
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طفقــت تنتهــب الأرض انتهابـاً
وغـدت تطـوي الفيافي والشعابا
وعلــى لــوح الــثرى آثارهـا
بيـراع السـير قـد خطـت كتابا
كلمــا الغايـة عنهـا ابتعـدت
أخــذت منهـا دنـواً واقترابـا
هــي صــرح حيــن تبــدو وإذا
مـا جـرت يحسـبها ليثـاً مهابا
صـوتها الرعـد إذا مـا زمجـرت
وهـي كالثعبـان تنساب انسيابا
أدهشـــت وحــش الفلا هيبتهــا
فـانثنى للبيـد عنهـا مسترابا
وتــــولى لافتــــاً منـــذعراً
يقطـع الأغـوار جريـاً والهضابا
وإذا مــا صــرخت ليـث الشـرى
فـر ينحـو فزعـاً غابـا فغابـا
راعــه وســط الــبراري هيكـل
لا يضـاهي الاسـد شـكلاً والذئابا
يــا لهــا سـيارة أبـدى بهـا
قلـم الفـن لنـا أمـراً عجابـا
جمعـت فـي جوفهـا مـاء ونـاراً
فهـي ريا والحشى يشكو التهابا
ولهــا عينــان مهمــا حــدقت
بهمـا شـقت مـن الليـل حجابـا
ودوي يملأ الكـــــون صـــــدى
وبــه يضــطرب الـدو اضـطرابا
يقــف الــوهم لــديها حاسـراً
كلمـا تجـري انخفاضاً وانتصابا
ويظــل الطيـر فـي الجـو علـى
حيــرة يهفــو ذهابـاً وايابـا
فعلــى الغايــة تنقـض عقابـا
وعلــى الظلمـاء تمتـد شـهابا
كـم تسـنمت ذراهـا فـي السـرى
وبهــا ثــائرة طفـت الرحابـا
ولكــم زرت بهــا مــن مرقــد
لبنـي الـوحي بـه حزت الثوابا
لســت أنســى ليلــة جئت بهـا
لـــدجيل مســـتهاماً أتصــابى
قاصـداً مرقـد قـدس فـي العلـى
طـاولت قبتـه السـبع القبابـا
مرقــد الطهــر سـمي المصـطفى
خيـر خلـق اللَـه أصلاً وانتسابا
خلـف الهـادي أخ الزاكـي ومـن
بمســاعيه زكــا نفسـاً وطابـا
أمنــع النــاس جــواراً وحمـى
وأجــل الخلــق قـدراً وجنابـا
ذو الخصـال الغـر عنها قد غدت
تقصــر الأرقــام عـداً وحسـابا
والكرامـــات الــتي آحادهــا
نشـرت بيـن الـورى باباً فبابا
هــي تهــدي حيـن تـروي عسـلا
للمحـــبين وللأعـــداء صــابا
يصـــرخ الناصــب إذ يســمعها
قـائلاً يـا ليتنـي كنـت ترابـا
تبــع الطهــر أبــاه واقتـدى
بـــالنبيين ولِلّـــه أنابـــا
وعلــــى عليــــائه والـــده
كـم وكـم اثنـى ثنـاء مستطابا
حــل فــي العلــم محلا شـامخاً
شــأوه عـز علـى النـاس طلابـا
ولـذا لـو لا البـدا كان إماماً
لكــن اللَــه دعــاه فأجابــا
مــن أنــاس وقفــوا أنفســهم
لإلــه العــرش بـراً واحتسـابا
هــم دعـاة الحـق فـي آثـارهم
قـد سـعى مـن قال بالحق صوابا
عـن مزايـاهم سـل المحراب وال
حـرب والعـرب والخيـل العرابا
والأحــاديث الــتي فـي فضـلهم
بثهـا المختـار سلها والكتابا
واسـأل الايمـان عنهـم والهـدى
وعلومـاً كشـفوا عنهـا النقابا
مـن جميـع الخلـق فـي يوم بلى
بــولاهم طــوق اللَـه الرقابـا
هـم أمـان الأرض فيهـم عـن بني
الأرض طـراً يـدرء اللَه العذابا
وهــم الأسـماء فيهـم قـد دعـا
مـن دعـا اللَـه دعـاء مستجابا
مــن بهــم لاذ فقـد فـاز ومـن
راح عنهــم حـائداً ضـل وخابـا
كـم بهـم صـلت علـى الدهر وكم
مـن خطـوب الدهر ذللت الصعابا
يـا أبـا جعفـر يـا نـدبا بـه
يلجأ اللاجي إذا ما الخطب نابا
يــا جــواداً بالنــدى راحتـه
لــذوي الحاجـات تنهـل سـحابا
جئت اســتجديك يـا غيثـاً همـي
لمـن اسـتجداه سـحا وانسـكابا
لــك أشــكو جـور دهـر سـامني
برزايـا قـد برت قلبي اكتئابا
فـــأغث عبـــداً علــى حبكــم
يـا بنـي الزهراء قد شب وشابا
وعليـــك اللَــه صــلى كلمــا
أشـرقت شمس السما والبدر غابا
الشيخ جعفر بن محمد النقدي.أحد أعلام عصره.ولد بمدينة العمارة، ونشأ بها على أبيه الذي كان من أرباب الثراء، فعني بتربيته وغذاه بروحه، فكان مثالاً للأخلاق العالية والاتزان المحبوب.ولع بالعلم والأدب، فهاجر إلى النجف مهد العلم، فتفوق في الفقه والدين، تقلد القضاء، وكان عضواً في مجلس التمييز الجعفري.توفي في الكاظمية، له كتب تزيد على الأربعين.له شعر جيد، أورد بعضاً منه صاحب كتاب شعراء الغري.له: مواهب الواهب في إيمان أبي طالب، الدروس الأخلاقية، الحجاب والسفور.