
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَدِّعْ أُمامَــةَ وَالتَّوْدِيـعُ تَعْـذِيرُ
وَمـا وَدَاعُـكَ مَـنْ قَفَّتْ بِهِ العِيرُ
وَمــا رَأَيْتُــكَ إِلّا نَظْـرَةً عَرَضـَتْ
يَـوْمَ النِّمـارَةِ وَالْمَأْمُورُ مَأْمُورُ
أَنَّـى الْقُفُولَ إِلى حَيٍّ وَإِنْ بَعُدُوا
أَمْســَوا وَدُونَهُـمُ ثَهْلانُ فَـالنِّيرُ
هَــلْ تُبَلِّغَنّهُــمُ حَــرْفٌ مُصــَرَّمَةٌ
أُجْــدُ الْفَقــارِ وَإِدْلاجٌ وَتَهْجِيـرُ
قَـدْ عُرِّيَـتْ نِصْفَ حَوْلٍ أَشْهُراً جُدُداً
يَسْفِي عَلَى رَحْلِها بِالْحَيْرَةِ الْمُورُ
وَقـارَفَتْ وَهْيَ لَمْ تَجْرَبْ وَباعَ لَها
مِــنَ الْفَصـافِصِ بِـالنُّمِّيِّ سِفْسـِيرُ
لَيْسـَتْ تَرَى حَوْلَها إِلْفاً وَراكِبُها
نَشـْوانُ فـي جَوَّةِ الْباغُوثِ مَخْمُورُ
تَلْقَـى الْإِوَزِّينُ في أَكْنافِ دارَتِها
بَيْضـاً وَبَيْنَ يَدَيْها التِّبْنُ مَنْشُورُ
لَـولا الْهُمامُ الَّذي تُرْجَى نَوَافِلُهُ
لَقَـالَ راكِبُهـا فـي عُصْبَةٍ سِيرُوا
كَأَنَّهــا خاضــِبٌ إِظْلافُــهُ لَهِــقٌ
قَهْـدُ الْإِهـابِ تَرَبَّتْـهُ الزَّنـانِيرُ
أَصـاخَ مِـنْ نَبْأَةٍ أَصْغَى لَها أُذُناً
صـِماخُها بِـدَخِيسِ الـرَّوْقِ مَسـْتُورُ
مِـنْ حِـسِّ أَطْلَـسَ يَسـْعَى تَحْتَهُ شِرَعٌ
كَـأَنَّ أَحْناكَهـا السـُّفْلَى مَآشـِيرُ
يَقُـولُ راكِبُهـا الْجِنِّـيُّ مُرْتَفِقـاً
هَـذا لَكُـنَّ وَلَحْـمُ الشـّاةِ مَحْجُورُ
النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ هُوَ زِيادُ بْنُ مُعاوِيَةَ بْنِ ضِباب الذُّبْيانِيّ مِنْ قَبِيلَةِ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَكانَ أَحَدَ الأَشْرافِ وَالمُقَدَّمِينَ فِي قَوْمِهِ، وقد اتَّصلَ بمُلُوكِ المَناذِرَةِ وَالغَساسِنَةِ وكانَ لَهُ عندَهم مَنْزِلَةٌ ومكانةٌ عاليةٌ، وَامْتازَ بِشِعْرِهِ فِي الاعْتِذارِيّاتِ، وَهِيَ الأَشْعارُ الَّتِي قالَها مُعْتَذِراً مِنْ النُعْمانِ بْنِ المُنْذِرِ بعد هربِهِ مِنه، وَالنّابِغَةِ الذُبْيانِيِّ مِن أَوائِلِ مَنْ تَحاكَمَ عِنْدَهُ الشُّعَراءُ فَكانَتْ تُضْرِبُ لَهُ قُبَّةً فِي عُكاظ فَيعْرِضُ الشُّعَراءُ عَلَيْهِ أَشْعارَهم، وَقَدْ تُوُفِّيَ في سَنَة 18ق.هـ المُوافَقَةِ لِسَنَةِ 604م.