
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
درى الــدهراي عميـد أصـابا
فـأوجس منـه الزمـان انقلابا
ويـا هـل درت نكبـات المنون
غـداة لـوت مـن لـوي عقابـا
رمـت تـاج رأس مليـك الـورى
فخـاراً ولم تبق غير الذنابي
وعضــــت بادردهــــا أنملاً
تميـر الرحاب وتروي الهضابا
وحيــث أصــابته أم المنـون
فكــل غــدا بــأبيه مصـابا
فخــل الجفـون تصـب الـدموع
بـرزء أتيـح علينـا انصبابا
لقـد فـلَّ بيضـاً وحطـم سـمراً
وكســـر نبعــاً ودقَّ حرابــا
وقشــع غيثــا وعرقـب ليثـاً
وزلــزل طــوداً ودكّ هضــابا
قضـى مـن يميـط حجاب العلوم
فمـن للعلـوم يميـط الحجابا
وأغلـــق رب النــدى بــابه
فمــن للمكـارم يفتـح بابـا
فقـل للضـيوف قضى في الطفوف
أمان المخوف إذا ما استرابا
غريبـاً أرى يـا غريب الديار
برغـم المعالي تموت اغترابا
فيـا راحلاً قـد شـعبت الفؤاد
غـداة ارتحلـت تجوب الشعابا
ويـا قـافلاً خلفـه الفاقـدات
دعـت حسـَّراً بـأبٍ مـا أجابـا
لــرد الجــواب لهــا نعشـهُ
فـول كـان نعـش يرد الجوابا
وللَــــه درك مـــن راحـــل
اذل طلوبـــاً وعـــز طلابــا
ويـا لرزايـا تشـيب القلـوب
إذا نـاب رزء له الرأس شابا
ونائبــة ظـل منهـا الزمـان
يعــط بــروداً ويقـرع نابـا
تــداعت تقــود إلــى يعـرب
رعيلاً تــــألب خيلاً عرابـــا
تشــن إلـى كـل رحـب الفنـا
غـواراً يسـد الفضا والرحابا
فمالـك يـا دهر تنحو الكرام
بريـب لقـد شـد ما قد أرابا
هشــمت لهاشــم أنفـاً أشـما
فراحـت تلـف عليـه النقابـا
فمـن ذا يـرد عـوادي الخطوب
إذا انبعثـت تستتشـيط غضابا
ويلجــم منهــا فمـاً فـاغراً
يلـوك الشكيم ويحسوا للعابا
ونـاعٍ نعـي نـور عين الزمان
فـاطفي شـهاباً وأورى شـهابا
نعـى أغلبـاً مـن بنـي غـالب
يغـالبني الـدهر فيـه غلابـا
نعــى للحسـين نسـيم الصـبا
هبوبــاً عليـه وعـزا مهابـا
أمامــان كــل فــتىً منهمـا
يعـبي مـن العلم بحراً عبابا
وبحــران قــد عــذبا منهلاً
وطابـا وروداً وسـاغا شـرابا
همــا زينــاً كــل جـدٍ حلـى
لجينـاً خليصـاً وتـبراً مذابا
فمـا منهمـا غير سبط البنان
بطلـق المحيـا يحيي الركابا
عرفنـا طريـق النجـا فيهمـا
ولولاهمـا مـا عرفنا الصوابا
فــإنّى نضــل وقـال الزمـوا
نـبي الهـدى عترتي والكتابا
شــقيقيه صــبرا فـإن الآلـه
جـزى الصـابرين عطـاء حسابا
لأن غاب في اللحد ليث العرين
لخلـف فـي الغـاب شبلا وغابا
نقــي جمــان ومــن كاســمه
جمــان نقـي يزيـن الرقابـا
ووضـاح وجـهٍ إذا مـا للزمـا
ن قطــب وجهــاً وكشـر نابـا
وعضـباً صـقيلاً بيـوم القـراع
بضـرب الطلـى لا يمل الضرابا
إذا سـيم ضـيماً بسجف القراب
تمطــي فكـاد يقـدُّ القرابـا
ولا زال بـالعفو صـوب الرضـا
على ابن الرضا يصوب انسكابا
إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.