــث هــن حلــول
عزيـز عليهـن الـذي قـد لقيتـه
وأن اغــترابي فـي البلاد يطـول
تـوارت بأنبـائي البقـاع كأنني
تخطفــت أو غــالت ركـابي غـول
ذكرتـك يـا مغنـى الأحبة والهوى
فطــارت بقلــبي أنــة وعويــل
وحببــت عـن سـوق ربـاك كأنمـا
يمثــل لــي نــؤي بهـا وطلـول
أأحبابنـا والعهـد بيني وبينكم
كريـم ومـا عهـد الكريـم يحـول
إذا أنـا لم ترض الحمول مدامعي
فلا قربتنـــي للقـــاء حمـــول
إلام مقـامي حيـث لـم ترد العلى
مـرادي ولـم تعـط القيـاد ذلول
أجـاذب فضـل العمـر يوماً وليلةً
وســاء صــباح بينهــا وأصــيل
ويـذهب بـي مـا بيـن يأس ومطمع
زمــان بنيــل المعلـوات بخيـل
تعللنــي عنــه أمــان خــوادع
ويؤنســني ليــان منــه مطــول
أمــا لليــالي لا تـرد خطوبهـا
ويؤنســني ليــان منــه مطــول
يروعنــي مـن صـرفها كـل حـادث
تكــاد لــه صـم الجبـال تـزول
أداري على الرغم العدى لا لريبة
يصـــانع واش خوفهـــا وعــذول
وأغــدو بأشــجاني عليلاً كأنمـا
تجــود بنفســي زفــرة وغليــل
وإنـي وإن أصـبحت فـي دار غربة
تحيــل الليـالي سـلوتي وتـديل
وصـدتني الأيـام عـن خيـر منـزل
عهــدت بــه أن لا يضــام نزيـل
لأعلـم أن الخيـر والشـر ينتهـي
مــداه وأن اللــه ســوف يـديل
وأنـي عزيـز بـابن ماسـاي مكثر
وإن هــان أنصــار وبـان خليـل
عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، من ولد وائل بن حجر.الفيلسوف المؤرخ، العالم الاجتماعي البحاثة، أصله من إشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس، رحل إلى فارس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس، ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزين بزي القضاة محتفظاً بزي بلاده، وعزل، وأعيد، وتوفي فجأة في القاهرة. كان فصيحاً، جميل الصورة، عاقلاً، صادق اللهجة، عزوفاً عن الضيم، طامحاً للمراتب العالية، ولما رحل إلى الأندلس اهتز له سلطانها، وأركب خاصته لتلقيه، وأجلسه في مجلسه.اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر) مجلدات، أولها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منه إلى الفرنسية وغيرها، وختم (العبر) بفصل عنوانه (التعريف بابن خلدون) ذكر فيه نسبه وسيرته وما يتصل به من أحداث زمنه، ثم أفرد هذا الفصل، فتبسط فيه، وجعله ذيلاً للعبر، وسماه (التعريف بابن خلدون، مؤلف الكتاب، ورحلته غرباً وشرقاً -ط) وله شعر.ومن كتبه: (شرح البردة)، وكتاب في (الحساب)، ورسالة في (المنطق)، و(شفاء السائل لتهذيب المسائل-ط).