
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد أغتدي وعيون الفجر واسنةٌ
والشـمس راقدةٌ عن عين باغيها
بالمضـرحيات يحتث النزاع بها
كالأسـد تذعرها والنار تذكيها
حجـنٍ مناسـرها عقـفٍ أظافرهـا
كأنهـا مـن حديـدٍ ركبـت فيها
كـأن أعينهـا جـزعٌ تطيـف بـه
دارات تـبرٍ أذيبـت في مآقيها
تـــديرها بحمــاليقٍ مزيلــةٍ
عنهـا قذاها فتخفيها وتبديها
تكـاد تعـرف فـي عيني معلمها
أوامراً من ضمير القلب يوحيها
أســومها لجـةً لاحـت مشـارعها
وانصـاع جدولها وارتج طاميها
فيهـا مـن الطير أنواعٌ مصنفةٌ
سـبحان مبـدعها فينا ومنشيها
مـــدبجات بـــألوانٍ مذهبــةٍ
موشــيةٍ برقــومٍ جـل واشـيها
كــأنهن ريــاضٌ بينهــا زهـرٌ
يحـف بطنانهـا منهـا ضواحيها
مطـــرزات بـــأعلامٍ مســـيرةٍ
كـالجزع تنشـرها حالاً وتطويها
مـاذا تظن وأشباه السباع لها
خواطـفٌ خلـسٌ قـد حكمـت فيهـا
عبد الله بن محمد الناشئ الأنباري أبو العباس.شاعر مجيد، يعد في طبقة ابن الرومي والبحتري، أصله من الأنبار، أقام ببغداد مدة طويلة. وخرج إلى مصر، فسكنها وتوفي بها، وكان يقال له: ابن شرشير، وهو من العلماء بالأدب والدين والمنطق، له قصيدة على روي واحد وقافية واحدة في أربعة آلاف بيت في فنون من العلم، وكان فيه هوس، قال المرزباني: (أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم، ورام أن يحدث لنفسه أقوالاً ينقض بها ما هم عليه، فسقط ببغداد، فلجأ إلى مصر) وقال ابن خلكان: له عدة تصانيف جميلة.