
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زارت ومــا كــانت نـوار تـزور
وبـدت وكـدت مـن السـرور أطيـر
وأتـت فقلـت لهـا وبيـن جوانحي
نــار تؤجــج والــدموع تغــور
مــاذا يضـرك لـو وصـلت متيمـاً
هــو مــن جفـاك مخـالط مسـجور
قـالت أجـل مـا كان صدي عن قلاٍ
إي والــذي هـو بـالقلوب خـبير
لكـن سـعى الواشـي ففـرق بيننا
فعليه دائرة دائرة البوار تدور
لا تبكيـــن فلســـت أول مغــرم
قــد راح وهــو معــذب مهجــور
كـم عاشقٍ من قبل مثلك في الهوى
قــد راعــه ممــن يحــب نفـور
نـادت بـي النصـاح ويحك فاستمع
منــا وســمعي بالنــدى موقـور
لا تحســبن نــوار منــك قريبـةٌ
بــدنوها يــا أيهــا المغـرور
ولقــد ذكرتـك والريـاح لوافـح
والأرض مــن حــر الهجيـر تفـور
والشـمس فـي كبـدي ألـم حريقها
وأقــام فهــو بحرهــا مســجور
حـتى إذا مـا الليـل مـد رواقه
فيهـــا وســـدل للظلام ســـتور
عـاثت بنـا وحـش الفيافي بعدما
خفقـت علـى هـام الرجـال نسـور
والأسـد رابضـةٌ بهـا مـن حولنـا
ولهــا علينــا صــولةٌ وزئيــر
وأنــا وذكـرك فـي سـرور كامـل
فكـــأنني مــن طيبــه مخمــور
سـفهاً بحلمـك بعـدما ولى الصبا
إن تطبيــك الكاعبــات الحــور
مـا كنـت أحسـب أن أيـام الصبا
تمضـــي ولا أن الزمــان بجــور
حـتى إذا مـا الشـيب لاح بعارضي
أيقنـــت أن لا يســتدام ســرور
فخلعـت بـرد غوايـتي عـن منكـب
هـو بالغوايـة فـي الهوى مشهور
ولزمـت مـدح محمـد الحسـن الذي
سـاد الـورى بـالعلم وهـو صغير
العـالم العلـم الـذي لـولاه ما
شــيدت حصــون للتقــى وقصــور
يـا واحـد العلماء والعلم الذي
بــك قلــب كــل موحــد مسـرور
أنـت المقـدم فـي المواطن كلها
وإليــك أســباب الأمــور تصـير
أنـت الـذي عـم البسـيطة جـوده
فقليــل جــدوى راحتيــك كـثير
بـك عاد عود الدهر وهو يميس من
طــرب ونبــت الأرض وهــو نضـير
للَـه كـم لـك فـي العلوم مناقب
لـم يحصـها المنظـوم والمنثـور
للَـه كـم لـك فـي الوجود مفاخر
سـارت مسـير الشـمس حيـن تسـير
مـن ذا يطـاوله ومـن فوق الثرى
عنــه وإن بلــغ السـماك قصـير
مــن ذا يمـاثله ومـا أحـد لـه
فــي الـدهر ثـم مماثـل ونظيـر
مـا في الأنام سوى علاك من الورى
أحــد بأســرار العلــوم خـبير
مـا فـي البريـة غير مجدك موئل
يرجــى وإن جـار الزمـان يجيـر
مـا فـي البسيطة غير ربعك مقصد
تطــوي إليــه سباســب ووعــور
منهــاج شــرعة أحمــد مصـلاحها
مصـــباحها مشــكاتها والنــور
علّامهــــا صـــوّامها قوّامهـــا
مقــدامها ولواؤهــا المنشــور
مفضــالها معطاؤهــا مطعامهــا
قمقامهــا صمصــامها المشــهور
بوجــوده وبجـوده لـذوي العلـى
والمجتـــدين بشاشـــةً وســرور
بعطـــائه وســـخائه ورجـــائه
طــرف الـذي يرجـو نـداه قريـر
يـا أيهـا المـولى الذي بوجوده
ربــع المكـارم والعلـى معمـور
سـمعاً أبيـت اللعـن نظـم لئالئ
لـك مـا حكـاه اللؤلـؤ المنثور
أبرزتهـا مـن خـدرها مـن بعدما
أبــدا محاســنها لـك التخـدير
نسـتنجز الميعـاد منـك قبيل أن
يبـدو لهـا فـي العارضـين قتير
فاسـلم ودم مـا سار نجم أو بدا
بــدر ومــا للصــبح لاح ســفور
عبد الحسين بن محي الدين آل محي الدين النجفي.عالم جليل، وشاعر مفلق، وأديب واسع الاطلاع.ولد في النجف، ونشأ فيها على أبيه، حيث أخذ مبادئ العلوم.قال عنه صاحب الكشكول: سلافة العصر وريحانة الدهر، مؤسس قواعد الآداب، وعامر ربوعها بعد الخراب.له منظومة في النحو، وقد كان له تقدم باهر على أساطين الشعر ونوابغ الدهر.توفي في النجف.