
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَمّا أجال الفَجرُ في أستارِهِ
كفّاً وَقضّى الليل مِن أَوطارِهِ
غَدوتُ أبغي الصَيدَ في ديارِهِ
بأَتلَعٍ ينسابُ في ازورارِهِ
مثل انسيابِ الأَيمِ في اغترارِهِ
مُثَقَّفٍ كالسَهمِ في إضمارِهِ
وَمَرِّه في الجوِّ وانكِدارِهِ
تَستَعِرُ الأرضونَ باستعارِهِ
أصفَرَ قَد رُوّي مِن نُضارِهِ
كما ترَوّى الغُصنُ مِن قِطارِهِ
يكشِفُ إن لاقاك بافتِرارِهِ
عَن عُصُلٍ تَدعو إلى حذارِهِ
يُطيرُ إن قَلَّصَ عَن أشفارِهِ
عَن عَينِهِ ما انجابَ مِن شَرارِهِ
مُحَجَّلٌ يَستَنُّ في شَوارِهِ
مِثل استنانِ المهرِ في عَذارِهِ
قَد أَحكم التَضبيرُ مِن إضمارِهِ
فوَسطُهُ يُدمَجُ في أقطارِهِ
يمثُلُ كالليثِ أَوانَ زأرِهِ
مُستَوضحاً كطالبٍ بِثارِهِ
مُستَروِحاً يَدعو إلى أوتارِهِ
يقضي على الخائم في وِجارِهِ
مِن قَبل أن يَدنُوَ مِن جوارِهِ
لا تُدرِكُ الريحُ لدى ابتدارِهِ
مِنهُ سوى الثائرِ مِن غُبارِهِ
أَطلَقتُهُ للصَيدِ مِن أسيارِهِ
فما كَففتُ الطرفَ عَن مصارِهِ
حَتّى رأَيتُ الصَيدَ في أسارِهِ
عبد الله بن محمد الناشئ الأنباري أبو العباس.شاعر مجيد، يعد في طبقة ابن الرومي والبحتري، أصله من الأنبار، أقام ببغداد مدة طويلة. وخرج إلى مصر، فسكنها وتوفي بها، وكان يقال له: ابن شرشير، وهو من العلماء بالأدب والدين والمنطق، له قصيدة على روي واحد وقافية واحدة في أربعة آلاف بيت في فنون من العلم، وكان فيه هوس، قال المرزباني: (أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم، ورام أن يحدث لنفسه أقوالاً ينقض بها ما هم عليه، فسقط ببغداد، فلجأ إلى مصر) وقال ابن خلكان: له عدة تصانيف جميلة.