
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـى الطيـف أن يعتـاد إلا توهمـا
فمـن لي بأن ألقى الخيال المسلما
وقـد كنـت اسـتهديه لو كان نافعي
وأسـتمطر الأجفـان لـو تنقع الظما
ولكـــن خيـــال كــاذب وطماعــة
تعلــل قلبــاً بالأمــاني متيمــا
يــا صـاحبي نجـواي والحـب لوعـة
تبيـح بشـكواها الضـمير المكتمـا
خـذا لفـؤادي العهد من نفس الصبا
وظبي النقا والبان من اجرع الحمى
ألا صــنع الشـوق الـذي هـو صـانع
فحـبي مقيـم أقصـر الشـوق أو سما
وإنـــي ليــدعوني الســلو تعللاً
وتنهـــاني الأشــجان أن اتقــدما
لمــن دمــن اقفــرن إلا هواتفــاً
تـــردد فــي أطلالهــن الترنمــا
عرفـت بهـا سـيما الهـوى وتنكـرت
فمجـــت علــى آياتهــا متوســما
وذو الشـوق يعتـاد الربوع دوارساً
ويعــرف آثــار الــديار توهمــا
تــأوبني والليــل بينــي وبينـه
وميــض بــأطراف الثنايـا تضـرما
أجــد لــي العهـد القـديم كـأنه
أشــار بتــذكار العهـود فأفهمـا
عجبــت لمرتــاع الجوانــح خـافق
بكيــت لــه خلـف الـدجى وتبسـما
وبـــت أرويـــه كــؤوس مــدامعي
وبـات بطـاعني الحـديث عـن الحمى
وصـافحته عـن رسـم دار بـذي عصـا
لبسـت بهـا ثـوب الشـبيبة معلمـا
لعهـدي بهـا تدني الظباء أو انسا
وتطلـع فـي آفاقهـا الغيـد أنجما
أحـن إليهـا حيـث سـار بـي الهوى
وأنجــد رحلـي فـي البلاد وأتهمـا
عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، من ولد وائل بن حجر.الفيلسوف المؤرخ، العالم الاجتماعي البحاثة، أصله من إشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس، رحل إلى فارس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس، ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزين بزي القضاة محتفظاً بزي بلاده، وعزل، وأعيد، وتوفي فجأة في القاهرة. كان فصيحاً، جميل الصورة، عاقلاً، صادق اللهجة، عزوفاً عن الضيم، طامحاً للمراتب العالية، ولما رحل إلى الأندلس اهتز له سلطانها، وأركب خاصته لتلقيه، وأجلسه في مجلسه.اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر) مجلدات، أولها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منه إلى الفرنسية وغيرها، وختم (العبر) بفصل عنوانه (التعريف بابن خلدون) ذكر فيه نسبه وسيرته وما يتصل به من أحداث زمنه، ثم أفرد هذا الفصل، فتبسط فيه، وجعله ذيلاً للعبر، وسماه (التعريف بابن خلدون، مؤلف الكتاب، ورحلته غرباً وشرقاً -ط) وله شعر.ومن كتبه: (شرح البردة)، وكتاب في (الحساب)، ورسالة في (المنطق)، و(شفاء السائل لتهذيب المسائل-ط).