
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـاللَهِ يـا ريـحَ الجُنوبِ
مُــرّي بأنديــةِ الحـبيبِ
وتضـــمّخي مِــن نَشــرهنَّ
بــذلكَ العَــرفِ العجيـبِ
يـــا دارَ مَـــيٍّ حمِلّــي
ريّــاكِ نافحــةَ الجنُـوبِ
فلعـــلَّ نــامي نَشــرِها
يَهــديهِ خَفّــاقُ الهُبُـوبِ
انَّ النســـيم اذا ســَرَت
بيـنَ الخميلـةِ والكـثيبِ
أهــدَت لنــا مـا حُمّلـت
عنهــنَّ مِــن نشـرٍ وطيـبِ
أقفـــرتِ بعـــدَ تأهُّــلٍ
يـا جنـةَ الصـّبِّ الكئيـبِ
وحَصـلتِ بـالمرمى البعـي
دِ وكنـتِ بالمرأى القريبِ
قسـماً بِمـن أبـدى الذّرا
ع يُـزانُ بـالكفِّ الخضـيبِ
وأنـارَ فـي جُنـحِ الـدُّجَى
بــدراً علا صـدرَ القضـيبِ
يـا جنَّـة الـوردِ الجنـيِّ
ومُقلــةَ الخِشـفِ الرَّبيـبِ
أنــتِ الــتي غــادرتِني
غرضــاً لأحــداثِ الخُطـوبِ
وطَعنتِنــي قصــداً بــرم
حِ قوامِـكِ اللّـدنِ الرّطيبِ
وقتَلتِنــي عمــداً بصــا
رمِ جفنـكِ الماضي القَضيبِ
ورَشــقتِني عــن مُقلــتي
كِ بفـاترِ السـّهم المُصيبِ
وأغــرتِ بالحَـدقِ المِـرا
ضِ فجــزتِ حبّـاتِ القُلـوبِ
يــا مــيُّ هـل مِـن زورةٍ
مِــن غيـرِ واشٍ أو رقيـبِ
أشـــكو اليـــكِ بأنَّــةٍ
شكوى العليلِ الى الطّبيبِ
انِّـي ولـو أُعطـى الجِنـا
نَ ولسـتِ فيهـا مِن نصيبي
يــا مــيُّ مــا آثرتُهـا
داراً وعلامِ الغيــــــوبِ
فأنـا الـذي أرضـى بـوع
دٍ باطــلٍ منكــم كَــذُوبِ
وأنـا المجيـبُ اذا دعـا
داعٍ بحُبِّــكِ مَــن مُجيـبي
داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين.صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر.جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ).