
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذَا جَــاوَزَ الْإِثْنَيْــنِ ســِرٌّ فَـإِنَّهُ
بِنَشــْرٍ وَتَكْثِيــرِ الْحَــدِيثِ قَمِيـنُ
وَإِنْ ضــَيَّعَ الْإِخْــوَانُ سـِرّاً فَـإِنَّنِي
كَتُــومٌ لِأَســْرَارِ الْعَشــِيرِ أَمِيــنُ
يَكُـونُ لَـهُ عِنْـدِي إِذَا مَـا ضـَمِنتُهُ
مَقَــرٌّ بِســَوْدَاءِ الْفُــؤَادِ كَنِيــنُ
سَلِي مَنْ نَدِيمِي فِي النَّدَامَى وَمَأْلَفِي
وَمَـنْ هُـوَ لِـي عِنْـدَ الصـَّفَاءِ خَدِينُ
وَأَيُّ أَخِــي حَــرْبٍ إِذَا هِــيَ شـَمَّرَتْ
وَمِــدْرَهِ خَصــْمٍ بَعْــدَ ذَاكَ أَكُــونُ
وَهَـلْ يَحْـذَرُ الْجَارُ الْغَرِيبُ فَجِيعَتِي
وَخَــوْنِي وَبَعْــضُ الْمُقْرِفِيـنَ خَـؤُونُ
وَمَــا لَمَعَــتْ عَيْنِـي لِغِـرَّةِ جَـارَةٍ
وَلَا وَدَّعَــتْ بِالــذَّمِّ حِيــنَ تَبِيــنُ
أَبَـى الـذَّمَّ آبَـاءٌ نَمَتْنِـي جُدُودُهُمْ
وَمَجْــدِي لِمَجْــدِ الصـَّالِحِينَ مُعِيـنُ
فَــذَلِكَ مَــا قَـدْ تَعْلَمِيـنَ وَإِنَّنِـي
لَجَلْــدٌ عَلَـى رَيْـبِ الْخُطُـوبِ مَتِيـنُ
أُمِـرُّ عَلَـى الْبَـاغِي وَيَغْلُـظُ جَانِبِي
وَذُو الْقَصــْدِ أَحْلَـوْلِي لَـهُ وَأَلِيـنُ
وَإِنِّــي لَأَعْتَــامُ الرِّجَــالَ بِخُلَّتِـي
أُولِـي الرَّأْيِ فِي الْأَحْدَاثِ حِينَ تَحِينُ
قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ، مِن قَبِيلَةِ الأَوْسِ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، نَشَأَ يَتِيماً إِذْ قُتِلَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَلَمّا بَلَغَ أَخَذَ بِثَأْرَيْهِما، وَكانَ فارِساً شُجاعاً شَهِدَ عَدَداً مِنْ الوَقائِعِ بَيْنَ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ، وَأَكْثَرَ شِعْرِهِ فِي يَوْمِ البُعاثِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقَدَّمِينَ فِي الجاهِلِيَّةِ قَدَّمَهُ بَعْضُ الرُّواةِ وَعُلَماءُ الشِّعْرِ عَلَى حَسّانَ بنِ ثابِتٍ، وَهُوَ مِن طَبَقَةِ شُعَراءِ القُرَى فِي طَبَقاتِ ابنِ سَلامٍ. وقد قَتَلَهُ قَوْمٌ مِنْ الخَزْرَجِ بَعْدَ يَوْمِ البُعاثِ فِي حَوالَيْ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.