
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضـحكت وجـوه الـدهر بعـد عبـوس
وتجللتنـــا رحمــة مــن بــوس
وتوضـحت غـرر البشـائر بعـد ما
انبهمـت فأطلعهـا حـداة العيـس
صـدعوا بهـا ليـل الهموم كأنما
صــدعوا الظلام بجـذوة المقبـوس
فكـأنهم بثـوا حيـاة فـي الورى
نشــرت لهـا الآمـال مـن مرمـوس
قـرت عيـون الخلـق منهـا بالتي
أضـفت مـن النعمـاء خيـر لبـوس
فكــأن قــومي نــادمتهم قرقـف
شـربوا النعيـم لهـا بغير كؤوس
يتمـايلون مـن المسـرة والرضـى
ويقــــابلون أهلـــة بشـــموس
مــن راكـب وافـى يحيـي راكبـاً
وجليـــس أنــس قــاده لجليــس
ومشـــفع للـــه يــؤنس عنــده
أثـر الهـدى في المعهد المأنوس
يعتـــد منهــا رحمــة قدســية
فيبـــوء للرحمـــن بالتقــديس
طـــب بــإخلاص الــدعاء وإنــه
يشـفي مـن الـداء العياء ويوسي
يـا ابـن الخلائف والذين بنورهم
نهجــت ســبيل الحـق بعـد دروس
والناصـر الـدين القـويم بعزمة
طــرد اســتقامتها بغيـر عكـوس
هجـر المنـى فيهـا ولذات المنى
فــي لــذة التهجيـر والتغليـس
حـاط الرعيـة بالسياسـة فانضوت
منـــه لإكـــرم مالــك وســؤوس
أســد يحـامي عـن حمـى أشـباله
حــتى ضــووا منــه لأمنـع خيـس
قسـماً بموشـي البطـاح وقـد غدت
تختــال زهـواً فـي ثيـاب عـروس
والمــاثلات مـن الحنايـا جثمـا
يخــبرن عــن طســم وفـل جـديس
خــوص مضــمرة البطــون كأنهـا
أنضــاء ركــب فـي الفلاة حـبيس
وخز البلى منها الغوارب والذرى
فلفتــن خـزراً بـالعيون الشـوس
لبقــاك حــرز الأنــام وعصــمة
وحيـــاة أرواح لنـــا ونفــوس
ولأنــت كافــل ديننــا بحمايـة
لــولاك ضــيع عهــدها وتنوســي
اللــه أعطــاك الـتي لا فوقهـا
وحبــاك حظــاً ليــس بـالموكوس
تعنـو القلـوب إليك قبل وجوهنا
ســيان مــن رأس ومــن مــرءوس
فــإذا أقمـت فـإن رعبـك راحـل
يحمــي علـى الأعـداء كـل وطيـس
وإذا رحلـــت فللســعادة آيــة
تقتادهــا فــي مــوكب وخميــس
وإذا الأدلـة فـي الكمال تطابقت
جــاءت بمســموع لهــا ومقيــس
فــانعم بملكــك دولــة عاديـة
تشـقي الأعـادي بالعـذاب الـبيس
وإليكهــا منـي علـى خجـل بهـا
عــذراء قــد حليـت بكـل نفيـس
غـذراً فقـد طمـس الشـباب ونوره
وأضـاء صـبح الشـيب عنـد طمـوس
لــولا عنايتــك الـتي أوليتنـي
مــا كنـت أعنـى بعـدها بطـروس
واللـه مـا أبقـت ممارسة النوى
منــي ســوى مــرس أحــم دريـس
أنحـى الزمان علي في الأدب الذي
دارســـــته بمجـــــامع ودروس
فســطا علـى وفـري وروع مـأمني
واجتـث مـن دوح النشـاط غروسـي
ورضــاك رحمــتي الـتي أعتـدها
تحيـي منـى نفسـي وتـذهب بوسـي
عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، من ولد وائل بن حجر.الفيلسوف المؤرخ، العالم الاجتماعي البحاثة، أصله من إشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس، رحل إلى فارس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس، ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزين بزي القضاة محتفظاً بزي بلاده، وعزل، وأعيد، وتوفي فجأة في القاهرة. كان فصيحاً، جميل الصورة، عاقلاً، صادق اللهجة، عزوفاً عن الضيم، طامحاً للمراتب العالية، ولما رحل إلى الأندلس اهتز له سلطانها، وأركب خاصته لتلقيه، وأجلسه في مجلسه.اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر) مجلدات، أولها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منه إلى الفرنسية وغيرها، وختم (العبر) بفصل عنوانه (التعريف بابن خلدون) ذكر فيه نسبه وسيرته وما يتصل به من أحداث زمنه، ثم أفرد هذا الفصل، فتبسط فيه، وجعله ذيلاً للعبر، وسماه (التعريف بابن خلدون، مؤلف الكتاب، ورحلته غرباً وشرقاً -ط) وله شعر.ومن كتبه: (شرح البردة)، وكتاب في (الحساب)، ورسالة في (المنطق)، و(شفاء السائل لتهذيب المسائل-ط).