
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علــيَّ إذا مـا الـدهرُ أصـبح عاديـاً
ســعى ركــب آمـالي لبغـداد غاديـا
وامسـى لفـرط الشـوق فـي طلب المنى
يزاحــم بـالجري العتـاق المـذاكيا
والقــى عصــاه حيــن حــل ببابهـا
فــالفى بهـا زنـد السـعادة واريـا
ولاذ بــذياك الضــريح الــذي غــدا
بــه قطــب اربــاب الولايـة ثاويـا
هـو البـاز عبـدالقادر الجهبذ الذي
تســامى بــه قطـر العـراق معاليـا
همــام تـراه فـي الشـهامة والتقـى
وحيــداً ومـا شـمنا لـه قـط ثانيـا
لســر علاه فــي ســما الكـون مظهـرٌ
بـه السـائرات السـبع صـارت ثمانيا
كرامتــه كالشــمس تبــدو وفعلهــا
بكــل مــرامٍ ليـس يخطـي المراميـا
وآراؤُه فـــي كشـــف كـــل ملمـــةٍ
تــرد مســاعيها السـيوف المواضـيا
وقــد طبــق الـدنيا علومـاً وحكمـةً
وذكـراً غـدا في الشرق والغرب ساريا
بــه أودع الرحمــن أســرار غيبــه
فكـان بهـا فـي حضـرة القـدس حاليا
وان ذوي الإدراك لـــــولا بيــــانه
لمــا فهمــوا الغازهــا والاحاجيـا
لـه اللَـه مـن بحـرٍ بـه سـفن الهدى
تســير وتلقـى فـي حمـاه المراسـيا
حقــرتُ ســخاء الســحب حيـن قصـدته
ومـن قصـد البحـر اسـتقل السـواقيا
أرى كــل مــن يشــكو إليـه مصـيبةً
تـــزول وان وازت جبـــالاً رواســيا
فلــبى دعــائي بالرضــا إذ دعـوته
وحاشــــا علاه ان يخيـــب داعيـــا
رميــت بــه المقصــود وهــو ممنـع
فواصــلني طوعــاً وقـد كـان عاصـيا
وفـي ظلـه حـزت الهنـا واسـترحت من
زمـاني ولـم أخـش الخطـوب الدواهيا
فهــذا هـو الغـوث الـذي هـو ناصـرٌ
علـى كـل مـن بالسـوءِ قد جاءَ باغيا
أبـي اللَـه أن يلقـى سوى العز وافدٌ
يريـــد لـــديه للنجــاح مراقيــا
رأيـــت بـــه مـــالا أراه بغيــره
وقـد نلـت منـه فـوق مـا كنت راجيا
علـى البعـد قـد شـاهدت منـه كرامةً
لقــد أظهـرت مـا كـان عنـي خافيـا
بهــا صـرت محسـوباً عليـه ولـم أزل
بمــدح معــاليه أُجيــد القوافيــا
قــوافٍ ولكـن عـن معـانيه لـم تكـن
قوافــل بــل كــانت إليـه هواديـا
مــددت لــه كــف الضــراعة سـائلاً
نــداه ومــن سـوء المعيشـة شـاكيا
وكــم ســائلٍ قـد مـد قبلـي يمينـه
إليــه فأولاهــا مـن الرفـد كافيـا
مـــواهب كفيـــه غلا ســعر شــكرها
وقـد أرخصـت بـالجود مـا كان غاليا
فلــو أن أهــل الأرض تســعى لبـابه
بقصــد العطـا منـه لمـا رد سـاعيا
روَّت ريــاض الفكــر مـن غيـث وصـفه
فاخصــب مرعاهــا وطــابت مجانيــا
هنيئاً لمثلــي فــي مــدائح مثلــه
وليــا علــى الاسـرار اصـبح واليـا
كسـتني مكافـاةً علـى مـا ابتـدعتها
مطــارف مجــدٍ قبلهــا كنـت عاريـا
علاقتـــه بــالفخر تنســيك قيصــراً
وكســرى ودارا والملــوك الاعاليــا
له النسب الوضاح ما البدرُ في الدجا
يكــون لسـامي النـور منـه مسـاميا
ومــا قـدر وصـفي عنـد نسـبته لمـن
غـــدا رحمــةً للعــالمين وهاديــا
ولـــيٌّ بــه ركــن الولايــة ثــابتٌ
بنــاهُ لـهُ مـن كـان للعـرش بانيـا
بحســن الرجــا انــي وقفـتُ ببـابهِ
ودمعــي علــى خــدي تــدَّفق جاريـا
ونــاديتهُ جـد لـي بمـا أنـتَ أهلـهُ
وخـذ بيـدي يـا مـن يجيـب المناديا
لقـد ضـاع مني القلب في طاعة الهوى
وامســيتُ مــن ذل المطــامع فانيـا
فحقـق مقـالاً شـائعاً عنـك فـي الملا
بانــك قــد أصــبحت للحــي راعيـا
ورد إلــى بيــت الهدايــة ضــائعي
وكــن لمعافـاتي الطـبيب المـداويا
وانجـــز مواعيــد المكــارم منــةً
فمثلــك فيمــا قــالهُ كـان وافيـا
قاسم بن محمد الكستي، أبو الحسن.شاعر، من أهل بيروت، مولداً ووفاة، اشتغل بالتدريس، وعلت شهرته في الشعر.له ديوان (مرآة الغريبة - ط)، وديوان (ترجمان الأفكار - ط)، و(أرجوزة في القرآن الشريف - خ).