
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
درى بـك ناعيـك أم ما درى
نعــي بنعيــك كـل الـورى
نعـي للملائك فـوق السـماء
مليكـاً تبـوء بطـن الـثرى
نعــي بمحمــد لمـا نعـاه
عليــاً وعليـاه والمفخـرا
مع الحسن المجتبى والحسين
وموسـى بـن جعفر بل جعفرا
وأوقــر أســماعنا دهشــةً
وفـت القلـوب وهـد العـرا
لقـد عـثر الـدهر في ماجد
يقيــل البريـة أن تعـثرا
وأقـدم فـي نكبـةٍ لـم تقس
بمـا قـدم الـدهر أو أخرا
وأطفـأ نـور الهدى والتقى
وأخمـد نـار الهدى والقرا
فيا دهر رفقاً فربع العلوم
وربـع المكـارم قـد أعصرا
عـبرت علـى الدين مستعدياً
فهـا أصـبح الدين مستعبرا
أســاء إليــك أبـو محسـن
وكـان مـن العدل أن تثأرا
نعـم كـان فيـك حمـى خائف
ويسـراً لمـن كان قد أعسرا
وكــان يصــدك عمـا تريـد
ويصــدر عاديــك القهقـرا
أبـا محسـن أحسـن اللَه لي
وللمسـلمين العـزا مـؤجرا
رحلــت بســلواها والأســى
يقيــم فعــز بـأن يصـبرا
فيـا غائبـاً لا أغـب الحيا
ضــريحك يعتــاده ممطــرا
عجبـت لقـبرك ذاك المضـيء
تضـــمن عالمــك الأكــبرا
وهـل علـم الناس إذ شيعوك
بأن شيعوا الجود والمفخرا
وشـالوا بنعشـك روح الهدى
وجثمـانه والنـدى الأوفـرا
ولـو أنصف الناس ما غسلوك
فقـد كنـت من مائهم أطهرا
ومـا حنطـوك بغيـر الثنـا
أريجـاً بـه الكون قد عطرا
ومــا كفنـوك بياضـاً وقـد
لبسـت مـن السـندس الأخضرا
ومـا قـبروك بغيـر القلوب
وغيـر الحشـا لك لن تحفرا
ومـا كـان هذا لعمر العلاء
حــديثاص لســامعه مفـترى
بلونـاك والنائبات العظام
فكنــت أشــد وأقـوى عـرا
وقسـناك بالشامخات الشمام
فكنــت أشــم وأســمى ذرى
بلـى انت مصداق ما أرسلوا
أرى الصـيد كلاً بجوف الفرا
محمــد يـا منتهـى مقصـدي
إذا جـار دهـري وخطـب عرا
ويـا سـلوتي حيـث لا سـلوةً
ويــا مــدر إي ولا مــدرا
تـرى مـن أعـزي وإنـي إذاً
أرانـي بهـذا العزا أجدرا
وكـل مصـابٍ بهـذا المصـاب
ثكــول ولـم يـك مسـتاجرا
لأيـــم يومــك أم العلــى
وأثكـــل رزؤك أم القــرى
وأظلـم وجـه الـثرى بعدما
غـدا بـك بطن الثرى مسفرا
بقيـة موسـى لو أن البقاء
يـدوم وأخطـى الردى أعصرا
ولكــن وللَــه كـل الأمـور
ولا مــن مــرد لمـا قـدرا
صـبرنا علـى عظم ما نابنا
وكـان مـن الحزم أن نشكرا
فــإن أبــا صـالحٍ يرتجـي
لإصـلاح مـا الـدهر قد غيرا
خليفــة أهليـه فـي مـدهم
فسـل منظـراً عنه أو مخبرا
هـم أهل بيت يرى الناظرون
صـغيرهم فـي الـورى أكبرا
وكــل زمــان نــرى منهـم
بـأفق العلـى كوكباً مزهرا
فمــن جعفــر زاخـر فضـله
يمــد بمعروفــه الأبحــرا
ومـن منعـم في الورى محسن
محاسـن عليـاه لـن تحصـرا
أبـا صـالحٍ المرتجـي يومه
فـديتك قـم بالهـدى مشعرا
فإنــك أولــى بـه منصـباً
وأحـرى بـه مـورداً مصـدرا
عبد الحسين بن محي الدين آل محي الدين النجفي.عالم جليل، وشاعر مفلق، وأديب واسع الاطلاع.ولد في النجف، ونشأ فيها على أبيه، حيث أخذ مبادئ العلوم.قال عنه صاحب الكشكول: سلافة العصر وريحانة الدهر، مؤسس قواعد الآداب، وعامر ربوعها بعد الخراب.له منظومة في النحو، وقد كان له تقدم باهر على أساطين الشعر ونوابغ الدهر.توفي في النجف.