
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَـــذَكَّرَ لَيْلَــى حُســْنَهَا وَصــَفَاءَهَا
وَبَــانَتْ فَأَمْسـَى مَـا يَنَـالُ لِقَاءَهَـا
وَمِثْلِــكِ قَــدْ أَصــْبَيْتُ لَيْسـَتْ بِكَنَّـةٍ
وَلَا جَـــارَةٍ أَفْضــَتْ إِلَــيَّ حَيَاءَهَــا
إِذَا مَـا اصـْطَحَبْتُ أَرْبَعـاً خَـطَّ مِئْزَرِي
وَأَتْبَعْـتُ دَلْـوِي فِـي السـَّخَاءِ رِشَاءَهَا
ثَــأَرْتُ عَــدِيّاً وَالْخَطِيـمَ فَلَـمْ أُضـِعْ
وِلَايَـــةَ أَشـــْيَاءٍ جُعِلْــتُ إِزَاءَهَــا
ضــَرَبْتُ بِــذِي الزِّرَّيْـنِ رِبقَـةَ مَالِـكٍ
فَــأُبْتُ بِنَفْــسٍ قَــدْ أَصـَبْتُ شـِفَاءَهَا
وَسـَامَحَنِي فِيهَـا ابْـنُ عَمْروِ بنِ عامِرٍ
خِـــدَاشٌ فَـــأَدَّى نِعْمَــةً وَأَفَاءَهَــا
طَعَنْـتُ ابْـنَ عَبْـدِ الْقَيْـسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ
لَهَــا َنفَــذٌ َلـوْلَا الشـَُّعَاعُ أَضـَاءَهَا
مَلَكْــتُ بِهَــا كَفِّـي فَـأَنْهَرْتُ فَتْقَهَـا
يَـرَى قَائِمـاً مِـنْ خَلْفِهَـا مَا وَراءَهَا
يَهُـــونُ عَلَـــيَّ أَنْ تَـــرُدَّ جِرَاحُــهُ
عُيُــونَ الْأَوَاســِي إِذْ حَمِــدْتُ بَلَاءَهَـا
وَكُنْــتُ امْـرِأً لَا أَسـْمَعُ الـدَّهْرَ سـُبَّةً
أُســـَبُّ بِهَـــا إِلَّا كَشــَفْتُ غِطَاءَهَــا
وَإِنِّــيَ فِــي الْحَـرْبِ الضـَّرُوسِ مُوَكَّـلٌ
بِإِقْــدَامِ نَفْــسٍ مَـا أُرِيـدُ بَقَاءَهَـا
إِذَا ســَقِمَتْ نَفْســِي إِلَـى ذِيِ عَـدَاوَةٍ
فَــإِنِّي بِنَصـْلِ السـَّيْفِ بَـاغٍ دَوَاءَهَـا
مَتَـى يَـأْتِ هَـذَا الْمَـوْتُ لَا تَبْقَ حَاجَةٌ
لِنَفْســـِيَ إِلَّا قَــدْ قَضــَيْتُ قَضــَاءَهَا
وَكانَتْ شَجاً فِي الْحَلْقِ مَا لَمْ أَبُؤْ بِهَا
فَــأُبْتُ بِنَفْــسٍ قَــدْ أُصـِبْتُ دَوَاءَهَـا
وَقَــدْ جَرَّبَــتْ مِنِّـي لَـدَى كُـلِّ مَـأْقِطٍ
دُحَـيٌّ إِذَا مَـا الْحَـرْبُ أَلْقَـتْ رِدَاءَهَا
وَإِنَّـا إِذَا مَـا مُمْتَـرُو الْحَرْبِ بَلَّحُوا
نُقِيــمُ بِأَســْبَادِ الْعَرِيــنِ لِوَاءَهَـا
وَنُلْقِحُهَــــا مَبْســــُورَةً ضـــَرْزَنِيَّةً
بِأَســـْيَافِنَا حَتَّــى نُــذِلُّ إِبَاءَهَــا
وَإِنَّــا مَنَعْنَــا فِـي بُعَـاثٍ نِسـَاءَنَا
وَمَـا مَنَعَـتْ مِـنَ الْمُخْزِيَـاتِ نِسـَاءَهَا
قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ، مِن قَبِيلَةِ الأَوْسِ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، نَشَأَ يَتِيماً إِذْ قُتِلَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَلَمّا بَلَغَ أَخَذَ بِثَأْرَيْهِما، وَكانَ فارِساً شُجاعاً شَهِدَ عَدَداً مِنْ الوَقائِعِ بَيْنَ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ، وَأَكْثَرَ شِعْرِهِ فِي يَوْمِ البُعاثِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقَدَّمِينَ فِي الجاهِلِيَّةِ قَدَّمَهُ بَعْضُ الرُّواةِ وَعُلَماءُ الشِّعْرِ عَلَى حَسّانَ بنِ ثابِتٍ، وَهُوَ مِن طَبَقَةِ شُعَراءِ القُرَى فِي طَبَقاتِ ابنِ سَلامٍ. وقد قَتَلَهُ قَوْمٌ مِنْ الخَزْرَجِ بَعْدَ يَوْمِ البُعاثِ فِي حَوالَيْ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.