
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للَّــه مجلســنا الأنيـس وأهلـه
فخـر الكـرام السـادة النجباء
أكـرم بـه مـن مجلس كمل الهنا
فيــه لنــا والبشـر والسـراء
أحسـن بـه مـن ربع أنس قد سما
عـن أن يحيـط بوصـفه البلغـاء
هــو روضــةٌ أزهارهـا أربـابه
وســماء عــزٍّ شـهبها الجلسـاء
هــو جنــةٌ ولـدانها وشـرابها
نــدماؤه والقهــوة الســوداء
قــد زينــت بنمــارق مصـفوفةً
ممــا اعتنـت بطرازهـا صـنعاء
وقطيفـة تجلـي الهمـوم بنقشها
فكأنمـــا هــي روضــةٌ غنــاء
كـم مـن قلاويـن بـه خوط النقى
وأصــابع المعشـوق وهـي سـواء
عمــد ممـددةٌ بهـا رفعـت علـى
مثـل البـدور مـن الدخان سماء
مـذ ألقيـت كعصا الكليم تلقفت
سـحر الهمـوم فعـاد وهـو هباء
بكـــم قلاويـــن بــه مائيــةٌ
رق الهــواء بهـا وراق المـاء
فـي مثـل لطـف هوائهـا يتنافس
المتنافســون وتجلــب الأهـواء
متجاوبــات بعضـها مـع بعضـها
فكأنهــا مــن بيننــا أدبـاء
أو أنهـا ورق شـدت فـي دوحهـا
فأزيـح عنهـا الهـم والبرحـاء
أصـواتها اختلفـت فأسكر لحنها
شـــرابها فكأنهـــا صـــهباء
تركتهــم صــرعى فرقــت رحمـةٌ
لهــم فهــا أنفاســها صـعداء
للَـه شـمعته الـتي مـا أسـفرت
إلا تــوارت فـي الحجـاب ذكـاء
فكأنمــا هــي صـعدةٌ مـن فضـةٍ
وســنانها يــا قوتــةٌ حمـراء
وكأنمـا هـي تـاج عقيـان علـى
ملـــك عليـــه حلــةٌ شــهباء
أو عاشــق لا زال يصــلي جسـمه
نــار الغــرام وطرفــه بكـاء
هـي في الحقيقة لا تقاس بغيرها
هـل تسـتوي الظلمـات والأضـواء
مـن أهلها اقتبست سناها إذ هم
النـور الـذي لا يعـتريه خفـاء
أحســابهم كجبــاههم غـر وكـم
لهــم يــد كوجــوههم بيضــاء
نســب تفـرع مـن ذوابـة هاشـم
كالصـبح أبلـج مـا عليـه غطاء
من آل جابر الكرام ذووا العلى
فخــر الأنـام السـادة الأمنـاء
أعظـم بـه بيتـاً تسـامى رفعـةٌ
عــن أن تسـامى عـزه الجـوزاء
بيـت سـما إذ كـان بيـت قصيده
مــن لا يطيـق مـديحه الشـعراء
أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسني البغدادي العطار.عالم جليل وشاعر مطبوع، وكان فاضلاً أصولياً محدثاً زاهداً، أديباً شاعراً من أعلام عصره.ولد ببغداد ونشأ بها، ثم هاجر إلى النجف وعمره عشر سنوات.له خزانة فيها نفائس الكتب وحج إلى بيت الله مرتين.توفي في النجف.