
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَنَّـى سـَرَبْتِ وَكُنْـتِ غَيْـرَ سَرُوبِ
وَتُقَــرِّبُ الْأَحْلَامُ غَيْــرَ قَرِيــبِ
مَـا تَمْنَعِـي يَقْظَى فَقَدْ تُؤْتِينَهُ
فِـي النَّـوْمِ غَيْـرَ مُصَرَّدٍ مَحْسُوبِ
كَـانَ الْمُنَى بِلِقَائِهَا فَلَقَيْتُهَا
فَلَهَـوْتُ مِـنْ لَهْـوِ امْرِئٍ مَكْذُوبِ
فَرَأَيْتُ مِثْلَ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا
فِـي الْحُسـْنِ أَوْ كَدُنُوِّهَا لِغُرُوبِ
صَفْرَاءُ أَعْجَلَهَا الشَّبَابُ لِدَاتِهَا
مَوْسـُومَةٌ بِالْحُسـْنِ غَيْـرُ قَطُـوبِ
تَخْطُـو عَلَـى بَرْدِيَّتَيْـنِ غَذَاهُمَا
غَــدِقٌ بِســَاحَةِ حَـائِرٍ يَعْبُـوبِ
تَنْكَـلُّ عَـنْ حَمْـشِ اللِّثَاتِ كَأَنَّهُ
بَـرَدٌ جَلَتْـهُ الشـَّْمْسُ فِي شُؤْبُوبِ
كَشـَقِيقَةِ السـِّيَرَاءِ أَوْ كَغَمَامَةٍ
بَحْرِيَّــةٍ فِــي عَــارِضٍ مَجْنُـوبِ
أَبَنِـي دُحَـيٍّ وَالْحَنَا مِنْ شَأْنِكُمْ
أَنَّـى يَكُـونُ الْفَخْـرُ لِلْمَغْلُـوبِ
وَكَـأَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ إِذْ تَعْلُوهُمُ
غَنَــمٌ تُعَبِّطُهَــا غُـوَاةُ شـُرُوبِ
إِنَّ الْفَضـَاءَ لَنَا فَلَا تَمْشُوا بِهِ
أَبَــداً بِعَالِيَــةٍ وَلَا بِــذَنُوبِ
وَتَفَقَّـدُوا تِسـْعِينَ مِنْ سَرَوَاتِكُمْ
أَشــْبَاهَ نَخْــلٍ صـُرِّعَتْ لِجُنُـوبِ
وَسَلُوا صَرِيحَ الْكَاهِنَيْنِ وَمَالِكاً
عَـنْ مَـنْ لَكُـمْ مِنْ دَارِعٍ وَنَجِيبِ
قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ، مِن قَبِيلَةِ الأَوْسِ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، نَشَأَ يَتِيماً إِذْ قُتِلَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَلَمّا بَلَغَ أَخَذَ بِثَأْرَيْهِما، وَكانَ فارِساً شُجاعاً شَهِدَ عَدَداً مِنْ الوَقائِعِ بَيْنَ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ، وَأَكْثَرَ شِعْرِهِ فِي يَوْمِ البُعاثِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقَدَّمِينَ فِي الجاهِلِيَّةِ قَدَّمَهُ بَعْضُ الرُّواةِ وَعُلَماءُ الشِّعْرِ عَلَى حَسّانَ بنِ ثابِتٍ، وَهُوَ مِن طَبَقَةِ شُعَراءِ القُرَى فِي طَبَقاتِ ابنِ سَلامٍ. وقد قَتَلَهُ قَوْمٌ مِنْ الخَزْرَجِ بَعْدَ يَوْمِ البُعاثِ فِي حَوالَيْ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.