
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســيدي والظنــون فيــك جميلـة
وأياديـــك بالأمـــاني كفيلــه
لا تحــل عــن جميـل رأيـك إنـي
مـا لـي اليـوم غيـر رأيك حيله
واصـطنعني كمـا اصـطنعت بإسـدا
ء يــد مــن شــفاعة أو وسـيله
لا تضــعني فلســت منــك مضـيعاً
ذمــة الحـب والأيـادي الجميلـه
وأجرنــي فــالخطب عــض بنــاب
بيـه وأجـرى إلـى حمـاي خيـوله
ولــو أنــي دعــا بنصــري داع
كنــت لــي خيـر معشـر وفصـيله
أنـه أمـري إلـى الـذي جعل الل
ه أمــور الــدنيا لـه مكفـوله
وأراه فــي ملكــه الآيــة الـك
بــرى فــولاه ثــم كـان مـديله
أشـهدته عنايـة اللـه فـي التم
حيــص أن كــان عــونه ومنيلـه
العزيـز السـلطان والملـك الظا
هـر فخـر الـدنيا وعـز القبيله
ومجيــر الإســلام مــن كـل خطـب
كــاد زلــزال بأسـه أن يزيلـه
ومـديل العـدو بالطعنـة النجلا
ء تفــــري مـــاذيه ونصـــوله
وشـــكور لأنعــم اللــه يفنــي
فـــي رضـــاه غــدوه وأصــيله
وتلطــف فـي وصـف حـالي وشـكوى
خلـــتي يـــا صــفيه وخليلــه
قـل لـه والمقـال يكـرم مـن مث
لــك فـي محفـل العلا أن يقـوله
يـا خونـد الملـوك يا معدل الد
هــر إذا عــدل الزمـان فصـوله
لا تقصـر فـي جـبر كسـرى فما زل
ت أرجيـــك للأيــادي الطويلــة
أنــا جــار لكـم منعتـم حمـاه
ونهجتــم إلـى المعـالي سـبيله
وغريــب أنســتموه علـى الـوحش
ة والحــزن بالرضــى والسـهوله
وجمعتــم مـن شـمله فقضـى الـل
ه فراقــاً ومــا قضــى مـأموله
غـاله الدهر في البنين وفي الأه
ل ومــا كــان ظنــه أن يغـوله
ورمتـه النـوى فقيـداً قـد اجـت
احــت عليــه فروعــه وأصــوله
فجــــذبتم بضـــبعه وأنلتـــم
كــل مـا شـاءت العلا أن تنيلـه
ورفعتــم مـن قـدر قبـل أن يـش
كــو إليكــم عيــاءه وخمــوله
وفرضــــتم لــــه حقيقـــة ود
حــاش للــه أن تــرى مسـتحيله
همـــة مــا عرفتهــا لســواكم
وأنــا مـن خـبرت دهـري وجيلـه
والعــدا نمقــوا أحـاديث إفـك
كلهـــا فــي طــرائق معلــوله
روجــوا فــي شـأني غـرائب زور
نصــــبوها لأمرهـــم أحبـــوله
ورمـوا بالـذي أرادوا مـن الـب
هتــان ظنــاً بأنهــا مقبولــة
زعمـوا أننـي أتيـت مـن الأقـوا
ل مــا لا يظــن بــي أن أقـوله
كيــف لـي أغمـط الحقـوق وأنـي
شــكر نعمــاكم علــي الجزيلـه
كيـف لـي أنكـر الأيادي التي تع
رفهــا الشـمس والظلال الظليلـه
إن يكـن ذا فقـد بـرئت مـن الل
ه تعــالى وخنــت جهـراً رسـوله
طوقونــا أمــر الكتـاب فكـانت
لقــداح الظنــون فينـا مجيلـه
لا ورب الكتـــاب أنزلــه الــل
ه علــى قلـب مـن وعـى تنزيلـه
مــا رضــينا بـذاك فعلاً ولا جـئ
نـاه طوعـاً ولا اقتفينـا دليلـه
إنمــا ســامنا الكتــاب ظلـوم
لا يرجـــى دفـــاعه بـــالحيله
ســـخط نـــاجز وحلـــم بطيــء
وســلاح للــوخز فينــا صــقيله
ودعــوني ولسـت مـن منصـب الـح
كــم ولا ســاحباً لـديهم ذيـوله
غيــر أنــي وشــى بــذكري واش
يتقصــــى أوتـــاره وذحـــوله
فكتبنـــا معــولين علــى حــل
مـك تمحـو الاصـار عنـا الثقيله
مــا أشــرنا بـه لزيـد ولا عـم
رو ولا عينـــوا لنــا تفصــيله
إنمــا يــذكرون عمــن وفيمــن
مبهمـــات أحكامهـــا منقــوله
ويظنـــون أن ذاك علـــى مـــا
أضــمروا مـن شـناعة أو رذيلـه
وهــو ظــن عــن الصـواب بعيـد
وظلام لـــم يحســـنوا تــأويله
وجنـاب السـلطان نزهـه اللـه ع
ن العــاب بالهــدى والفضــيله
وأجــل الملــوك قــدراً صــفوح
يرتجــي ذنــب دهــره ليقيلــه
فاقبلوا العذر إننا اليوم نرجو
بحيــاة السـلطان منكـم قبـوله
وأعينــوا علـى الزمـان غريبـاً
يشــتكي جــدب عيشــه ومحــوله
جــاركم ضــيفكم نزيــل حمـاكم
لا يضــيع الكريـم يومـاً نزيلـه
جــددوا عنــده رســوم رضــاكم
فرســوم الكــرام غيــر محيلـه
داركـــوه برحمـــة فلقـــد أم
ســت عقــود اصــطباره محلـوله
وانحلــوه جــبراً فليــس يرجـي
غيــر إحسـانكم لهـذي النحيلـه
يـا حميـد الآثـار فـي الدهر يا
ألطنبغـا يـا روض العلا ومقيلـه
كيــف بالخانقــاه ينقــل عنـي
لا لـــذنب أو جنحـــة منقــوله
بــل تقلــدتها شــغوراً بمرسـو
م شــــريف وخلعـــة مســـدوله
ولقــــد كنـــت آملاً لســـواها
وســـواها بوعـــده أن ينيلــه
وتــــوثقت للزمـــان عليهـــا
بعقــود مــا خلتهــا محلــوله
أبلغــن قصــتي فمثلـك مـن يـق
صـد فعـل الحسـنى بمن ينتمي له
واغنمــوا مـن مثوبـتي ودعـائي
قربـــة عنــد ربكــم مقبــوله
واصــحب العـز ظـافراً بالأمـاني
واتـرك العصـبة العـدا مفلـوله
واعتمـل فـي سـعادة الملك الظا
هـــر أن تمحــو الأذى وتزيلــه
وتعيــد الــدنيا لأحســن شــمل
حيــن تضــحي بســعده مشــموله
واطلـب النصـر مـن سـعادته يـص
حبـك دابـاً في الظعن والحيلوله
وارتقــب مــا يحلــه بالأعـادي
فـي جمـادى أو زد عليـه قليلـه
وخـــذوه فـــألاً بحســن قبــول
صـدق اللـه فـي الزمـان مقـوله
فلقـد كـان يحسـن الفال عند ال
مصــطفى دائمــاً ويرضـى جميلـه
عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، من ولد وائل بن حجر.الفيلسوف المؤرخ، العالم الاجتماعي البحاثة، أصله من إشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس، رحل إلى فارس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس، ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزين بزي القضاة محتفظاً بزي بلاده، وعزل، وأعيد، وتوفي فجأة في القاهرة. كان فصيحاً، جميل الصورة، عاقلاً، صادق اللهجة، عزوفاً عن الضيم، طامحاً للمراتب العالية، ولما رحل إلى الأندلس اهتز له سلطانها، وأركب خاصته لتلقيه، وأجلسه في مجلسه.اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر) مجلدات، أولها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منه إلى الفرنسية وغيرها، وختم (العبر) بفصل عنوانه (التعريف بابن خلدون) ذكر فيه نسبه وسيرته وما يتصل به من أحداث زمنه، ثم أفرد هذا الفصل، فتبسط فيه، وجعله ذيلاً للعبر، وسماه (التعريف بابن خلدون، مؤلف الكتاب، ورحلته غرباً وشرقاً -ط) وله شعر.ومن كتبه: (شرح البردة)، وكتاب في (الحساب)، ورسالة في (المنطق)، و(شفاء السائل لتهذيب المسائل-ط).