
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
برانـي اللُـه حيـنَ برا لِحيني
أحَــبَّ الحُســنِ لا يُشـنَي بِشـينِ
وأعلـى هِمّـتي حتّـى اغتـدت بي
مُحاولــــةً علاءَ الفَرقَــــدينِ
ولـي نَفـسٌ تكـادُ تطيـرُ لطفـاً
فَتلحــقُ بالســُّها والشـّعريينِ
تُحــاولُ حظّهــا فـي كـلِّ شـيءٍ
تنــاهى حسـنُه فـي العـالمَينِ
تُجــاذِبنُي الــى هــذا وهـذا
لِتحظـــى منهمــا بــالاطيبينِ
كــأنَّي غصــنُ بـانٍ فـوقَ هَضـبٍ
تُميِّلُـــهُ ريـــاحُ الجــانبينِ
يميــلُ بهــذه طــوراً وطـوراً
بتلــكَ فمرحبــاً بالنّســمتينِ
فأُنجِــدُ تــارةً وأغـورُ أُخـرى
فيــا لِلّــهِ نفسـي بيـنَ تَيـنِ
أُريـدُ اللطـفَ فـي زيـنٍ وآتـي
جفــاءَ الطّبـعِ ممتزجـاً بزيـنِ
وطيــبَ الخُلــقِ مكتملاً لقلـبي
وحســنَ الخَلـقِ معتـدلاً لعينـي
لأنَّهمــا كمعنــىً تحــتَ لفــظٍ
ففكّــر مُمعنـاً فـي المَعنَييـنِ
أمـا المعنى بجسمِ الحسنِ روحاً
بها امتازُ النُّضارُ على اللّجينِ
والّا فاســـتمع منّــي مقــالاً
وفَـرِّق بيـنَ مـا أعنـي وبينـي
أجـــرّت دمعــةٌ حينــا لصــبٍّ
كمـا جـرَّ الـذي تـدريهِ حَينـي
رنـا فرمـى صـحيحَ القلبِ رشقاً
بســهمٍ مِــن سـقامِ النـاظرينِ
فظلــتُ بمصـرعِ العُشـّاقِ مُلقـىً
صـــريعاً للجــبينِ ولليــدينِ
مُقيمــاً حيـثُ غـادَرني طريحـاً
يِقلّبُنــي الهــوى بـالرّاحتينِ
فلـو علـمَ الـورى مجهولَ أمري
لنـادوا يـا صـريعَ المقلـتينِ
أيـا ملـكَ الجمـالِ حللتَ قلبي
كمـا احتـلَّ الممالـكَ ذو رُعينِ
بطرفـكَ والقـوامِ أُريـقَ عمـداً
دَمـي بيـنَ المُهنّـدِ والرُّدينـي
غــدا هَــدراً بلا قَــوَدٍ وأنّـا
نُقــادُ بهالـكٍ مـا بيـنَ ذيـنِ
فيـا غـادي البعـادِ ألامَ سعياً
علـى قُـربِ المـزارِ بوشـكِ بينِ
ويـا قاضـِي الوصـالِ متى يُؤدِّي
بعــدِلكَ صــدُّه ممطــولَ دَينـي
داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين.صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر.جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ).