
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عفــت الــديار معاهـد ورسـوم
فعفــت قلــوب بعــدها وحلـوم
أمسـت خواضـع خشـعاً مـن بعدهم
درسـاً رماهـا الـبين فهي رميم
فـاحبس إذا شـاهدت دراس ربعها
وبــدت طلــول أقفــرت ورسـوم
قـف بـي عليهـا نستلم عيدانها
ونطــوف حــول ركامهـا ونحـوم
للَـــه أيــام بهــا قضــبتها
لــو أن أيــام السـرور تـدوم
غصـن الصـبا غـض المعاطف يافع
فيهــا وعيشــي نضــرة ونعيـم
واليـوم صـوح روضـها من بعدهم
حزنـاً وأقلـع حزنهـا المركـوم
أيـام لهـوي هـل أرى لـك أوبة
ترجـى وهـل ترقـى لـديك نسـيم
هيهـات لا يحظـى الفؤاد بقربها
الجــد أدبــر والزمـان لئيـم
فكـأن ذاك العيـش عـارض مزنـةٍ
ألـوت بـه يـوم الرحيـل نسـيم
يـا سـعد ساعدني على فرط الأسى
لـم يبـق غيـرك لـي أخ وحميـم
أتظنـي فـي الـدار شجوي لا ومن
هـو بالـذي تخفـي الصدور عليم
مـا الـدار أشجتني ولا غيد بها
لكنمـــا خطـــب ألــم حميــم
يـوم قضـى وادي المكـارم إنـه
يـوم علـى أهـل الفخـار عظيـم
الماجـد القـرم الهمام ومن به
يحمـي المـروع وينجـع المحروم
لـم يبـق لـي جلـد غداة رحيله
وعليــه ركــن تصــبري مهـدوم
فليبكـه الشـرف الرفيع فكم به
لرفيــع أعمــد عــزه تقــويم
يـا من له المعروف أصبح خاضعاً
وبكفــه بحــر النــدى مرسـوم
ألقـت إليـك المكرمـات قيادها
مـن حيـث أنـت لهـا حمى وزعيم
علمــت بأنـك واحـد فـي فضـله
أبــداً ولا أحــد ســواك كريـم
للمجــد بعــدك مــدمع مسـجوم
والفضـل مقـروح الحشـا مكلـوم
أقسـمت بالشـرف الرفيـع إليـه
مــا مــن علا إلا لــه مقســوم
يـا للعجـائب مـن زمـان غـادر
يـزري بأهـل المجـد وهـو ذميم
مـا كنـت أحسب أن عادية الردى
تــبز نـار البـأس وهـو جحيـم
لولا القضا المحتوم قصرت الخطا
أنـي لهـا لـولا القضا المحتوم
فلتضـي تفعـل مـا تشـاء فإنما
مـن بعـده لـم يبـق ثـم حكيـم
يـا راحلاً لـم تبـق بعـدك مقلةٌ
إلا رفـــاقي دمعهـــا مســجوم
مــا رمـت بعـدك سـلوةٌ كلا ولا
حزنــي علـى أحـد سـواك يـدوم
كيـف السـلو ولا سـلو وقـد غدا
وجــد بأحشــائي عليــك مقيـم
أتـذوق طعـم النـوم بعدك أعين
فقئت إذاً إن عادهــا التهـويم
يـا يـومه الشؤوم لا شمت الحيا
مـن بعـده يـا يـومه المشـؤوم
فسقتك يا شمس التقى سحب الرضا
مــا أشــرقت شـمس وهـب نسـيم
صـبراً جـواد لمـا عـراك فإنما
صـبر العظيـم على العظام عظيم
عبد الحسين بن محي الدين آل محي الدين النجفي.عالم جليل، وشاعر مفلق، وأديب واسع الاطلاع.ولد في النجف، ونشأ فيها على أبيه، حيث أخذ مبادئ العلوم.قال عنه صاحب الكشكول: سلافة العصر وريحانة الدهر، مؤسس قواعد الآداب، وعامر ربوعها بعد الخراب.له منظومة في النحو، وقد كان له تقدم باهر على أساطين الشعر ونوابغ الدهر.توفي في النجف.