
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحـبيب أنـت إلـى الحسـين حبيب
إن لــم ينـط نسـب فـأنت نسـيب
يـا مرحباً بابن المظاهر بالولا
لـو كـان ينهـض بـالولا الترحيب
شـأن يشـق علـى الضـراح مرامـه
بعــداً وقــبرك والضـريح قريـب
قــد أخلصــت طرفـي علاك نجيبـة
مــن قومهــا وأب أغــر نجيــب
بـأبي المفـدّي نفسـه عـن رغبـة
لــم يـدعه الـترهيب والـترغيب
مـا زاغ قلبـاً مـن صـفوف أميـة
يــوم اســتطارت للرجـال قلـوب
يـا حـاملاً ذاك اللـواء مرفرفـا
كيـف التـوى ذاك اللوى المضروب
للَــه مــن علــم هــوى وبكفـه
علـم الحسـين الخـافق المنصـوب
أبنــي المـواطر بالأسـنة رعَّفـا
فـي حيـث لا بـرق السـيوف خلـوب
غــالبتم نفــرا بضــفة نينـوي
فغلبتـــم والغــالب المغلــوب
شـكت الطفـوف طفيفهـا فأكالهـا
بكــم أبــي الضـيم وهـو غريـب
مــا منكــم إلّا ابـن أمّ للـردى
ليـــث أكــول للعــدى وشــروب
كنتـم قواعـد للهـدى مـا هـدَّها
ليــل الضـلال الحالـك الغربيـب
شــاب وأشــيب يســتهل بــوجهه
قمـر السـما والكـوكب المشـبوب
لــولا فخامــة شـيبهم وشـبابهم
شــرفا لـرق بهـم لـي التشـبيب
فزهيرهــا طلـق الجـبين وبعـده
وهـــب ولكــن للحيــاة وهــوب
وهلالهـا فـي الروع وابن شبيبها
وبريرهــا المتنمــر المــذروب
والليـث مسلمها ابن عوسجة الذي
ســلم الحتــوف وللحـروب حريـب
آســـاد ملحمــة وســمّ أســاود
وشــواظ بــرق صــوارم ولهيــب
الراكـبين الهـول لـم ينكب بهم
وهــــن ولا ســـأم ولا تنكيـــب
والمـالكين علـى المكاشـح نفسه
والعــاتقين النفـس حيـن تـؤوب
والمصـدرين مـن المغيـرة خيلها
والخيـل شـوط مغارهـا التخـبيب
متابعــدات فـي الغـوار نـوازع
ألــوى بهــا الأسـاد والتقريـب
قـوم إذا سـمعوا الـدروع كأنهم
تحــت الجواشــن يــذبل وعسـيب
أو أنهـم فـي السابقات أرقم ال
وادي يباكرهــا النــدى فتسـيب
سـاموا العدى ضرباً وطعناً فيهما
غنــيّ الحســام وهلهـل الأنبـوب
مــن كـل وضـاح الجـبين مغـامر
ضــرباً وللــبيض الرقـاق ضـريب
متخبــــب ذملا يحفـــز مهـــره
خببـــا وآخــر خلفــه مخبــوب
ومحبــب لهــوى النفــوس محكـم
فيهــا كمــا يتحكــم المحبـوب
إن ضـاق وافـي الدرع منه بمنكب
ضــخم فصـدر العـزم منـه رحيـب
مــا لان مغمــز عــوده ولربمـا
يتقصـــف الخطــي وهــو صــليب
ومعمــم بالســيف معتصــب بــه
واليــوم يــوم بـالطفوف عصـيب
مــا زال منصــلتاً يـذب بسـيفه
نمــراً وأيــن مـن الأزلّ الـذيب
تلقـاه فـي أولي الجياد مغامرا
وسـواه فـي أخـرى الجيـاد هيوب
يلقـى الكتيبة وهو طلق المجتلي
جــذلان يبســم والحمــام قطـوب
طـرب المسـامع فـي الـوغى لكنه
بصــليل قــرع المشــرفي طـروب
واهاً بني الكرام الأولى كم فيكم
نــدب هــوى وبصــفحتيه نــدوب
أبكيكــم ولكــم بقلــبي قرحـة
أبـدا وجـرح فـي الفـؤاد رغيـب
ومــدامع فـوق الخـدود تذبـذبت
أراطهــا وحشــاً تكــاد تــذوب
حــنَّ الفــؤاد إليــك فتعلمــت
منـه الحنيـن الرازحـات النيـب
تهفـو القلـوب صـوادياً لقبوركم
فكــأن هاتيــك القبــور قليـب
قربــت ضــرائحكم علـى زوارهـا
ومزورهـــا للزائريـــن مجيــب
وزكــت نفوســكم فطـاب أريجهـا
فـي حيـث نشـر المسـك فيه يطيب
جــرَّ عليكــم عــبرتي هــدّابها
فجــرى عليكــم دمعـيَ المسـكوب
بكــرت إليكــم نفحــة غرويــة
وســرت عليكــم شــمأل وجنــوب
إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.