
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أفــي كــل يــوم عــبرة تتفجــر
دمـــاء وأكبـــاد لنــا تتفطــر
وفــي كــل يــوم للنـوائب غـارة
تشــن وبالصــيد الميـامين تظفـر
فلا تــأمنن بطــش الزمــان فـإنه
إذا لــم يــراوح بـالمنون يبكـر
وقصـر خطـى الآمـال للنفـس كاسـراً
فــاين ملــوك الأرض كسـرى وقيصـر
فكـم شيدوا عزاً وقادوا إلى الوغى
جنــوداً وكبــار الأعــزاء صـغرّوا
وقـد طـاولوا هطـل الغوادي تطولا
وطـالوا يـداً عنها يد الصيد تقصر
فلـم ينجهـم مـن خطـة الخسف عزهم
ولـم يقهـم مـن سـطوة الحتف عسكر
وكـانت علـى الرحـب البلاد يجندهم
تضــيق فــوارتهم مـن الأرض أشـبر
فويـح الرزايـا كـل يـوم تسـوؤنا
بمـولى بـه مسـتحلك الـرزء يسـفر
أترجــو لمحـي الـدين ترقـب ذمـة
ومـا انفكـت الأرزاء للـدين تخفـر
ألـم يكفهـا مـا نـال منهـا محمد
خضــم بــأمواج الفضــائل يزخــر
ولا مــا بهـا قاسـى حسـين ويوسـف
قـديماً ولا الحـبر الشـريف وجعفـر
ومــا جرعتــه قاســم خيـر عـالم
عليــه تمــد المكرمــات وتقصــر
وغــالت علــيَّ القـدر بعـد محمـد
إمامــان للعليــا ســنام ومظهـر
إلـى أن دهتنـا لا دهتنـا صـروفها
إغتيـالاً بمرسـى من به الفخر يفخر
قضـى في سبيل اللَه من بعد ما قضى
عليــه حقوقـا للعلـى ليـس تحصـر
أبى الذل حتى اختار في العز موته
غريبـاً وعـز المـوّت بـالحرّ أجـدر
فمـا كنـت أدري قبـل تسـيير نعشه
ثــبير لــه أيـدي الرجـال تسـير
ولــو لـم تكـن لـي اسـوة بمحمـد
لعمـرت بالشـجو الرثـا مـا اعمـر
وأبــديت خــوف الشـامتين تصـبراً
علــى فقـده لـو يسـتطاع التصـبر
فيـا راحلاً لـولاه لـم أدر ما الأسى
ولا حــق لــي إلا عليــه التحســر
لقـد كنـت طرفـا ما كبا عند جريه
اسـتباقاً وعضـبا ما نبا حين يشهر
وكنـت لكسـر العلـم والحلم جابراً
فمـن لهمـا مـن بعـد فقـدك يجـبر
بنـي عمـه صـبراً وغـن جـلّ رزؤكـم
بموسـى فـإن اللَـه بالصـبر يـؤجر
فــأنتم كأقمـار السـماء زواهـراً
إذا غــاب منكــم نيــر لاح نيــر
لكـم بـالفتى عبـد الحسين وللورى
ســـلوّ وذخـــر للملمــات يــذخر
إمام حوى في الحلم والعلم والتقى
مراتـب عنهـا نـاظر الـدهر يحسـر
ومــولى إليــه ينتهـي كـل سـؤدد
وقــرم عليـه رايـة الفضـل تنشـر
خليفــة حــق قـام بـالأمر ضـارعاً
كآبـائه فـي النـاس ينهـي ويـأمر
تمـــد بلا جـــزر بحـــار أكفــه
وهـــل أبحـــر ألا تمــد وتجــزر
وأصــيد يغنيــه علاه عــن الثنـا
فســيان فيــه مــا أقــل وأكـثر
ســقى جـدثاً وأراه منهمـر الرضـا
وحيـاه بالعفـة السـحاب الكنهـور
صالح بن مهدي بن رضا بن مير بن علي الحسيني القزويني.ولد في النجف، ونشأ فيها على أبيه، فاعتنى بتربيته وغذاه بأخلاقه، ودرس على علماء النجف الكبار.ودرس ديوان العرب لاهتمامه بالشعر والأدب، فكان له مراسلات مع أدباء عصره.انتقل إلى بغداد عام 1259هـ وتوفي فيها، ونقل جثمانه إلى النجف.له ديوان الدرر الغروية، وديوان آخر جمعه الشيخ إبراهيم صادق العاملي.