
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــد رق بـابن شـبيب كـأس تشـبيبي
حــتى مزجـت هـوى الشـبان بالشـيب
كـم بيـض الشـعر مـن فـوديه ناصيةً
شـابت باغيـد داجـي الشـعر غربيـب
وشــب فيــه زهيــراً فــي صـناعته
ككــوكب شــرقٍ فــي الأفــق مشـبوب
يحـــدو بســـرح قــوافيه مرجعــة
حــدو المرهفــة العيـش المطـاريب
مــن كـل حـرف كحـرف هـاض جانبهـا
مـن خلـف طـرف طمـوح الطـرف مجنوب
قـد أنجبـت فيـه فـي الأعراب منجبة
أصــلاً فــأعرب عــن طبـع الأعـاريب
غــذته مــن لبــن الحييـن رغـوته
حـي اللقـاح وحـي المنـزل المـوبي
الغــي الحضــارة إذ حنـت بـداوته
فهــل ســمعت لشــعر حنــة النيـب
ينســـل مختطفــاً أقصــى شــوارده
مثــل انسـلال رصـيد الثلـة الـذيب
مــا صــوب الفكــر إلا ريـث صـعده
فــالفكر منــه بتصــعيد وتصــويب
يفيـض بالثـاقب الـرأي المصيب ذكا
حــتى يصــوب بــدر غيــر مثقــوب
منمنـــم زهــر الألفــاظ يرقمهــا
رقــم الخميلــة فـي طـرز وترتيـب
للشــعر حســنان لا تعــدوهما جهـة
حســـن بمعنــى وحســن بالأســاليب
مقـــوض الهــم والحوبــا مطنبــة
فلا يــــزال بتقــــويض وتطنيـــب
ســلس القيــاد وفيـه بعـد عجرفـة
لا يســـهل الصــعب إلا بالمصــاعيب
قـد يخشـن المـرء بعد اللين جانبه
فــالمرء ليــس بمــأكول ومشــورب
يفــتر عــن خلــق ذاك يفــوه بـه
طيـب النسـيم كمـاء الـورد مسـكوب
قـد حمـل الطيـب طيبـاً مـن خلائقـه
فرحـت أنشـق طيبـاً منـه فـي الطيب
زيــن الأخلاء إن جـادوا وإن بخلـوا
محـــب صـــدق تزيـــا زيَّ محبــوب
وحســـب جعفــر تلقيبــاً وتســمية
لـم يحوهـا البحـر باسم أو بتلقيب
اللابس النثرة الحصدا من الزرد الن
نــثر المشــرد والنظـم والأسـاريب
إذا اعتلــى صــهوة الاداب مزدهيـاً
بــذَّ التخايــل بالخيـل السـراحيب
يصـيح فـي سـرجها هـب كلما انقعطت
حـــتى يواصــل الهوبــاً بــألهوب
جـاري جـواد فجـدا فـي السباق معا
عنقــاً لعنــق وعرقوبــاً لعرقــوب
إن لـم يجـز لهما في الحال نصبهما
قــاضٍ قضـى عنتـاً فـي خفـض منصـوب
لا يعــدم الضــرم البــازي شـيمته
فــوق المراقيـب أو دون المراقيـب
إن كـان قـد اصـحباني بعـض ودهمـا
أنــي اصــطفيتهما مـن كـل مصـحوب
أو كنـتُ أطلـب شـيئاً دون مـا أربي
فقــد ظفــرت بشــيء فـوق مطولـبي
مــا كـل مـن صـحب الإخـوان جربهـا
لا يعـــرف الخـــل إلّا بالتجــاريب
أو كــل مــن طلــب لآداب أحرزهــا
إن الأديــــب لمشـــروط بتـــأديب
لـم يبـق حقّـاً وراء الظهـر بـاطنه
ولــم يلــذ بيــن تليـق الأكـاذيب
شــعاره الصـدق فـي جـد وفـي هـزل
فــي وصــف كـل نقـي الخـد رعـبيب
يعــوم فــي جـدولي مـاءين زورقـه
مـاء الشـباب بمـاء الحسـن مقطـوب
لـم يحتجـب منـه وجـه بالجمال بدا
ورب وجـــه لقبـــح فيــه محجــوب
تحــلَّ عقــدة صــدر الصــب لبتــه
إن حـــل أزرار أطــراف الجلابيــب
يقـــودني غنــج عينيــه بلا قــرن
ذاك الغزيـــل مقــرون الحــواجيب
يشــير إمــا بعيــن أو بحاجبهــا
إلـــيَّ أو ببنـــان منــه مخضــوب
يشــوب بالعــذب تعــذيبي وديـدنه
يشـوب بالعـذب عـذب الريـق تعذيبي
يــا يوســف نفحتنــي بعـد غيبتـه
ريــح القميـص سـرت وهنـا ليعقـوب
إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.