
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تجهــم وجــه المــوت وازورَّ حـاجبه
فــراح يرينــا كيـف تجثـو غيـاهبه
تعصــب أو يمــري القلــوب مصــمما
ومـازال حـتى اسـتفرغ الضـرع عصابه
ولـن يرجـع المـوت الزؤام ابن نجدة
علــى عقــب أو يرجـع الـدرَّ حـالبه
ومــا لبــس الـدرع الحصـيدة حـازم
مــن القـوم إلا بـزّه الـدهر سـالبه
هـو الخطـب لـم تكفـف بسـلم كتائبه
يحــارب بــالأرزاء مــن لا يحــاربه
لـه الويـل كـم يسـعى بسـود أراقـم
لـبيض المسـاعي وهـو تسـعى عقـاربه
وشــوهاً لــه يفــري بحمــر مخـالب
قلـوب العلـى والمـوت حمـر مخـالبه
نعـاتب هـذا الـدهر والـدهر لم يزل
يخيــب مـن قـد جـاء يومـاً يعـاتبه
فلا تصــحبن الــدهر إن كنــت كيسـا
فحســبك أن الــدهر يخــذل صــاحبه
عــذيريَ مــن دهــر إذا مـا وجـدته
لـــدفع ملـــم أدركتنــي مصــائبه
فيــا لائمـيّ اليـوم كفّـا فمـا بقـي
مـع القلـب صـبر يـوم زمـت ركـائبه
قضـى الـبين ممـن يزجـر الطير قلبه
بيــوم غــراب الـبين ينعـق نـاعبه
لقـد قـاد صـرف الحتـف للحتف قائداً
تناقـــل بالســلب اللــدن ســلاهبه
وقـد كـان ورد الفضـل عـذباً شـرابه
فمـذ بـان عـاد الفضـل رنقا مشاربه
خليلــيّ مــا الأيـام صـادقة الجـدا
تخيــل مخيــل الـبرق أومـض كـاذبه
وللمـــرء أحبـــاب مضــت وحبــائب
فــــافجعنه أحبــــابه وحبـــائبه
هــل غـالمرء يلقـى بالتصـفح صـحبه
وقــد أدرجـت تحـت الصـفيح صـحائبه
ومــا النــاس إلا كالأنامـل أن تقـس
تجــد أصــبعا مـن أصـبع لا يناسـبه
فمــن ظــاعن يمضـي وتبقـى منـاقبه
ومــن قــاطن يبقـى وتبقـى مثـالبه
وليـس ابـن أم المجـد إلا ابـن قفرة
ملــوّح مبــدي صـحفة الـوجه شـاحبه
إذا ثــار فـي الصـفين نقـع عجاجـة
يخــوض عجـاج النقـع شـعثاً ذوائبـه
هـل المشـهد الأعلـى قضـى بابن مشهد
بلــى بعلــيّ فيــه قــامت نـوادبه
فـتى أغـرب المطـري المطيـل بوصـفه
فــاعجزت المطــري المطيـل غرائبـه
فــتى بــث فـي الآفـاق بيـض منـاقب
فســارت مســير النيــرات منــاقبه
فــتى إن رجونـا منـه دفعـا لفاقـة
أمـــدت بــدفاع العطــاء رواجبــه
إذا غربــت عــن عينــه نفـس طـالب
إنمــا لــه عينــاً عليهـا تطـالبه
فــتى رد بـالكتب الكتـائب فـانبرت
تـــثير عجاجــاً كتبــه لا كتــائبه
فـتى العـزم إن أجـرى العدو مقانبا
فعزمتــه فــي الجحفليــن مقــانبه
وذي قلــم قــد عـاض عـن كـل لهـذم
إذا خــط فــي الخطـي أوجـز كـاتبه
وهـوب إذا اسـتر فـدت إحـدى هبـاته
أتتــك ثبــا ملـء الفجـاج مـواهبه
طلــوب لأســباب العلــى مـدرك لهـا
وقـد يـدرك المطلـوب مـن هـو طالبه
لقـد نـال أقصـى مـا ينال من العلى
وقـد تجلـب الشـيء البعيـد جـوالبه
بعيــد عـن الأقـران مـن ذا يقـاربه
ومــن ذا يجــاريه ومـن ذا يغـالبه
فمــن ينـزل الفـج الـذي هـو نـازل
ومـن يركـب النهجـل الـذي هو راكبه
فما زال يرعى المجد في المهد يافعا
ويكلـــؤه طفلاً لـــدن طــرّ شــاربه
أعـاد وأبـدى فـي الجميـل ولـم تزل
أوائلــــه محمــــودة وعــــواقبه
ســأبكيه مبكــى الفاقـدات ثـواكلا
بـدمع جـرت مجـرى العزالـي سـواكبه
وذي عصــبة أمســى مقيمــاً بحفــرة
عشـــية لا تجـــدي فــتيلاً عصــائبه
ومحتمـــل فــوق المنــاكب زاحمــت
منــاكب رضــوى يـوم سـارت منـاكبه
لتعـــول بـــالويلات بعــدك فتيــة
يجاوبهــا فيــك الصــدى وتجــاوبه
إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.