
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نعـم مـا سلاها القلب سرّاً ولا جهرا
فيا ليت شعري ما الذي سبب الهجرا
وغــادر كالصــخر الأصــم فؤادهـا
علـى خـادم كـان الرضـاب له أجرا
ألــمَّ بهــا عــذراء لفّــاء بضـةً
كـأن أباها البدر أو أمها الشعرى
مخــدرةً لا تعــرف الـزور والريـا
ولكنهـا لا تجهـل الـتيه والكـبرا
لعمــر الهــوى مالعـذر إلّا سـجيةٌ
لقاصـرة الطـرف التي تسكن القصرا
ثناهـا سـناها عـن وفاهـا فأنكرت
ودادي ولـم تقبـل عتابـاً ولا عذرا
كـأني لـم أدخـل حماهـا ولـم أذق
لَماها ولم أشرب على وجهها الخمرا
نظـرت لهـا والعيـن تـدمع والحشا
تقطَّــع والأشــواق تملأهــا جمــرا
وقلـت لهـا يـا قامـة الرمح إنني
عـن الصلح لم أبعد ذراعاً ولا شبرا
تلافــي تلافــي وانعمــي وتكرمــي
علــيَّ بيـومٍ صـالح يفسـد الهجـرا
إلامَ يــرد الظُلـمُ ظَلمَـك عـن فمـي
ويزعـم أن الجـود صـار بـه كفـرا
وقــد وعــد اللَـه الكـرام بجنـةٍ
نزيــل حماهــا لا يجـوع ولا يعـرى
عجبــت وقـد حلـت شـعورك كيـف لا
تحــل قيـودي وهـي سلسـلة الأسـرى
وأعجــب منهــا أن يهــان مــتيّمٌ
لمثلــك يعـزى أو يعـذَّب أو يـزرى
فقـالت وقـد سـالت نجـوم دموعهـا
بوجنتهــا حــتى توهمتهــا ثغـرا
قريضــك يــا هــذا بجلــق ضـائعٌ
فـإن ولاة الشـام لا تعـرف الشـعرا
أمالـك عـن شـعرٍ أمالـك عـن غنـىً
وأســكن بيتيـك الكآبـة والفقـرا
تخيَّــر خيــر العاصــمات لنغتنـي
بهـا وننـال الخيـر قلت لها مصرا
فنعمــة إســماعيل أبهـرت الحيـا
وثلَّثـتِ النيـل المبـارك والبحـرا
ســليل ملــوك لا يــزال ســماحهم
يبــثُّ لهـم فـي كـل مملكـة ذكـرا
مهــابته تفــري العظــام وإنمـا
بشاشــته تـولي السـلامة والجـبرا
فكـم شـدهت لبـاً وكـم شـدخت ريـاً
وكـم كسـرت جـبراً وكـم جبرت كسرا
حبــاه إلــه العــرش سـيف سـميِّه
وأودع فـــي لألاء غرتــه النصــرا
وأبـــرزه للعـــالمين مباركـــاً
أغـرَّ كمـاء المـزن يكتسـب الشكرا
تمــدَّنت الســودان منــه بحكمــةٍ
يكـاد يـرد الليـل رونقهـا فجـرا
فلـم يعد العبد المخرنق في الثرى
يوسـّع وكـراً بعـد مـا سكن القصرا
فعــال حكيــم بالسياســة عــارف
إذا لحــظ النيـران غادرهـا قـرّا
أفــاد بجــدواه البلاد وعـدله ال
عبـاد فسـامى حاتمـاً وسـما كسـرى
وأيــن همــا مــن فاضــلٍ متكـرمٍ
يخــوّل راجيــه المسـرة والفخـرا
أجـلُّ واتقـى العـاكفين على التقى
وأطهرهـــم ذيلاً وأطيبهــم نشــرا
وأوســعهم صــدراً وأرحبهــم حمـىً
وأمنعهــم جــاراً وأرفعهـم قـدرا
قـد احتفـل المـولى بحبـوة قاصـدٍ
عسـاه أنا العبد الذي نظم الشعرا
فمـا هجـرت خيلـي الشـآم وقصـدها
ســوى ملــكٍ عمــت مكـارمه مصـرا
حليــف أميــر المــؤمنين وسـيفه
وحجتــه العظمـى ورحمتـه الكـبرى
لبحــر نـداك العـذب خـاض مطهَّمـي
مهـامه أرض الشـام واقتحم البحرا
ومثلـك مـن يروي العطاش بناله ال
أعـمِّ وينفـي الهـم والغم والفقرا
بقيـت لنـا عـزّاً نـذلُّ بـه العـدى
ودمـت لنـا يسـراً نزيل به العسرا
سليمان بن إبراهيم الصولة.شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية، واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ولزمه مدة ثلاثين سنة، وله فيه قصائد، وسافر إلى مصر سنة 1883م فأقام إلى أن توفي بالقاهرة.له (ديوان -ط)، وله: (حصن الوجود، الواقي من خبث اليهود - خ).