
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حكـى قرطهـا الخفّـاق وهـي تجـولُ
فــوادي إذا حــثَّ المطــيَّ رحيـلُ
مهـاةٌ تفـوق البـدرَ حسـناً وقدُّها
يعلّــم غصــن البـان كيـف يميـلُ
صـبا حسـنها عشقاً بها مثل صبوتي
ودام صـــحيحاً والمحـــبُّ عليــل
فمـن يـا تُـرى منَّالهُ يحكم الهوى
ومــن هــو معــذولٌ بهـا وعـذول
هــي الشــمسُ إلا أَنهـا لا يمسـُّها
كســوفٌ علـى طـول المـدى وأُفـول
عتبـتُ علـى دهـري لتحصـيل عدلها
وللـدهر عـن هـذا العتـاب عـدول
إليهـا بريـد الشـوق منـي مسيره
ورد الجفــا منهــا علــيَّ يعـول
وعنهـا قبيـحٌ وجـه صـبري وإنمـا
عليهــا كمـا شـأ الغـرام جميـل
ركبـت بهـا الاخطـار وجـداً وربما
يهــون بهــا مـا للنفـوس يهـول
وجبـت قفـاراً يسـهل الحزن عندها
ودونــي جبــالٌ للمنــى وســهول
ومـا نلت ما أرجوه منها وليس لي
إليهـا ولـو غـاب الرقيـب وصـول
لقـد ألزمتنـي أن اطيـع عـذولها
وهـذا علـى الطبـع السـليم ثقيل
ولــم تـدر أنـي لا تليـن لغـامز
قنــاتي ولا يســطو علــيَّ جهــول
ولـي نفـس حـر قلمـا يشـتفي لها
بغيــر اكتسـاب المكرمـات غليـل
تكلفنـي تـرك الهـوى خـوف ذلهـا
ومـا كـل مـن يهـوى الحسان ذليل
وتعـرض عـن فـن العـروض لعلمهـا
بـأن الـذي يـولي الجميـل قليـل
واعراضـها قـد كـان عنـه لغايـةٍ
بلــوغ مــداها مـا إليـه سـبيل
ولا شــك ان الشـعر أبيـاته هـوت
علــى نــاظميه واعــتراه خمـول
ولـو لـم يكـن مستحسـناً لـتركنه
لغيــر وطــرف الحـظ عنـه كليـل
ولكن بنو العلياء يحلو به الثنا
عليهــم وأصــداء العقـول تـزول
وان ابـن محيـي الدين نظم ثنائه
بســمط المعــاني للقيـاس دليـل
هو الشهم عبد القادر الأمجد الذي
لـه الفخـر خـدنٌ والكمـال خليـل
أميــرٌ لقـد وفـي الإمـارة حقهـا
ومــا للمعــالي عــن علاه بـديل
أميـر غدا في الناس للمجد معقلاً
تقصـــر عنــه ان تحيــط عقــول
أميـر أقـال الـدهر مـن عـثراته
وليـــس ســواه للعثــار يقيــل
أميــر لــه رأي منيــرٌ وفكــرةٌ
لهــا فـي مجـرّات الصـواب ذيـول
أميـر زكـا خلقـاً وخلقاً كما زكت
فــروع لــه بيــن الملا وأصــول
أميـر حليـم صـادق الوعـد قلمـا
يكــون لـه فـي العـالمين مثيـل
أميـر إذا قيسـت معـاليه بالسها
تزيـــد عليـــه رفعــةً وتطــول
ولـو ان حربـاً بيـن فقـرٍ وجـوده
تقــوم لطـاح الفقـرُ وهـو قتيـل
لقـد جـذبت ضـَبع القريـض يمينـهُ
وكــانت عليــه الحادثـاتُ تصـول
وقــد راض أعمـالَ الزمـان بهمـةٍ
إليهــا أمــور المشــكلات تـأُول
محامـده فـي الناس تجري كما جرت
بأعضــاء نشــوان الفـواد شـمول
فكــم جـبرت قلبـاً مراحمـهُ وكـم
علـى النـاس سـالت من نداه سيول
وايـام هـذا العصـر كـانت مسـنةً
بــه ردهــا الاقبـالُ وهـي كهـول
لـه السـعد في شرق البلاد وغربها
جنيــبٌ وظــل المجـد منـه ظليـل
ولا عيــب فيــه بيــدَ أن لـذاته
مقامــاً لـهُ فـوق السـماءِ حلـول
عليــك بـه يـا طـالب الخيرانـه
بمـــا ترتجيــهِ ضــامنٌ وكفيــل
مـن السـادة الاشراف اعمدة العلا
لـــهُ شــيم مــن جــده وشــُكول
تقــيٌّ نقــيُّ العـرض حـزتُ بشـكرهِ
ثوابــاً ولــي اجـرٌ عليـهِ جزيـل
بــهِ بلغـت هـذي القصـيدةُ حظهـا
ولاح عليهــا مــن ســناه قبــول
وفـي مـدحه اسـتوفت براعةُ ختمها
كمـالاً كمـا اسـتوفى الرضاعَ فصيل
قاسم بن محمد الكستي، أبو الحسن.شاعر، من أهل بيروت، مولداً ووفاة، اشتغل بالتدريس، وعلت شهرته في الشعر.له ديوان (مرآة الغريبة - ط)، وديوان (ترجمان الأفكار - ط)، و(أرجوزة في القرآن الشريف - خ).