
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مقامُـكَ أعلـى فـي الصـُّدورِ وأعظمُ
وحلمُـكَ أرجَـى فـي النفـوسِ وأكرمُ
فلا عجــبٌ ان غُــصَّ بـالقولِ شـاعرٌ
وفُــوّةَ مصــطكُّ اللّهــاتينِ مُعجـمُ
وأنّـــي بقــولٍ والمحــلُّ معظّــمٌ
ولـم لا ومـا يُرجى مِن الحلمِ أعظمُ
اليــكَ أميــرَ المـؤمنين تـوجُّهي
بــوجهِ رجــاءٍ عنـده منـكَ أنعُـمُ
الــى ماجــدٍ يرجــوه كـلّ مُمجّـدٍ
عظيـــمٍ فلا يغشــاهُ الا المعظّــمُ
ركبــتُ اليـهِ ظهـرَ يهمـاءَ قفـرةٍ
بهــا تُسـرِجُ الأعـداءُ خيلاً وتُلجِـمُ
فأشــجارُها ينـعٌ وأحجارُهـا ظُـبى
وأعشــابُها نبــلٌ وأمواهُهــا دمُ
رميــتُ فيافيهــا بكــلِّ نجيبــةٍ
بنســبتها يعلـو الجـدِيلُ وشـدقَمُ
اذا مـا انبرت قلتُ الخُفيددُ جافِلٌ
وان أُوقفـت قلـتُ الكـثيبُ يُلملـمُ
فراكبُهـــا امــا عســِيفٌ مِهجّــرٌ
وامــا عَسـوفٌ فـي الدُّجُنّـةِ مُفحـمُ
يجاذبُنــا فضــلَ الأزمّــةِ بعـدما
براهُـنَّ موصـولٌ مِـن السـّيرِ مـبرمُ
تســاقينَ مِـن خمـرِ الكلالِ مُدامـةً
فلا هُـــنَّ أيقــاظٌ ولا هُــنَّ نُــوّمُ
فأصـبحنَ مِـن جعـدِ اللُّغامِ كواسياً
كنجّــادِ بُــرسٍ بالنّــديفِ مُعمّــمُ
يطسنَ الحصا في جمرةِ القيظِ بعدما
غـدا يتبـعُ الجبّـارَ كلـبٌ ومِـرزمُ
فلـــوحُ ســـباريتِ الفلاةِ مُســطّرٌ
بأخفافِهــا منــه فصــيحٌ وأعجـمُ
يُجــوّدنَ بالإِرقــالِ نظــم حروفـهِ
بخـــطّ أســـرٍّ أو بوشــيٍ مُخــذّمُ
تخالُ ابيضاض القاعِ تحتَ احمرارِها
قراطيـــسَ ورّاقٍ علاهـــنَّ عَنـــدمُ
فلمــا توسـطنَ السـّماوةَ واغتـدت
تلفّـتُ نحـوَ الـدارِ شـوقاً وتُـرزِمُ
وأصـبحَ أصـحابي نشـاوى مِن السُّرى
يــدورُ عليهـم كـوبُهُ وهـو مُفعـمُ
تنكّــرَ للخرّيــتِ بالبيــدِ عُرفُـهُ
فلا عَلــمٌ يعلـو ولا النجـمُ ينجُـمُ
فظـــلَّ لأفــراطِ الأســى مُتنــدّماً
وان كـان لا يُجـدي الأسـى والتندُّمُ
يســوفُ الرُّغــامَ ظِلُّــه لهدايــةٍ
ومـن بالرُّغـامِ يهتـدي فهـو يُرغمُ
يُنـاجي فِجـاجَ الـدوِّ والـدوُّ صامتٌ
ولا يســـمعُ النجــوى ولا يتكلــمُ
علـى حيـن قال الظبي والظلُّ قالصٌ
وأوقِــدت المَعــزاءُ فهــي جَهنّـمُ
وجــفّ مــزادُ القـومِ فهـي أشـنّةٌ
وخــفّ لــوردِ المـوتِ كـفٌّ ومِعصـمُ
ووســّعَ ميــدانُ المنايـا لخيلـهِ
فضـاقَ مجـالُ الرّيـقِ والتحمَ الفمُ
فــوحشُ الرّزايــا للرزيّــةِ خُضـّرٌ
وطيــرُ المنايــا بالمنيّـةِ حُـوّمُ
فلمـــا تبــدّت كــربلا وتُــبيّنت
قِبـابٌ بهـا السـّبطُ الزّكيُّ المكرّمُ
ولــذتُ بــهِ مستشــفعاً مُتحرّمــاً
كمــا يفعـلُ المستشـفعُ المتحـرّمُ
وأصــبحَ لـي دونَ البريّـةِ شـافعاً
الـى مَـن بـهِ مُعـوجُّ أمـري يُقـوّمُ
أنخـتُ ركـابي حيـثُ أيقنـتُ أنّنـي
ببــابِ أميــرِ المــؤمنينَ مُخيّـمُ
ببـابٍ يُلاقـي البشـر آمـالُ وفـدِه
بـــوجهٍ الــى إرفــادِه يَتبســّمِ
بحيــثُ الأمــاني للأمــانِ قسـيمةٌ
وحيـثُ العطايـا بـالعواطفِ تُقسـمُ
وحيـثُ غصـونُ المجـدِ تهـتزُّ للنّدى
بزعــزعِ جـودٍ مـن سـجاياهُ يسـجمُ
عليــكَ أميــر المـؤمنينَ تهجّمـي
بنفــسٍ علــى الجـوزاءِ لا تتهجّـمُ
تلــوّمُ أن تغشـى الملـوكَ لحاجـةٍ
ولكنّهـــا بــي عنــكَ لا تتلــوّمُ
تضــنُّ بمـاءِ الـوجهِ لكـنّ رِفـدكم
لـــه شــرفٌ ينتــابهُ المُعتظّــمُ
فصـُن مـاءَ وجهـي عـن سـواكَ فإنّهُ
مصــونٌ فصـوناهُ الحيـا والتكـرّمُ
ألســتُ بعبـدٍ حُزتنـي عـن وراثـةٍ
لــه عنــدكم عهـدٌ تقـادمَ مُحكـمُ
ومثلــي يُخــبي للفُتـوقِ ورتقِهـا
اذا هُـــزَّ خطـــيّ وجُــرّدَ مُخــذمُ
فلا زلــتَ بــالأملاكِ تبقـى مسـُلّماً
لتبنــي بــك الأملاكَ وهــي تُسـلّم
داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين.صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر.جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ).