
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تــروَّحَ الصــّومُ فـي غُبُـونِ
لمّـا اغتدى الفِطرُ في فُنُونِ
فَصــِرتُ مـا بيـنَ ذا وهـذا
مُقســَّمَ الفِكــرِ فـي شـُؤونِ
أُودِّعُ الصــّومَ فــي وقــارٍ
أســتقبلُ الفِطـرَ بـالمجونِ
حُزنـي علـى ذاكَ مِـن أميـنٍ
مثـلُ ابتهـاجي بذا الخؤونِ
أســتودعُ اللَـه مَـن تـولَّى
بعقلــيَ الثــابتِ الرّصـينِ
ومرحبـــاً مرحبـــاً وأهلاً
بِمــن أتــاني بـهِ جُنُـوني
بِمــن أتـى جالبـاً سـروراً
لكـــلّ ذي صـــبوةٍ حزيــنِ
أطلـقَ مِـن سـِجنِها الحُميّـا
فاسـتقبلوا مُطلـقَ السـُّجونِ
أمــا تراهــا وقـد تبـدَّت
تحـتَ لـوا فتحِهـا المـبينِ
فــرَّت جيـوشُ الهمـومِ لمّـا
كــرت عليهـم مِـنَ الكميـنِ
فهاتِهـــا قهــوةً شــذاها
كنفحــةِ العَنــبرِ المَصـُونِ
كـانت معَ الدّهرِ في ابتداهُ
قبـــل تجزِّيــهِ بالســِّنينِ
كالمشـتري حـلَّ فـي الثُّريا
مِــن كــفِّ خَمصــانةٍ فَتُـونِ
كالبـدرِ حُسـناً علـى قـوامٍ
كالغُصــنِ فــي دِقَّـةٍ وليـنِ
غَنَّــت علــى عُودِهـا غنـاءً
بصــوتِها المطـربِ الحنيـنِ
أعـادَ بـالي الصـِّبا جديداً
وســاليَ القلـبِ فـي شـُجُونِ
وانظر الى الرَّوضِ كيفَ أضحى
مُقتبِــلَ الحُســنِ للعُيــونِ
مُفضــَّض النَّــورِ فيــهِ زاهٍ
بِمُــذهبٍ منـه فـي الغُصـُونِ
وقــد بـدا ضـاحكُ الأقـاحي
علـى بكـاءِ الحيـا الهتُونِ
والــدَّوحُ قـد لاحَ فـي رداءٍ
مِــن ســُندُسٍ أخضــرٍ ثَميـنِ
قـد أطلـعَ الغيـثُ في سماهُ
نجــــومَ وردٍ وياســــمينِ
فبــاكرِ الـرّاحَ واصـطَحِبها
علــى غِنـا طـائرِ الغُصـُونِ
وبــادرِ العيــشَ واغتَنِمـهُ
قبـلَ اختطـافٍ مِـنَ المنـونِ
داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين.صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر.جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ).