
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيــدوم مـن دار الفنـاء بقـاء
أم هـل يـرام مـن الزمـان وفاء
أم كيـف يـؤمن مكر دنياً لم يزل
تعنـو بهـا السـادات والشـرفاء
تبـاً لهـا مـن دار سـوءٍ صـفوها
كـــدر ولـــذتها لعمـــري داء
ضــحكت بوجهــك فـاغتررت وإنـه
لا شــك ضــحك منــه واســتهزاء
أيـن الأكـابر والجبـابرة الأكـا
ســر والملـوك الصـيد والأمـراء
أيــن الصــدوق الصـادق الصـدي
ق مــن فـي كنهـه تتحيـر الآراء
علم الهدى الحقر الرضي المرتضي
مــن ليـس ينكـر فضـله الأعـداء
علامـة العلمـاء شـيخ الكـل فـي
الكـل الـذي انقـادت له الفضلاء
الكـاظم الغيـظ الـذي مـن شأنه
فــي حــالتيه الحلـم والأغضـاء
مـن علـم الناس الوفاء وكم وكم
أولاهــم الإحســان حيـث أسـاءوا
لـم يبـد منـه لنـا علـى علاتـه
إلا وداد صــــــادقٍ ووفـــــاء
هـو فخـر أربـاب المفاخر والذي
افتخــرت بــه آبـاؤه النجبـاء
الفخــر زيـد بفخـره فخـر كمـا
زيــــدت علاً بعلائه العليــــاء
أكـرم بـه مـن سـيدٍ سـاد الورى
عظمــاً فــدان لعــزه العظمـاء
نــدب حبـاه اللَـه علمـاً زانـه
ورع وحســـن شـــمائل وحيـــاء
وســــجيةٌ نبويــــةٌ ومزيــــةٌ
علويــــةٌ وحميــــةٌ وإنــــاء
وفصـــاحة قــسٍّ لــديها باقــل
ســـحبان وائل عنــدها فأفــاه
وبلاغــة تقــف المصـاقع دونهـا
حســرى وتخـرس عنـدها البلغـاء
أمعاشــر العلمـاء مـالكم سـدى
كســوام شــاء مــا لهـن رعـاء
أتـرون حيـن مضـى عميـدكم وهـل
تــدري بفقــد رئيسـها الفضـلاء
أو مــا علمتـم أنـه بطشـت بـه
كـــف المنــون وليتهــا شــلاء
أودى فأنديــة النــدى مغــبرةٌ
أبـــداً وربــع المكرمــات خلاء
أودى الـذي كـانت بطلعـة وجهـه
تجلــى الخطـوب وتكشـف الغمـاء
أودى الـذي قد كان يحذره الردى
وتــذوب إن ذكـر إسـمه الأعـداء
قـد أيتـم العلماء إذ أودى كما
قـد أويتمـت مـن بعـده الفقراء
فلينــدب المجـد الأثيـل شـقيقه
وليبكيـــن قرينهــا العليــاء
لـم أنـس إذ حمـل الأعـاظم نعشه
ولهـــم هنالــك رنــةٌ وبكــاء
وترجـــل الكـــبراء إجلالاً لــه
ولمثلـــه بترجـــل الكـــبراء
لـولم يكـن تاجاً لرأس الفخر ما
حملتــه فـوق رؤوسـها الرؤسـاء
ومـن العجيبـة حمـل طـودٍ شـامخ
كــادت تمــوج بفقـده الغـبراء
لكنــه لمــا ثــوى فـي بطنهـا
ســكنت فقــرت فوقهــا الأشـياء
أيحــل هابطـة الـثرى بـدر بـه
قــدر رفيــع دونــه الجــوزاء
يــا راحلاً لـم يرتحـل عنـا وإن
خلــت المحافــل منـه والأنـداء
لا كــان يومــك إنــه يـوم لـه
فــي كــل صــدرٍ غصــةٌ وشــجاء
لا خيـر بعـدك فـي الحياة وإنها
لذميمــةٌ فعلــى الحيـاة عفـاء
لـو كـانت الأمـوات مثلك لم تكن
فضــلت علــى أمواتهـا الأحيـاء
قـد كنـت نـوراً فاختفى فبكى له
بـدر الـدجى وغـدت تنـوح ذكـاء
قـد أظلمـت تلـك المـدارس بعده
ولكــم علاهــا مـن سـناه ضـياء
قـد أظلمـت سـبل الرشاد وطالما
كشــفت بغــرة وجهــك الظلمـاء
واســودت الـدنيا علينـا بعـده
واغــبرت الغــبراء والخضــراء
وبكــت لفربتـه المـدارس وحشـةً
والعلــم والأســفار والعليــاء
وبكـاء محـراب الصـلاة وكـم علا
المحـراب فـي الأسـحار منه بكاء
وأقــل شــيءٍ أن يفيــض لمثلـه
دمــع العيــون وأن يشــق رداء
مـا لـم تفـض منـا النفوس كآبةً
وتشـــقق الأكبـــاد والأحشـــاء
مـا مـات نـدب لـم تمـت آثـاره
وبــــذكره تتعطـــر الأرجـــاء
كلا ولا أدري أمــراً أبقــى لــه
خلفـاً نمتـه إلـى العلـى نجباء
ولنـا رجـاء أن يشـاء بـه الذي
قــد أسســت آبــاؤه الكرمــاء
أيضـام مـن هـو جـار حامي الجا
ر أو يخشـى امرؤٌ آباؤه الشفعاء
أو يختشـي سـوء الحسـاب فها له
بحمــى أميــر المـؤمنين ثـواء
ولــه مقــام فــي أعـالي جنـة
الفــردوس يغبطــه بـه الأعـداء
أكــرم بــذلك منـزلاً مـا بعـده
بعــــد وليـــس وراء ذاك وراء
لـو تشـهد الزهـراء يـوم وفاته
لبســت عليـه حـدادها الزهـراء
قــد ألــوعت برخـائه ولطالمـا
قــد أولعــت بمـديحه الشـعراء
وتفــاخر الأمــوات فيــه وكــم
كــانت بــه تتفــاخر الأحيــاء
وغــداة عــم مصـابه أرخـت قـد
فــدحت بـرزء الصـادق العلمـاء
أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسني البغدادي العطار.عالم جليل وشاعر مطبوع، وكان فاضلاً أصولياً محدثاً زاهداً، أديباً شاعراً من أعلام عصره.ولد ببغداد ونشأ بها، ثم هاجر إلى النجف وعمره عشر سنوات.له خزانة فيها نفائس الكتب وحج إلى بيت الله مرتين.توفي في النجف.