
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يقولـونَ لـي لمّـا تقهقـر بي عُمري
تخـلَّ عن الخيلِ العناجيجِ في الذّعرِ
أذلــكَ لمــا أن رأةنــي راكضــاً
على العودةِ العَفراءِ في أثرِ العُفرِ
وعنــدي مـن بعـدِ الحماسـةِ فـترةٌ
عن الفتكةِ العذراءِ والناهِدِ البِكرِ
أخوفــاً عليـه حيـنَ أبـدى زمـانُهُ
صـباحاً وليلاً فـي سـماءٍ مـن الشَّعرِ
تضـاحك ثغـرُ الـراس بالشيب أبيضاً
فـأبكى عيـونَ القلبِ بالأدمعِ الحمرِ
فقلـــت دعـــوني انَّنــي لمجــربٌ
فليـس اقتنـاصُ الكهل كالحدثِ الغرِّ
لقــد كـان عهـدي أن كفّـي صـيودةٌ
لمـا طـارَ فـي جوٍّ وما سارَ في قفرِ
فتســتنزلُ الأطيـارَ مـن أوجِ جَوِّهـا
وتسـتخرجُ العُصـمَ العصيَّةَ في الوعر
وان أقبلــت شـُهبُ الجِيـادِ مُغيـرةً
ثنتهــا بــأطرافِ الأسـنَّةِ كالشـُّقرِ
اذا ازدحمـت فـي مَعرَكِ الموتِ برهةً
مركضـَّةً فـي الفـرِّ طـوراً وفي الكَرِّ
رأيـتُ لهـا فـي الحـالتينِ لباقـةً
بعُفـرِ المـذاكي الصَّافناتِ وبالنُّجر
لبيقـــةَ أطــرفِ البنــانِ مليَّــةً
بحمـل المواضي البيض والأسل السّمرِ
لئن كـان هـذا الـدّهرُ أخلـقُ جدَّتي
لقد كان بي يزهو على الأنجمِ الزُّهرِ
فيـــا طالمــا طرَّزتُــه بمكــارمٍ
غـدا مِن سناها رافلاً في حُلي الفَخرِ
ويــا طالمـا أرغمـتُ أنـفَ خُطـوبِه
بــتربيبِ طَــبٍّ بـالعواقبِ ذي خُـبرِ
يُقـــوِّمُ معـــوجَّ الأُمــورِ بفكــرِهِ
فيلقى به ذا المالِ والعسكرِ المَجرِ
داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين.صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر.جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ).